تقسيم الغوطة الشرقية لشطرين.. هدف لقوات النظام من حملتها العسكرية
5 مارس، 2018
تواصل قوات نظام بشار الأسد، هجومها بدعم من الطيران الروسي على الغوطة الشرقية، في مسعى لتقسيم الغوطة المحاصرة إلى شطرين شمالي وجنوبي، بحيث تضعف موقف المعارضة، ما سيتيح لها الانفراد بكل شطر على حدى .
وأمس الأول السبت، سيطرت قوات النظام على بلدات أوتايا والنشابية وحزرما وحوش الضواهرة شرقي الغوطة، بعد تراجع قوات المعارضة بسبب اتباع النظام سياسة الأرض المحروقة وفق تصريح المتحدث الرسمي لـ”جيش الإسلام” حمزة بيرقدار.
وأضاف بيرقدار أن “المنطقة تعرضت خلال الأسبوعين الماضيين لـ 600 غارة جوية مقسمة على 150 طلعة جوية، واستخدمت قوات الأسد الأسلحة المحرمة دوليًا بينها الغازات السامة والقصف العنقودي”.
وفي حال نجحت قوات النظام والميليشيات الأجنبية الموالية لها، في التقدم من مناطق سيطرتها غربا، (3 كم تفصلها عن حرستا) ، ووصولها إلى مدينة حرستا، تكون قد شطرت الغوطة إلى نصفين، ما سيتيح لها الانفراد بكل شطر على حدى.
وبذلك تكون قد انقسمت إلى قسمين: الأول يضم مدينة دوما (أكبر مدن الغوطة) وحرستا والريحان، في حين أن القسم الثاني يشمل بلدات كفربطنا، عربين، سقبا وبيت سوا إضافة إلى حي جوبر.
بدورها نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية المقربة من ميليشيا “حزب الله”، عن قائد عسكري في قوات الأسد، أن “الهدف المقبل هو السيطرة على مسرابا ومديرا، لكون البلدتين مفصلاً أساسياً في العملية، بما يتيح اللقاء مع قوات النظام المتمركزة في إدارة المركبات جنوب شرق مدينة حرستا، وبذلك يكتمل الحزام الذي سيفصل جنوب الغوطة عن شمالها”.
ومنذ بداية العملية العسكرية، استغل نظام الأسد طبيعة الأراضي الزراعية المفتوحة، مع كثافة النيران، للتقدّم على حساب المعارضة، حيث تمكن من السيطرة على عدد من التلال والمرتفعات التي منحته أفضلية من حيث الرصد والسيطرة النارية. من تل فرزات، كشف حوش الصالحية وأطراف أوتايا، ليسيطر عليهما لاحقاً، ثم أمّن طريق التقدّم نحو بلدة بيت نايم وسيطر عليها أيضاً.
كما يشن النظام على محور المشافي شمال حرستا، هجمات تمكنه من الالتفاف من محيط مستشفى الشرطة باتجاه إدارة المركبات، ليعزل بالتالي مدينة حرستا ويحيّدها.
وتمكنت فصائل المعارضة ضمن معركة “بأنهم ظلموا” خلال اليومين الماضيين من إحباط محاولات تقدم النظام على محور المشافي، حيث تمكنت الفصائل من خلال هجوم معاكس قتل عدد من عناصر النظام وتدمير آليات ثقيلة بينها دبابة وعربة “BMB”.
#عاجل #ريف_دمشق
تمكن ثوار #الغوطة_الشرقية من تدمير دبابة وعربة شيلكا لمليشيات الأسد التي حاولت التقدم على جبهة المشافي بالقرب من طريق دمشق حمص الدولي.https://t.co/ZEzk3cXcSG
— معركة بأنهم ظلموا (@harastaa) March 3, 2018
وكان بيرقدار، قد أشار مساء أمس عن استعادة عناصر “جيش الإسلام” بعض النقاط التي تقدم عليها النظام شرق الغوطة وسط سقوط أكثر من 50 عنصراً وعطب دبابة بمضاد للدروع.
هجوم معاكس لمجاهدي #جيش_الإسلام على الجبهات الشرقية من #الغوطة_الشرقية على المواقع التي تقدمت إليها ميليشيات الأسد، ما أدى لمقتل أكثر من 50 عنصراً وعطب دبابة بمضاد للدروع واستعادة بعض المواقع والنقاط.
— حمزة بيرقدار (@HA_alshami05) March 4, 2018
من جهته أكد المتحدث الرسمي لـ”فيلق الرحمن” وائل علوان في تصريح مقتضب لـ”السورية نت” اليوم الإثنين، أن “هناك جهود حثيثة من قوات المعارضة لاستعادة النقاط التي تقدم إليها النظام”، مضيفا أن “التنسيق بين فصائل الغوطة على مستوى عال للدفاع عنها”.
وسبق أن أعلن الدفاع المدني عن استشهاد 718 مدنيا في هجمات قوات النظام، بدعم روسي، على الغوطة الشرقية، بين 19 فبراير/شباط الماضي و3 مارس/آذار الحالي.
وفي 25 فبراير الماضي، تبنى مجلس الأمن الدولي قرارا يدعو لوقف إطلاق النار في عموم سوريا لمدة 30 يوما، لكن الهدنة لم تدخل حيز التنفيذ.
في المقابل، اقترحت روسيا، الإثنين الماضي، هدنة من طرف واحد تستمر خمس ساعات يوميا في الغوطة الشرقية “للسماح للسكان بالمغادرة”، وبدخول المساعدات، من خلال ما تصفه بـ”الممر الإنساني”، لكن ذلك لم يتحقق أيضا مع مواصلة قوات النظام للقصف.
والغوطة آخر معقل كبير للمعارضة قرب دمشق، وإحدى مناطق “خفض التصعيد”، التي تمّ الاتفاق عليها في محادثات العاصمة الكازاخية أستانا عام 2017.
وتحاصر قوات النظام نحو 400 ألف مدني في المنطقة، منذ أواخر 2012، حيث تمنع دخول المواد الغذائية والمستلزمات الطبية لهم.
اقرأ أيضا: مجلس حقوق الإنسان يأمر بفتح تحقيق في حصار الغوطة الشرقية
[sociallocker] [/sociallocker]