فيسبوكيات الرياض

9 ديسمبر، 2015

المصدر – آدم ملحم

أثار مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، الذي افتتح أعماله صباح اليوم، عاصفة من السجالات بين السياسيين والناشطين السوريين، الذين تباينت أراؤهم بين من رأى فيه فرصة تاريخية أمام المعارضة السياسية والعسكرية لحسم خلافاتها التاريخية، والذهاب إلى التفاوض مع النظام بصورة موحدة، تضمن الخلاص بحل سياسي، وبين من رأى أن المؤتمر ليس إلا مضيعة للوقت، سيكسب النظام مزيداً من الفرص في قتل السوريين في ظل رعاية المجتمع الدولي.
وأشار بعض الناشطين إلى أن قوة المؤتمر تنبع من كونه يضم ممثلين لمجموعات المعارضة الرئيسية السياسية والعسكرية الفاعلة على الأرض، وبالتالي فان وفد المعارضة الذي سينبثق عن المؤتمر للتفاوض مع النظام، سيكون قادراًعلى تطبيق بنود الاتفاق إذا ثبتت صدق نوايا النظام في قبوله الحل السياسي.
في حين شكك العديد من المعارضين بنجاح المؤتمر، من جهة مكان انعقاده، فالسعودية حسب وصفهم تدعم بعض أطراف المعارضة على حساب أطراف أخرى، وهو ماأثار انتقادات حادة من معارضين أخرين، إذ قال المعارض السوري د.حازم نهار أن مكان المؤتمر لايمثل مدعاة للاعتراض، إذ طالما لجأ هؤلاء المعارضون إلى روسيا “الاتحاد السوفييتي” ومصر “جمال عبد الناصر”، واصفاً إياهم بالمعارضة المؤدبة التي تنام باكراً وتستيقظ باكراً حسب وصفات النظام السوري.
في حين قال الباحث الاقتصادي المعارض د. عماد الدين المصبح في منشور على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي، إن استبعاد قامات شامخة من المؤتمر يعد أمر مؤسفاً وخسارة حقيقية مؤكداً أنه كان على المؤتمر أن يستبعد موالاة النظام الذين يلبسون لبس المعارضة كتيار بناء الدولة.
وقال ناشطون آخرون إن المؤتمر لن يأتي بالجديد، وأن الكثير من الشخصيات المدعوة إلى المؤتمر لاتجد فيه أكثر من مكسب مادي على حساب دماء السوريين، إذ قال الناشط محمود بيطار أن مؤتمر الرياض هو نموذج لتحول الثورة السورية
إلى بقرة حلوب بالنسبة لبعض المعارضين، مضيفاً لم نعرف حتى الآن حجم المبلغ الموضوع بالظرف المختوم الذي ينتظر المشاركين في اعمال المؤتمر، مؤكداً أن الكثير من المقاتلين السوريين على جبهات القتال يصوبون بنادقهم نحو هدف واحد، هو إسقاط النظام ولايعرفون شيئاً عن المؤتمر، وغير معنيون تماماً بنتائجه.
في حين رأى رئيس تيار بناء الدولة أن مؤتمر الرياض هو ممر إجباري وضروري للعملية السياسية، مؤكدا أن عدد المدعوين من قيادات تياره ثلاثة أشخاص.
ولفت حسين إلى أن المؤتمر ليس له الأهمية التي يعطيها إليه البعض، فدور السوريين في القضية السورية ضئيل جداً لدرجة القياس المجهري، وكذلك المؤتمر فدوره الرئيسي ليس سورياً على حد وصفه.
لكن حسين كان قد قال في منشور سابق، إن عدد المدعويين إلى المؤتمر تجاوز ال105، وأنه سيتاح لكل مشارك خمس دقائق ليعرض وجهة نظره في مرتكزات القضية السورية، وأن المشاركين على حد وصفه ” لايعرفون قرعة والد أحدهم الآخر” وبعضهم لاوزن له إلا وزن البندقية التي يحملها، والموضوع برمته يحتاج إلى تفكير.
ورأت مجموعة الخبراء السوريين أن المؤتمر قد يكون فرصة هامة للوصول إلى حل سياسي في سورية داعية أعضاء المؤتمر إلى تبني مبدأ الانتقال السياسي وإعلان جنيف بما يعنيانه من استبعاد إي دور للأسد في المرحلة الانتقالية، أو المرحلة التي ستليها ، ومشيرة إلى مجموعة من القواعد الضرورية التي من شأنها وصول المؤتمر إلى مبتغاه، أهمها أن يختار المدعوون وفداً تفاوضياً يضم مجموعة من الخبراء السياسيين والقانونيين والعسكريين يتمتعون بالمبدئية السياسية والكفاءة العالية في التفاوض، إضافة إلى ميثاق عمل وطني لسورية المقبلة واصدار ميثاق شرف عسكري يوجه سلوك الفصائل العسكرية.

المصدر : الإتحاد برس