نظام الأسد يتجه نحو إعادة مادة التربية العسكرية إلى المناهج المدرسية
4 أكتوبر، 2017
يناقش نظام الأسد حالياً موضوع إعادة مادة “التربية العسكرية” إلى المناهج المدرسية في سوريا، والتي ألغيت عام 2003، بعد عقود من تواجدها في المدارس السورية.
وبحسب ما نقلت صفحة “دمشق الآن” الموالية لنظام الأسد اليوم الأربعاء على لسان “الأمين القطري المساعد لحزب البعث” هلال الهلال، فقد “تم نقاش إعادة التربية العسكرية بطريقة تتناسب مع الوضع الحالي والتطور الحضاري”. حسب وصفه.
وقوبل هذا التصريح بالعديد من التعليقات الرافضة له، وبعضها سخرت منه بالإشارة إلى أنها تأتي ضمن سلسلة الذل والإهانة التي يتعرض لها الشاب السوري في جيش النظام، وعلق أحدهم بالقول: “يعني معقول ينطروا الشب ليصير عمرو 19 ليزلوه.. من هو وصغير منزلو”.
وأشار تعليق آخر، إلى أن إعادة تفعيل هذه المادة، يعاكس ما هو عليه الحال في الدول الأخرى التي سارت في نهج متقدم جداً لرعاية الإنسان وكرامته ومنع ضربه، في إشارة إلى العقوبات البدنية التي كان يلجأ إليه مدرب مادة التربية العسكرية في المدارس السورية خلال عقود: “لا والانكا من هيك البقر يلي عم تشجع ع الضرب باقي الكرة الارضية ممنوع ضرب الحيوانات نحنا حتى ضرب الانسان منشجع عليه”.
وعلق أحدهم بالسياق ذاته قائلاً: “عن أي تطور حضاري عم تحكي يارفيق؟؟؟ بلدنا من الأوائل عالميا بالفساد…. انتو فاهمين التطور الحضاري خطأ… التطور هو انك تأمن حياة كريمة للشعب وتتواضع مو انك تركب احدث السيارات والشعب جوعان”.
وألغت حكومة نظام الأسد في مايو/ أيار 2003 مادة التربية العسكرية من المناهج المدرسية، واستبدلتها في الصفوف الثلاثة الأخيرة من مرحلة التعليم الأساسي بأنشطة صفية تشرف عليها منظمة “اتحاد شبيبة الثورة”، واقترح بدلاً عنها بالنسبة للمدارس الثانوية إقامة معسكرين صيفيين يقامان في المدارس لمدة 15 يوماً لكل معسكر.
وسبقت هذه الخطوة في العام ذاته، خطوة أخرى تقضي بإلغاء اللباس العسكري لطلاب المدارس، والاستعاضة عنها ببدلات قوامها ألوان الأزرق والسماوي والزهري.
ومنذ استلام نظام الأسد السلطة في سوريا، أصبحت المناهج السورية تتمحور حول إنجازات الحزب الواحد وتعظيم شخص الرئيس وحزبه، فكانت أقواله شعارات تتردد داخل المدارس في كل وقت، بدءاً من طابور الصباح وخلال الدروس، وحتى انتهاء الدوام المدرسي.
كما كانت صوره وأقواله تخط على جدران المدارس، وتملأ صفحات الكتب، وخصوصاً كتب الدين، التي اقتصرت دروسها على مواضيع بسيطة، كالحض على الزراعة وإماطة الأذى عن الطريق، والحرص على الممتلكات العامة وما يشبهها من الموضوعات.
كما تم حذف كل ما يمكن أن يتعارض مع سياسات النظام، حيث تم حذف تلاوة سورة النور مثلاً من منهاج الأول الثانوي فقط لورود آيات تتحدث عن الحجاب فيها، عندما قرر حافظ الأسد منع الطالبات من ارتداء الحجاب في المدارس بعد أحداث الثمانينيات.
أما كل ما يمكن أن يفسر على أنه حض على الجهاد أو قتال العدو أو الخروج على الحاكم، فلم يكن له أي فرصة للظهور في تلك الكتب، كما لم تكن تلك المناهج قادرة على ترك أدنى أثر لدى الطلاب لقصورها وتحجيمها بصورة كبيرة.
وأحدث نظام الأسد مادة خاصة بتمجيد سياسة النظام أطلق عليها اسم “القومية” ليستبدل الاسم فقط فيما بعد بـ”الوطنية”، مع بقاء المضمون الذي اختص بعرض إنجازات النظام المزعومة في سوريا.
وكانت الغاية من تدريس تلك المادة زرع أفكار “القائد الرمز” وحزب البعث الحاكم في عقول الطلاب، ورغم كونها مادة مكروهة لدى الطلاب إلا أنها مادة ضرورية لتحصيلهم الدراسي ليس فقط في مراحل التعليم الابتدائي والثانوي، بل حتى في مرحلة التعليم الجامعي.
ومؤخراً أجرت وزارة التربية في حكومة النظام تغييرات على بعض المصطلحات التي تقدم لطلاب المدارس في كتب التاريخ والدين والاجتماع، وتحديداً ما يتعلق منها بالمرحلة العثمانية.
اقرأ أيضاً: اشتبكوا معه ثم احتجزوه.. تفاصيل اعتقال صهر علي مملوك في السويداء واتهامه بخطف فتاة مغيبة منذ شهرين
[sociallocker] [/sociallocker]