مجازر في ريف الرقة وتقاسم نفوذ في محيطها

24 يوليو، 2017

جيرون

ارتكب الطيران الروسي، فجر اليوم الإثنين، مجزرة جديدة في بلدة زور الشريدة، في ريف الرقة الشرقي، راح ضحيتها 20 مدنيًا، وهي الثانية بعد مجزرة بلدتَي معدان وزور شمر التي وقعت الأربعاء الماضي، وراح ضحيتها 6 مدنيين و20 جريحًا.

وأفاد موقع (الرقة تذبح بصمت) أن طيران روسيا والنظام شن نحو 60 غارة، على قرى وبلدات ريف الرقة الشرقي، خلال الـ 24 ساعة الماضية، وقد استخدم البراميلَ المتفجرة والقنابل العنقودية في هذه الغارات.

تأتي الغارات الجوية الكثيفة، بالتوازي مع التقدم الكبير الذي تحرزه قوات نظام الأسد والميليشيات الموالية له، في بادية الرقة الجنوبية؛ بعد انسحاب تنظيم (داعش) من المنطقة، حيث أصبحت قوات النظام على مشارف بلدات معدان والسخنة، في ريف الرقة الشرقي والجنوبي الشرقي، على ضفاف نهر الفرات، كما أنها أصبحت على تخوم الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور.

يتعاظم الحديث عن توافق روسي-أميركي حول المنطقة، تمثل بالاتفاق الذي عقد قبل أيام في بلدة العكيرشي، بين ميليشيا (قسد) وممثلين عن ميليشيا (قوات العشائر) التابعة للنظام بقيادة تركي البو حمد، عضو المكتب السياسي لحركة الاشتراكيين العرب، وتضمن انسحاب (قسد) من بلدة العكيرشي ودلحة، لصالح ميليشيا (قوات العشائر).

ووصف الصحفي نجم الدين النجم ما يحدث في ريف الرقة الشرقي بأنه “حرب إبادة”، وقال لـ (جيرون): إن القصف العنيف الذي تشنه الطائرات الروسية على قرى وبلدات ريف الرقة الشرقي أشبه بالإبادة، على الرغم من طبيعة المنطقة التي هي أقرب للبادية”.

وأكد “وجود اتفاق روسي-أميركي لدخول النظام السوري وميلشياته إلى الخط الشرقي، باتجاه محافظة دير الزور، بدعم من الطيران الروسي، وما حدث في قرية العكيرشي يندرج ضمن هذا التوافق”.

وأضاف أن “النظام يعتمد، في عملياته، على ميليشيا (قوات العشائر) التي ينتسب قسم كبير منها إلى عشيرة البو حمد التي تملك علاقات مميزة مع طهران، إذ سبق أن زارهم السفير الإيراني، لتقديم واجب التعزية في أحد مشايخ العشيرة”.

في السياق ذاته، قال الصحفي محمد أمين لـ (جيرون): إن “الأمور باتت أكثر وضوحًا بخصوص محافظة الرقة، فالنظام يسعى للسيطرة على مناطق السبخة ومعدان، وهما أكبر بلدتين جنوب شرق الرقة، وتقعان في منطقة الشامية من نهر الفرات (جنوب النهر)، بينما تسيطر (قسد) وقوات النخبة على منطقة الجزيرة (شمال النهر)”.

ورجح أمين أن يتمّ “التوصل إلى اتفاق روسي-أميركي، في ما يتعلق بالبادية السورية، حيث بات النظام يسيطر على معظم حقول النفط والغاز في بادية الرقة، بعدما تقدم بشكل كبير في ريف حلب الشرقي. كما أنه شق طريقًا موازيًا لـ (قسد)، بدءًا من منطقة أثريا، وصولًا إلى قرية السبخة والحدود الإدارية لمحافظة دير الزور”.

أما في ما يخص محافظة دير الزور، فيقول أمين: إن “الأمور غير واضحة، خصوصًا في ظل الخلافات الكبيرة بين (قوات النخبة) و(قسد)، حول مسألة إدارة مدينة الرقة؛ مما تسبب بتأخير حسم المعركة، بينما تقدّم النظام، في الفترة الماضية، باتجاه المحافظة من ثلاثة محاور: الأول هو المحور الغربي القادم من ريف الرقة، وقطعت قواته فيه شوطًا كبيرًا حتى الآن، والثاني محور البادية من جهة السخنة، أما المحور الثالث فهو محور جنوب شرق دير الزور، حيث وصلت قوات النظام إلى منطقة رأس الوعر”.

يذكر أن (قسد) والميلشيات المتحالفة معها فشلت حتى الآن في السيطرة على مدينة الرقة، وطرد تنظيم (داعش) منها، على الرغم من الدعم الكبير الذي تتلقاه هذه الميليشيات من التحالف الدولي، بينما نجحت قوات النظام، خلال هذه المدة، في التقدم بشكل سريع في بادية الرقة، وريفها الجنوبي على حساب تنظيم (داعش).

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]