‘ماجد عبد الهادي: العرب في القاع الإجتماعي لأوكرانيا’

6 نوفمبر، 2015

تفاجأ ماجد عبد الهادي بعد زيارته إلى أوكرانيا، أن ثمة المئات وربما أكثر، من الطلاب الفلسطينيين والعرب الذين جاؤوها للدراسة، قبل انهيار الإتحاد السوفييتي وبعده، واستقروا فيها، لأسبابٍ عديمة الشبه بأسباب هجرة أمثالهم إلى أميركا، أو دول أوروبا الغربية، واستقرارهم الأبدي فيها،

وتسائل عبد الهادي، “لماذا يبقى هؤلاء هنا، حيث الفقر والبطالة والفساد، عند كل زاوية ومنعطف، هل في الأمر سر خفي، لا يراه العابر مثلي، وماذا يفعل الغريب، ليعيش، في بلادٍ طاردة لأبنائها، وتهجرها حتى نساؤها، إلى شتى أصقاع الأرض”.

غير أنه وجد في محاولة العثور على أجوبةٍ لأسئلته،  قصص نجاحٍ قليلة، لفلسطينيين وسوريين وعراقيين عصاميين، منعتهم من العودة، ظروف الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين، أو أحوال القمع في بلادٍ عربيةٍ أخرى، فلم يتوانوا عن شق طريقٍ آخر في الحياة، ليصيروا سادةً ذوي مكانة اجتماعية، واحترامٍ في محيطهم، على الرغم من أنف الواقع الصعب.

كما صادف العديد من قصص الفشل لفلسطينيين وسوريين وعراقيين آخرين، قرروا البقاء فيها طوعاً أو كرهاً، ووجدوا أنفسهم على هامش الحياة، متسائلاً لماذا لا يعودون فتعددت الأجوبة، كتلك التي حصل عليها من شابٍ حاصل على بكالوريوس في الهندسة الكهربائية، منذ خمس سنوات، ويعمل نادلاً في مقهى، بأجرٍ لا يزيد على ثمانية دولارات يومياً، حيث قال “المرأة التي تورطت في الزواج منها قبل تخرجي بفترةٍ وجيزة ترفض العودة، ولدي منها ابنتان، لا أستطيع أخذهما رغماً عنها ولا تركهما، هذه ليست حالي وحدي وإنما حال معظم هؤلاء العرب الذين تراهم هنا، وإن ادعوا سوى ذلك”.

وتحدث ماجد عبد الهادي، عن احتراف بعض العرب الباقين في أوكرانيا، للنصب والإحتيال طريقة حياة، ما إن تلتقي أحدهم حتى يتطوع، ليقدم لك عروضاً مغرية لمساعدتك على السياحة أو الإستثمار أو الهجرة عبر الحدود إلى أوروبا الغربية، وإذ توشك على أن تصدقه، تحت سطوة لقب الدكتور أو المهندس الذي يسبق اسمه، يأتيك ابن حلال ليحذرك منه.

وذكر بعض القصص عن عمليات سرقة، أنجزها بعض هؤلاء بالتعاون مع مافيات الفساد المحلية، ولم يقتصر ضحاياها على السياح والمستثمرين العرب، بل بلغت حد سلب لاجئين سوريين وعراقيين كل ما يملكون، في مقابل وعودٍ بتهريبهم إلى هنغاريا، ثم إلقائهم في قرى أوكرانية نائية، بعد رفع علم هنغاريا على أحد مبانيها.

ورأى عبد الهادي أن هذه الظاهرة تبدو بشكلٍ مختصر، ثمرة زواجٍ غير شرعي بين السقوط العربي الذي نعرف عند شواطئ المتوسط، والهزيمة الأوكرانية الماثلة الآن على البحر الأسود.

أخبار سوريا ميكرو سيريا