مقاطعة طلال ناجي بالمزرعة.. تشبيح تجنيد سمسرة.. وشعارات قومجية
8 نوفمبر، 2015
المزرعة.. من أقرب المناطق إلى حي جوبر، وهنا بالضبط بالقرب من ساحة الشهبندر يقع مكتب طلال ناجي نائب الأمين للقيادة العامة أحمد جبريل، وهنا المركز الذي يمثل قلب القيادة التي تتواصل مع مخابرات النظام وتنظم الوجود الفلسطيني المؤيد لبشار الأسد، وتحمل معه السلاح ضد الشعب السوري.
طلال ناجي هو الأقرب إلى بيت الأسد بحكم زواجه من آل الأخرس –فحماته (نجاة الأخرس) توفيت منذ أشهر في باريس– وهذا ما أعطاه حظوة أكثر من معلمه أحمد جبريل وهو كان بقدر هذه الثقة والوفاء لمعلمه ألأكبر بشار الأسد وهو من قام بإفشال المفاوضات التي كانت ستفضي لتحييد المخيم، ولكن إرادة النظام باللعب بالورقة الفلسطينية ظلت هي الهدف الذي سعى ناجي وعناصره لإنجازه وهذا ما أدى لخروج عشرات الآلاف من الفلسطينيين في مخيم اليرموك وابقاء ما يقرب من عشرين ألفاً تحت الحصار.
حماس ودورها في الثورة السورية هو الشعار الذي طالما كان حجة ناجي وجبريل وأبواقهم كأنور رجا وأشقائه الذين لم يتركزا مناسبة يحتفي فيها النظام بانتصاراته (مذابحه) إلا وهتفوا بها للقائد الخالد، وصبوا اللعنات على حماس وخالد مشعل الذين حولوا المخيم كما يقولون إلى رهينة لأكناف بيت المقدس والنصرة وقلعة للإخوان المسلمين، وأنهم شركاء المقاومة من أجل تحرير فلسطين ومواجهة المد التكفيري.
مقاطعة طلال ناجي المعززة بحراسات على محيط البناء وبخرسانات اسمنتية، وتفتيش دقيق لسيلرات السوريين العابرين للمكان أو بجواره، وفي أغلبهم (الحراس) هم من زعران مخيم اليرموك أو سوريين عاطلين عن العمل.
مكتب ناجي هو المكان الذي من خلاله يتم تطويع الشباب الفلسطيني الذي خرج من المخيم ولم يعد بمقدوره السفر خارج سورية بسبب منع سفرهم وعدم قبول لبنان عبور أراضيها، وبالتالي لم يجد هؤلاء سوى القيادة العامة التي تدفع بهم للموت في الاشتباكات عند دوار (البطيخة) الشهير، أو في المعارك مع النصرة واكناف بيت المقدس في الخطوط المتقدمة، وهم يشكون من وضعهم في مقدمة الجبهات بينما عنتاصر الدفاع الوطني في المؤخرة يقومون بتعفيش البيوت كما حصل في الاقتحام الأخير للمخيم.
الملف الإغاثي هو من أهم الملفات التي يمسك بها ناجي وهنا يتم في المقاطعة توزيعها كغنائم على الفلسطينيين المؤيدين لنظام الأسد، وهبات على موظفي المقاطعة الذين يجمعون القدر الكبير من أموال الحرب منتظرين لحظة انهيار النظام ليفروا بها، وفي الطرف الآخر يموت أهل المخيم جوعاً وهم ا|لأولى بالمساعدات التي لا تصل لهم إلا بعد تدخل دولي وحملة إعلامية يقوم بها النظام والقيادة العامة عن دورهما في دعم الشعب الفلسطيني الذي تعتقله النصرة داخل المخيم.
ملف المعتقلين الفلسطينيين لدى النظام يبدو الأكثر انتفاعاً لأصدقاء النظام المرتبطين بكافة الأفرع الأمنية عبر قوائم ينظمها مكتب المقاطعة ويراجعه الباحثين عن أمل بعودة معتقل أو مفقود..ولكن النتيجة دائماً ليس موجوداً على قوائم المعتقلين.
شركاء النظام في القتل دفعوا الفلسطينيين إلى جبهات القتال في ريف دمشق (عدرا)، وعلى جبهات حلب وحمص ودرعا، وقتل منهم الكثيرون كل هذا كرى أن يبقى ساكن القصر وعبيده في المقاطعة.
