‘ليذهب بشار الأسد إلى الجحيم : قوات النظام تواجه انشقاقات من نوع آخر’
8 نوفمبر، 2015
يعكس لجوء الجنود إلى أوروبا مدى فقدان ثقتهم برأس النظام بشار الأسد، وحالة الانهاك التي تمر بها قوات النظام والتي تدفع بدورها المقاتلين إلى التخلي عنها
مراد القوتلي: السورية نت
يؤرق قوات نظام بشار الأسد والميليشيات المساندة لها تزايد أعداد الفارين من صفوفها خلال الآونة الأخيرة، لكن هذا الهروب أو الانشقاق مغاير لما اعتاد عليه النظام منذ بدء الثورة السورية منتصف مارس/ آذار 2011، حيث يظهر الجنود في تسجيلات مصورة يعلنون انشقاقهم عن قوات النظام وانضمامهم إلى قوات المعارضة.
واستغل جنود في قوات النظام والميليشيات المؤيدة له فتح الدول الأوروبية لحدودها أمام اللاجئين السوريين الذي تسبب قصف طائرات النظام لمنازلهم إلى المخاطرة بحياتهم والانتقال عبر البحار إلى الدول الأوروبية بحثاً عن حياة آمنة. وكشفت الصفحات التي أسسها ناشطون على موقع “فيسبوك” حجم الأعداد الكبيرة لجنود في قوات النظام ارتكبوا جرائم حرب وأصبحوا الآن لاجئين في أوروبا، تاركين ورائهم شعاراتهم التي كانوا يرددونها فوق جثامين الضحايا المدنيين تمجيداً برئيسهم بشار الأسد.
وتهتم هذه الصفحات بتسليط الضوء على ظاهرة استغلال معاناة اللاجئين، عبر نشرها لصور مقاتلين في قوات النظام وهم يشاركون في المعارك أو يرتبكون المجازر بحق المدنيين، ويوثقون في الوقت ذاته وصولهم إلى أوروبا بصفة لاجئين، وتطالب الصفحات من سلطات الدول الأوروبية إعادة النظر في ملفات هؤلاء الجنود ومحاسبتهم وحرمانهم من الحصول على حقوق اللاجئ.
ويعكس لجوء الجنود إلى أوروبا من ناحية ثانية مدى فقدان ثقتهم برأس النظام بشار الأسد، وحالة الانهاك التي تمر بها قوات النظام والتي تدفع بدورها المقاتلين إلى التخلي عنها، حيث مضى على آلاف الجنود خمس سنوات في الخدمة العسكرية، ما خلق حالة من التململ، فضلاً عن الخوف من ملاقات مصير مشابه لآلاف الجنود الذي لقوا مصرعهم في المعارك أو وقعوا في الأسر.
وتعد النسبة الأكبر من مجرمي الحرب الفارين إلى أوروبا من عناصر “الشبيحة” (اللجان الشبيحة)، وميليشيا “الدفاع الوطني”، بالإضافة إلى جنود يقاتلون في جيش النظام. ولعل أبرزهم محمد معين الجندي الذي ظهر في الخندق مع بشار الأسد خلال زيارة الأخير لمواقع قواته قرب جوبر قبل أشهر.
وقال الناشط الذي يطلق على نفسه اسم “سوري حر” وهو صاحب إحدى الصفحات التي تعنى بفضح جنود النظام الذين أصبحوا لاجئين في أوروبا إن “القادمين إلى الدول الأوروبية من جنود النظام يأتون إليها عبر الحدود الروسية بعد حصولهم على تأشيرات دخول إلى الأراضي الروسية”. وتساءل الناشط عن كيفية حصولهم على فيز من روسيا التي تفرض شروطاً صعبة على منح التأشيرات خصوصاً للسوريين.
ولم يستبعد “سوري حر” في تصريحه لـ”السورية نت” أن يكون جنود النظام الذين وصلوا إلى أوروبا بمثابة خلايا نائمة قد يستخدمها النظام كورقة ضغط على الدول الأوروبية من جهة، وللإساءة لبقية اللاجئين السوريين الذين أنهكتهم الحرب من ناحية أخرى، لافتاً إلى خطورة وجود هؤلاء المقاتلين في أوروبا.
بدوره فسر العميد عدنان الهواش ظاهرة فرار جنود النظام إلى أوروبا، في أنهم باتوا مقتنعين بأن نظام الأسد ساقط لا محالة خاصة مع التطورات السياسية الأخيرة في سورية، وأضاف لـ”السورية نت”: “هؤلاء (الجنود) توصلوا إلى قناعة بأن لا مكان لهم في سورية بعد أن تورطوا في الدماء”، ويتفق العميد مع مخاوف الناشط “سوري حر” في خطر هؤلاء على بقية اللاجئين السوريين، وقال: “يوجد قسم منهم مكلف من قبل مخابرات النظام لتنفيذ عمليات لإثارة الفوضى في البلدان التي تأوي لاجئين سوريين، وبعضهم سلب ونهب وأصبحت لديه ثروة مالية كبيرة نقلها معه لاستثمارها في أوروبا”.
ويشار إلى أن العديد من المقاتلين في ميليشيات عراقية كـ ميليشيا “حزب الله” العراقي، وقوات “الحشد الشعبي” تورطوا في القتال بسورية والعراق وارتكبوا مجازر بحق المدنيين وأصبحوا لاجئين في أوروبا، فضلاً عن انتحال بعض العرب جنسية السوريين لتقديم اللجوء هناك.
أخبار سوريا ميكرو سيريا