انتقادات واسعة لغياب قادة الجبهة الجنوبية عن معركة (الشيخ مسكين)

30 ديسمبر، 2015

أحمد الحريري:

واجهت قيادات الجبهة الجنوبية في درعا انتقادات واسعة من أهالي وناشطي المحافظة، كون معظم قادة تشكيلات الجبهة الجنوبية خارج المحافظة، باستثناء عدد محدود منهم، وخاصة في ظل المعركة الشرسة التي تشهدها مدينة “الشيخ مسكين” في ريف درعا الشمالي.

فقد شنت قوات النظام مدعومة بالميلشيات الموالية له أمس الإثنين الثامن والعشرين من كانون الأول/ديسمبر هجوماً عسكرياً شرساً على مدينة “الشيخ مسكين”، ويعتبر هذا الهجوم الأضخم منذ ثمانية أشهر عندما هاجمت قوات النظام والميلشيات الموالية له بلدة “بصر الحرير” في ريف محافظة درعا في شهر نيسان الماضي.

وفي اليوم الأول من حملة قوات النظام ورغم القصف العنيف والغير مسبوق من قبل الطيران الروسي، استطاع الثوار التصدي للقوات المهاجمة مما أدى إلى انسحابها بعد أن نجحت بتحقيق تقدم جزئي في ساعات صباح أمس الأولى.

وبحسب ناشطين فإن خسائر قوات النظام بالعشرات، ومن ضمنهم قائد ميداني في حزب الله، مؤكدين أن الحملة بقيادة برية من حزب الله وبغطاء جوي من الطيران الحربي الروسي الذي لم يغادر سماء المدينة أمس.

وعن غياب قادة الجبهة الجنوبية قال الناشط الإعلامي “علي المصري” لـ “ ”: “لا يتحدث الناس عن غياب قادة الجيش الحر في حوران لمجرد الحديث عن ذلك، فنتائج غياب هؤلاء القادة ظهرت منذ زمن بعيد، وليس آخرها الفلتان الأمني الواقع في المحافظة وانتشار حالات الخطف والاغتيال بشكل كبير وملحوظ، فضلاً عن تعطل العمل العسكري وجمود جبهات القتال مع النظام السوري في الوقت الذي يصعد فيه النظام حملاته العسكرية على بعض مناطق المحافظة”.

وعن توقعاته في إفراز المرحلة الراهنة قيادات جديدة في الجنوب السوري أوضح “المصري قائلاً: “يعتمد ذلك على قيادات الصف الثاني والثالث في فصائل العارضة، والذين يبدو أنهم حتى اللحظة لا يزالون متمسكبن بانتمائهم الشخصي إلى قيادات فصائلهم العسكرية على الرغم من كل ظواهر الفشل التي أحاطت بهم من كل جانب، وعموماً وعلى المستوى الشخصي فأنا لا أرجح فرز قيادات جديدة في المستقبل القريب”.

وأضاف “لا يشك عاقل أن الثورة أكبر من الجميع، لكن الثورة إنما تنتصر بأبنائها، كما أن غياب القادة لا يقتصر تأثيره على مجرد غيابهم، وإنما على اتباعهم لأوامر الموك التي يتبعون لها، والذين استدعى كما هو معلوم للجميع تقييد جميع الفصائل العسكرية ومنعهم من افتتاح أي عمل عسكري، مما يعني التأكيد مشاركة هؤلاء القادة في تعطيل مسير الثورة بأدوار رئيسية، وفيما يتعلق بربط ذلك بغيابهم فاعتقد أن حضور قادة الفصائل في الميدان قد يساعد في الضغط عليهم ومطالبتهم بكسر جمود الجبهات ووضع حد للفلتان الأمني الحاصل، أما غيابهم فلا يعني غير أنهم يعيشون في عالم مختلف تماما عن عالمنا”.

وعن ارتباط غياب معظم قادة الجبهة الجنوبية بالعامل الأمني، قال الناشط الإعلامي “مهند الحوراني” لـ “ ”: “العامل الأمني عامل كبير، خصوصاً في ظل الواقع الأمني المتردي الذي أودى بقيادات على جميع المستويات العسكرية والقضائية والمحلية باختطاف رئيس مجلس محافظة درعا“.

وأردف “لا أعتقد لغيابهم ذاك التأثير، فالقوة من فصائلهم ليست من أشخصاهم فقط، فغالباً قادة التشكيلات العسكرية يتولون مهام إدارية والمسؤولية بالمجل تكون على عاتق القادة الثوريين الميدانيين وآخرين عسكريين.

وأشار إلى أن “الشارع ينظر بعين يملأها التشاؤم في كثير من الأحيان نتيجة الظروف الأمنية البالغة في السوء، وانتشار الفوضى وقلة الأعمال العسكرية، وأتوقع إفراز قيادات جديدة خصوصاً للفصائل التي خسرت قياداتها بعمليات اغتيال أو تلك التي يقبع قياداتها في الأردن لأنه بالنهاية قرار الدعم والتمويل بيده”.

أخبار سوريا ميكرو سيريا

30 ديسمبر، 2015