الكادر الطبي في مدينة الكسوة يعلن إيقاف عمله بسبب انعدام الدعم الطبي
27 أكتوبر، 2015
صورة تعبيرية
ميكروسيريا – يمنى الدمشقي
أصدر مجموعة من الأطباء في الكادر الطبي في مدينة الكسوة بياناً أعلنوا فيه إيقاف العمل الطبي في المدينة إلى أجل غير مسمى بسبب غياب الدعم الطبي بشكل كامل عن المدينة، الأمر الذي أدى إلى نقص في تغطية المصاريف الروتينية في النقطة وعدم ملاءمة المكان الحالي لمتابعة العمل، كما أن المخزون الاحتياطي في المدينة الذي تعتمد عليه العمليات الجراحية قد شارف على الانتهاء بالتالي لم يعد لديهم القدرة على استقبال المزيد من المرضى لعدم توافر مراكز للاستفشاء ومتابعة العلاج.
وفي لقاء خاص مع “أبو بكر” أحد الكوادر الطبية في المركز، تحدث أن عدد العاملين في المركز كان ثمانية أشخاص فقط، إضافة إلى بعض المتطوعين من المدنيين بينما كان الدعم الطبي يقتصر على اثنين فقط من المتبرعين يقدمان باستمرار الدعم الرمزي، وقد أعلنا في الفترة الأخيرة عدم استطاعتهما الاستمرار في الدعم، الأمر الذي جعل أغلب الحالات الطبية متوقفة العلاج لغياب الدعم والمواد الإسعافية الأساسية.
ويضيف أبو بكر، أن المركز كان يستقبل يومياً عشر حالات بعضها مرضى وبعضها إسعافية إضافة لقيامه بالعمليات الجراحية الجرحى، بسبب عدم وجود مكان أفضل من الموجود، فبات هذا المركز هو الخيار الوحيد أمام المدنيين.
وقد ينتج عن القرار الذي تم اتخاذه عواقب غير محمودة، إذ أن إغلاق المركز الطبي الوحيد في مدينة كالكسوة تسيطر الكتائب المعارضة على قسم منها سيمنع الكثير من الملاحقين من الخروج منها وبالتالي فإن حياتهم ستتعرض للخطر إذا ما أصيبوا بعارض طبي مفاجئ، بسبب عدم تمكنهم من المرور على حواجز النظام، وما يصاعد في مأساة هؤلاء هو أن المدينة محاطة بالعديد من المناطق المحاصرة مما يخنق حركة الأهالي داخلها، وإغلاق مركز طبي يتيم في المدينة سيجعل مصير آلاف المدنيين داخلها في خطر.
والجدير بالذكر أن مدينة الكسوة كانت من أوائل المدن التي انتفضت في الثورة السورية وخرجت أول مظاهرة فيها في 25/3/2011 ثم اقتحمت من قبل قوات النظام في 20/9/2011 وحشد لها النظام حملة عسكرية كبيرة مدعمة بالدبابات والمدفعيات الثقيلة وتم حينها محاصرة المدينة وعزلها عن مناطق الغوطة بشكل كامل ونصب فيها وعلى محيطها ومداخلها أكثر من 11 حاجزاً.
لتقدم المدينة أكثر من 250 شهيد وما يزيد عن 300 معتقل بحسب الإحصائيات الرسمية للمجالس المحلية فيها، ولازالت حتى الآن تتعرض للقصف بفترات متقطعة وآخر الحملات التي تعرضت لها كانت في 5/4/2015 حيث سجل سقوط 22 شهيداً و100 جريح.
وقد يتسبب إغلاق المركز الطبي في المدينة بأزمة إنسانية حقيقية، إذ أن عدد سكان المدينة الأصليين يبلغ 40 ألف نسمة إضافة إلى لجوء الكثير من العائلات الفارين من ريف دمشق وحمص إليها، حتى بلغ عدد سكانها الحاليين 150 ألف نسمة يقطن الكثير منهم في مراكز للإيواء أو شقق سكنية غير مكتملة البناء بينما يقوم الهلال الأحمر بتوزيع الوجبات الإغاثية عليهم بشكل شهري إلا أنها تكاد لا تكفيهم، بينما بات البعض منهم يبيع هذه الوجبات بأثمان زهيدة لتأمين باقي المتطلبات الأساسية من الأدوات الطبية والوقود وغيرها.
يذكر أن المدينة تتمتع بموقع استراتيجي هام حيث أنها تربط بين محافظة دمشق وريفها ومحافظة درعا، كما تعد منطقة عسكرية بامتياز بسبب تواجد العديد من القطع العسكرية فيها كالفرقة الأولى والألوية التابعة لها والجبال والتلال العسكرية المطلة عليها بشكل مباشر، الأمر الذي يجعلها هدفاً لدى النظام ويسهم تصاعد مأساتها يوماً بعد آخر بتوجيه أنظار النظام لها.