الموالون في حمص يعتصمون للإطاحة بالمحافظ واللجنة الأمنية
30 ديسمبر، 2015
محمد الحمصي:
خرجت يوم امس الثلاثاء، التاسع والعشرين من كانون الأول/ديسمبر، مظاهرة حاشدة تحولت لاعتصام عند تمثال “حافظ الأسد” على طريق الشام في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام في حمص، نادت بإسقاط المحافظ “طلال البرازي” واللجنة الأمنية في النظام المسؤولة عن الحواجز المحيطة بالأحياء الموالية ورفع الموالون لافتات كان أبرزها “إلى متى” و “دماؤنا ليست رخيصة” وغيرها من الشعارات التي نددت بالفلتان الامني والتسيب التي تعيشه المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
الصفحات الموالية عبر مواقع التواصل الاجتماعي روجت للمظاهرة عقب التفجير ليلة امس بطريقة غاصبة جدا ونادت جميع الموالين في حمص للتجمع عند دوار الرئيس لإيصال مطالبهم التي مر عليها سنوات طويلة ولم تلقى استجابة من قبل النظام بل تفاقم الوضع الأمني بشكل كبير وتجاوز حدود المعقول حتى بلغ عدد قتلى الموالين في حي الزهراء وحده آلاف القتلى بين شبيح على الجبهات وبين التفجيرات التي ضربت الحي باعتراف أقوى شبكات النظام التابعة للدفاع الوطني على الفيس بوك.
ويرى مراقبون أن العد العكسي لانفجار الحاضن الشعبي في وجه النظام بدأ بالعمل وهذا يعيد إلى الذاكرة كيف تعامل النظام مع هكذا تجمعات بداية الثورة بالعنف والانتهاكات والقتل المباشر عندما كانت المطالب محدودة جداً وكان سقفها الإطاحة ببعض الرموز كالمحافظ وغيرها من المسؤولين عن عمليات القتل والتعذيب، ولكن تعامل النظام وعلى رأسه “بشار الأسد” مع المتظاهرين بشكل همجي زاد حالة الغليان الشعبي وأدى لرفع المتظاهرين لرفع مطالبهم حتى طالبوا بإسقاط النظام بكافة رموزه.
السيناريو نفسه يتكرر مع الموالين لكن بطريقة مختلفة وتوقيت أخر حيث لم يعد للموالين أي ملجأ في حال انفلات النظام عليهم ضربا ورصاصا وستستمر حالة الفوضى لدى المناطق التي يسيطر عليها النظام في حمص خصوصا بعد عدة عمليات سوق إجباري للتجنيد في صفوف الجيش بعد دورة متواضعة وسوق مباشر باتجاه المناطق الساخنة التي تقاتل (داعش).
ما الذي فجّر الاحتجاجات؟
وكانت نعت مواقع إعلامية موالية تابعة للنظام الملازم والإعلامي “علي أحمد النقيري” وهو مسؤول عن اللجنة الأمنية والعسكرية في حمص بالإضافة لعمله من قسم الإعلام الحربي ومدير لأبرز شبكات التواصل الهامة والمحسوبة على النظام تحت مسمى “شبكة أخبار حمص الأولى” التي تعمل على تغطية أخبار النظام العسكرية في حمص وريفها.
ونشرت شبكات مؤيدة للنظام أن الملازم “علي أحمد النقيري” لقى مصرعه في التفجيرات التي استهدفت حي الزهراء الموالي للنظام برفقة كل “أحمد حسن” و “حسن مهيوب” وراكان الجاني” والعميد شرف عبد اللطيف درويش” وغيرهم من الاسماء البارزة لدى ميليشيا الدفاع الوطني في مدينة حمص.
وعلى إثر هذه التفجيرات فتح الموالون النار اليوم عبر صفحات التواصل الاجتماعي على مدير اللجنة الأمنية في حمص والمحافظ وعدد من الشخصيات البارزة في القوة الامنية في حمص وقد تطور الأمر للمطالبة بمظاهرات عارمة واعتصامات مستمرة للمطالبة بشراء أجهزة متطورة للكشف عن التفجيرات ومتابعة التحقيقات بشكل جدي والكشف السريع عن فصول هذه العمليات ومحاسبة الفاعلين.
بينما بدأت هاجمت عدة تعليقات كان أبرزها اتهام الشخصيات المذكورة بالخيانة والتقاعس وتفضيل المصالح الشخصية على حياة آلاف الموالين الذين قدموا العديد من الضحايا والقتلى في سبيل الحفاظ على نظام بشار الأسد الذي لم يعد قادرا على توفير ابسط مستلزمات الحماية وقالت بعض التعليقات أن مدير اللجنة الأمنية منشغل بأهوائه مع نساء القلمون وغيرهن ولا يرد على هاتفه لو قبل الساعة العاشرة لو دمرت حمص فوق رؤوس ساكنيها عدا عن المعاملة السيئة في مكتبه
ويعد هذا الانفجار الثاني من نوعه بعد 16 يوما من التفجير الأول الذي حصل بنفس الطريقة عبر سيارة هلال أحمر مسروقة ومن ثم تفجيرها عن بعد وتفجير صاحبها لنفسه وسط حشد شعبي كبير تجمهر لرؤية الانفجار الأول ما جعل الهلال الأحمر في موقف حرج جدا وقد لاقى هذا الأمر ستهجان وسخط كبير لدى الموالين في حمص.