الصراع يضرب محصول القمح في سوريا
21 نوفمبر، 2015
أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو”، أن تفاقم الصراع في مناطق زراعة القمح الرئيسية في شمال سوريا،، سيزيد من صعوبة وصول المزارعين إلى أراضيهم، وقد يعيق زراعة المزيد من الحبوب هذا الموسم.
وقال المدير العام المساعد للفاو والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، عبد السلام ولد أحمد، إن “الظروف المزارعين تتدهور على الرغم من أن توقعات الأرصاد الجوية تشير إلى موسم أمطار جيد للسنة الثانية على التوالي، مشيراً إلى أن “الصراع تفاقم في المحافظات التي تشكل سلة الغذاء لسوريا، في إشارة إلى محافظات الحسكة والرقة ودير الزور، وازدادت حدة تأثيره على الإنتاج.”
وأشار ولد أحمد إلى أن الصراع اشتد في محافظة حلب، وفي سهل الغاب الخصب بمحافظة حماة وفي محافظة إدلب، وجمعيها أراض صالحة للزراعة، مضيفاً أن “الأوضاع داخل سوريا صعبة للغاية بالنسبة للإنتاج الزراعي، وهناك الكثير من المعوقات التي تحول دون استمرار المزارعين في زراعة حقولهم من بينها المخاوف الأمنية وصعوبة تخزين وبيع منتجاتهم”.
وأوضح المسؤول في المنظمة أنه وعلى الرغم من أن ارتفاع معدل هطول الأمطار، الذي ساهم في زيادة إنتاج القمح إلى ما يقدر بواقع 2.445 مليون طن في 2015، إلا أن هذه الأمطار لم تساهم كثيرا في وقف تراجع مساحة الأراضي المزروعة في عام 2015، والتي تقلصت بشكل ممنهج منذ بداية الصراع في عام 2011، مشيراً إلى أن مساحات زراعة القمح بلغت أدنى مستوياتها منذ ستينات القرن العشرين، وما يزال إنتاج القمح يقل 40 في المئة عن مستوياته قبل الحرب.
وحذر ولد أحمد من أن تفاقم الصراع، يزيد من تدهور الأوضاع الصعبة التي يواجهها المزارعون في تخزين ونقل وتسويق السلع الزراعية، موضحاً أن معدلات التضخم ارتفعت بدورها جراء خفض قيمة العملة المحلية أمام الدولار، وارتفاع أسعار الوقود بالإضافة إلى النقص المزمن في الأسمدة، وهو ما رفع تكلفة الإنتاج.
وتشير إحصاءات منظمة الفاو إلى أن أكثر من نصف السكان في سوريا، يعانون حالياً من سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي في بلد كانت في وقت ما تتمتع باكتفاء ذاتي، ولا تنتج الآن سوى نصف كمية الغذاء التي تستهلكها.