مؤتمر سوتشي يبدأ أعماله في غياب شبه كامل للمعارضة السورية

30 يناير، 2018

السورية نت – رغداء زيدان

ينطلق اليوم مؤتمر الحوار السوري الذي دعت إليه موسكو في منتجع سوتشي الساحلي بمشاركة مئات السوريين، النسبة الكبرى منهم من مؤيدي نظام الأسد.

وسوتشي هو المؤتمر الأول الذي تقيمه روسيا على أراضيها بعدما لعبت دوراً بارزاً خلال العامين الماضيين في مساندة قوات نظام الأسد ضد معارضيه.

وأعلنت عشرات الفصائل المقاتلة المعارضة رفضها المؤتمر. لكن العديد منها، وكذلك هيئة التفاوض لقوة الثورة والمعارضة السورية، تعرض لضغوط مكثفة تركية وروسية للمشاركة في المؤتمر، وفق ما قال معارضون.

ولم تذعن هيئة التفاوض للضغوط، ورفضت المشاركة في المؤتمر المذكور.

وفور وصول ممثلين عن بعض الفصائل العسكرية إلى المطار، اعترضوا على شعار المؤتمر المنتشر على لافتات في المطار والذي يتضمن علم النظام، وفق ما قال معارضون في سوتشي.

ويُعقد المؤتمر في سوتشي بموافقة إيران أبرز داعمي نظام الأسد إلى جانب روسيا، وتركيا الداعم الأبرز للمعارضة.

وترعى الدول الثلاث منذ حوالى سنة محادثات في أستانا بين ممثلين عن نظام الأسد وآخرين عن الفصائل المعارضة أدت إلى إقامة مناطق خفض تصعيد في مناطق عدة في سوريا، وتطبيق اتفاقات هشة لإطلاق النار.

وقالت روسيا إنها دعت نحو 1600 شخص بصفة شخصية لحضور المؤتمر.

ولن يشارك وفد نظام الأسد في الحوار من خلال وفد رسمي بل بأحزاب ممثلة فيها وأبرزها حزب البعث الحاكم حاضرة بعشرات الأشخاص.

وأعلنت الإدارة الذاتية الكردية عدم المشاركة في محادثات سوتشي، متهمة روسيا وتركيا بـ”الاتفاق” على الهجوم على عفرين، المنطقة الكردية في شمال سوريا التي تتعرض لعملية عسكرية تركية واسعة منذ أكثر من أسبوع.

ومن المفترض ان تبدأ جلسة المؤتمر الأولى عند الساعة العاشرة (07.00 بتوقيت غرينتش) على أن تنتهي آخر الجلسات عند الساعة السابعة مساء.

ولا تفاصيل عن آلية سير هذا الحوار. ويأتي بعد جولة فاشلة جديدة برعاية الأمم المتحدة بين وفدين من النظام والمعارضة في فيينا، تلت جولات عدة مماثلة في جنيف لم تؤد إلى نتائج تذكر.

وتتهم المعارضة النظام بالتهرب من التفاوض. وأعلن رئيس هيئة التفاوض نصر الحريري السبت من فيينا عدم مشاركة الهيئة التي تمثل أطيافاً واسعة من المعارضة السورية، في محادثات سوتشي. وقال إن “النظام يراهن على حل عسكري، ولا يبدي رغبة في خوض مفاوضات سياسية جدية”

لا تتطرق مسودة البيان الختامي الذي تم إعداده إلى مصير رأس النظام، وتؤكد أن الشعب السوري وحده يقرر مستقبله من خلال الانتخابات. ويعكس هذا الموقف بشكل عام موقف حكومة النظام.

وتنص مسودة البيان الختامي للمؤتمر على تشكيل لجنة دستورية برعاية الأمم المتحدة.

وأبدت دول غربية شكوكا حيال المبادرة الروسية، وعبرت عن خشيتها من أن تهمش المحادثات الجارية بإشراف الأمم المتحدة، وان يكون هدفها التوصل الى اتفاق سلام لصالح نظام الأسد فحسب.

وأعلنت الولايات المتحدة وفرنسا عدم مشاركتهما في مؤتمر سوتشي.

وقال وزير الخارجية الفرنسي “جان ايف لودريان” في مؤتمر صحافي الاثنين “أعتقد أن (اجتماع) سوتشي لن (يسمح) أيضاً بإحراز تقدم، بما أن مكوناً رئيسياً سيغيب منذ البداية نتيجة رفض النظام التفاوض في فيينا”

وبعد تردد، أعلنت الأمم المتحدة إيفاد مبعوثها إلى سوريا “ستافان دي ميستورا” إلى سوتشي، وقد وصل أمس إلى المنتجع الروسي.

أما الأطراف المعارضة المشاركة في المؤتمر فهي المعارضة المقبولة من نظام الأسد وأبرزهم هيثم مناع رئيس “تيار قمح”، ولؤي حسين، وأحمد الجربا رئيس تيار الغد السوري، ومنصة موسكو برئاسة قدري جميل، نائب رئيس الوزراء السوري السابق.

اقرأ أيضا: مقتل “الجنرال ضباب” في سوريا يسلط الضوء على مهمات سرية لموسكو في أوكرانيا

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]