أهالي القلمون الشرقي يواظبون على إعداد “قطايف الدبس”
8 يناير، 2018
تعدّ القطايف (السيالات) إحدى أهم الحَلويات الشعبية التي تواظب غالبية العائلات في منطقة القلمون الشرقي، بريف دمشق، على تحضيرها وتناولها، طيلة أشهر الشتاء الباردة، نظرًا إلى ما تمنحه للجسم من طاقة كبيرة ودفء في أوقات البرد.
قال سميح منصور، صاحب أحد المحال التجارية المخصصة لبيع القطايف في مدينة الرحيبة، لـ (جيرون): “اعتادت معظم العائلات القلمونية على تناول (السيالات)، خلال فصل الشتاء بـمختلف أنواعها، وذلك لسهولة تحضيرها واقتصار مكوناتها على الطحين والماء”، مضيفًا: “ما تزال العديد من ربّات المنازل في المنطقة عمومًا، يُحافظن على إعداد القطايف، وخصوصًا في فصل الشتاء، على الرغم من ارتفاع أسعار المواد المضافة إليها، ولا سيما الجوز والقشطة والجبنة”.
عن طقوس إعداد وتحضير القطايف (السيالات) القلمونية، قالت (أم علي)، سيدة من القلمون: “عادةً ما تُصنع (السيالات) في أجواءٍ عائلية مميّزة، حيث تُقدم في الجلسات والسهرات الاجتماعية، كونها إحدى الحلويات الشعبية المعروفة في المنطقة، وهي نوعٌ من الخبز الخفيف والرقيق جدًا”.
أضافت (أم علي)، في حديثها لـ (جيرون): “تُفضّل معظم العائلات إعداد (السيالات) في منازلها، وفقَ طريقة تقليدية محليّة، وتقوم بتحليتها بالدبس الرحيباني والطحينة، إضافة إلى قليلٍ من جوز الهند، وتضفي هذه المكونات البسيطة على (السيالات) طعمًا خاصًا”، لافتةً النظر في الوقت نفسه إلى “وجودِ أنواع عدّة من (السيالات) التي يشتهر بها أهالي منطقة القلمون، فمنها المحشوّة بالجبن، أو الشمندور، ومنها المحشوّة بالجوز، لكن أكثرها انتشارًا تلك التي تُؤكل بعد إضافة الدبس والطحينة إليها، ومن الممكن لفّ (السيالة)، أو تقطيعها إلى قطع مربعة متناسقة”.
تمتاز الطريقة التقليدية بأن “تكاليفها رخيصة، لأن جميع مكوناتها الرئيسة موجودة، في كل بيت تقريبًا، ويبلغ سعر كيلو الدبس الرحيباني 1450 ليرة سورية، وكيلو الطحينة 1350، أما (السيالات) المُحضّرة في المحال التجارية، فيبلغ سعر الكيلو غرام الواحد منها 500 ليرة سورية”، وفقَ منصور.
تُعدّ (السيالات) من أقدم الحلويات وأبسطها، وهي من المأكولات الشعبية السورية المشهورة، وتختلف طريقة تحضيرها من مدينةٍ إلى أخرى، أمّا طريقة إعدادها فهي -وفقًا لما أشارت إليه (أم علي)- “تعتمد على خليطٍ ممزوج بعناية من طحين القمح والماء، يُصبح بعد الخلط سائلًا متجانسًا، يُصبّ على قطعة معدنية ساخنة، بمقدار معين، حسب السماكة المطلوبة، فتسيل وتأخذ شكلًا شبه دائري متماسك، ثمّ تترك حتى تنضج، وتنزع بعدها عن طريق مقشط معدني، وتُقدّم أخيرًا في مناسف أو صحون كبيرة”.
خالد محمد
[sociallocker]
جيرون