رأى الكاتب والصحافي اللبناني غسان شربل، أن الشرق الأوسط يتجه نحو الموت، نتيجة الصراعات الدائرة فيه، مشيراً إلى أن العالم لا يبدو مهتماً أو قادراً على إنقاذه.

وكتب شربل في مقال له نشر على صفحات جريدة “الحياة” اللندنية، أن منطقة الشرق الأوسط لا تصلح للسكن، وأن المواطن فيها يحسد اللاجئ في قارة أخرى، وأشار إلى أنه كلما زار مدينة في الشرق الأوسط ينتابه شعور بأنه جاء ليودعها، فبغداد تسعل دماً، والموت يقضم أطرافها وروحها، ولا يحتاج الأمر إلى زيارة لدمشق ليكتشف المرء أن الموت البطيء يغتالها من الوريد إلى الوريد، أما بيروت تتراجع وتنحسر وتتدهور.

وتطرق الكاتب اللبناني إلى أن “الخراب الكبير ضرب بيت الشرق الأوسط، وسقطت أعمدة الاستقرار، حيث كان يفترض أن يتعايش في هذا البيت العرب والفرس والأتراك والأكراد، أما الواقع  مغاير تماماً، فالعرب والفرس يتقاتلون في أكثر من مكان،  كما أن العلاقات التركية- العربية ليست في أفضل حال، ففي الربيع العربي ساد اعتقاد بأن العرب يقيمون بين الفتوحات الإيرانية وأطماع السلطان التركي.

وأكد شربل أن أعمدة الاستقرار في الشرق الأوسط انهارت، وأن المسألة أبعد من الفراغ الذي يتركه الانسحاب الأميركي من موقع القيادة، وأبعد من اندفاع الروسي لاسترداد موقع بلاده بذريعة محاربة “داعش”، مشيراً إلى “أننا نسبح في مستنقع هائل، سقطت فيه الحدود الدولية واخترقتها عصبيات موتورة وأعلام متناقضة، وسقطت تجربة التعايش داخل الخرائط وبينها”.

وختم الكاتب اللبناني مقاله بالقول إن “الخوف هو المواطن الأول في الشرق الأوسط، حيث أن الأمن مهدد، والخرائط في عهدة الرياح، والقدرات في فخ الاستنزاف، إنه موت بطيء يلتهم بيت الشرق الأوسط مبشراً بمزيد من الفقر والعنف والإرهاب والظلم والظلام.”

أخبار سوريا ميكرو سيريا