شهادة احد العارفين بمقاطعة ناجي والذي نكتم اسمه لأسباب تتعلق بسلامته ورغبته :
طلال ناجي هو الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية – القيادة العامة التي يتزعمها أحمد جبريل، وأحد أكثر المقربين للنظام السوري منذ عهد الأسد الأب، وبعد زواج بشار الأسد من أسماء الأخرس وهي ابنة شقيق زوجة طلال ناجي، كبرت حظوة الأخير في دوائر القصر الجمهوري والأجهزة الأمنية، وبعد اندلاع الثورة السورية، اتخذ دور طلال ناجي الواجهة التي يستخدمها جبريل لتنظيف وتبييض صورة الجبهة التي تمرغت في التراب لاسيما بعد هزيمة عناصر وشبيحة جبريل على يد الجيش الحر في مخيم اليرموك نهاية عام 2012.
كما استغل طلال ناجي علاقته بالنظام والخدمات التي كان يقدمها للفصائل الفلسطينية في سوريا، للتأثير والضغط عليها كي تكون في الجانب المعادي للثورة السورية، ولكن دوره الخطير تبدى بوضوح في صرف نفوذه لدى النظام في تحويل مكتبه إلى وكر مافياوي للسمسرة والمتاجرة بمعاناة الناس، وذلك من خلال السلطات التي منحها لكبير الفاسدين في مكتبه وهو أسماعيل مخللاتي ( أبو عبدو ) الذي وضعه طلال في الواجهة كي لايتحمل أي مسؤولية عما يقوم به مخللاتي الذي ذاع صيته في بيع جوازات السفر السورية لشخصيات فلسطينية استخدمت تلك الجوازات للسفر إلى دول يمنع حملة الوثيقة الفلسطينية من دخولها، وقد بلغ ثمن جواز السفر الواحد أكثر من 1000 دولار، وجنى مع معلمه طلال ناجي ثروات طائلة من وراء ذلك، ومنذ حصار مخيم اليرموك قبل ثلاث سنوات، فرض مخللاتي مستفيداً من علاقته بالأجهزة الأمنية التي أمنها له ولي نعمته ناجي، دفع خاوة على كل المنظمات الإغاثية التي كانت تقوم بمساعدة أهل المخيم المحاصرين والنازحين عنه، ولم يكن يسمح لأي منظمة بالعمل إلا بعد دفع رشى عينية ونقدية للمدعو مخللاتي والتي كان يدفع جزء منها للأجهزة الأمنية لإعطاء موافقات لتلك المنظمات، إضافةً إلى تدخلاته في ملف المعتقلين الفلسطينيين لدى النظام، حيث قبض مئات إلوف الدولارات من عائلات المعتقلين تحت بند تسوية الوضع الأمني، وفي حالات أخرى كان يقوم بابتزاز بعض زوجات المعتقلين، ويمارس دور القواد لحساب معلمه ناجي، بل وكان له دور في تسليم العديد من الشبان لأجهزة النظام كي يؤكد ولاؤه كمخبر مأجور.
كل ذلك كان يتم بغطاء وحماية معلمه ناجي، الذي يحاول الظهور أمام الناس بصاحب القلب المتألم بسبب مأساة الفلسطينين، والشخص الذي يساعد الناس المحتاجين، مستخدماً براعته المعروفة في الخداع و التلاعب بمشاعر الناس، حتى أنه كان يبدي في مجالسه تبرمه من ممارسات عائلة جبريل، بينما كان أكثر من يغطي ويبرر الدور التشبيحي للجبهة ولزعيمها المتورط بدماء الشعبين الفلسطيني والسوري، أما دور سمير غندور سائقه الخاص و محمود غندور السائق المفرز لبيت ناجي، فلا يقل عن خطورة دور مخللاتي وفساده الأخطبوطي، فهما قد استغلا التصريحات الأمنية لأكثر من 10 سيارات موضوعة من فرع فلسطين تحت تصرف ناجي، لتهريب، وفي أحد المرات في شهر 4 من عام 2013 تم توقيف محمود غندور على الحدود بسبب تهريبه لشخص مطلوب، فتدخل ناجي لدى الأجهزة الأمنية لأطلاق سراحه، عدا عن دور الأخوين في تهريب مادة المازوت، حيث يملك سمير كازيتين على طريق قطنا – دمشق، وهو القواد الأكبر لناجي، حيث كان يدير مواعيد عشيقات وطرائد ناجي في أحد بيوت المزة المستأجرة لهذا الغرض، وعصابة ناجي التي تضم داخل المكتب كلاً من أمين أبو سمرة وأحمد عمايري وفؤاد على، والتي تتخذ من مكتبة وكراً للسمسرة وعقد الصفقات، تضم في شبكتها أيضاً مخبرين وسماسرة من خارج المكتب مثل أنور عبد الهادي ومحمد جلبوط وعز الدين أبو راس وفادي الملاح و زهرة سعيد، الذين لديهم أدوار في عمليات تسهيل خروج الشباب والعائلات المحاصرة من المخيم مقابل رشى مالية، والإستفادة من أعمال الإغاثة للسرقة والنهب تحت غطاء مساعدة أبناء شعبهم.