انتحاري اسطنبول يحمل الجنسية الداعشية فلم تصرون على جعله سورياً؟
12 يناير، 2016
الاتحاد برس – منتصر عبد الرحيم
لم يكن تفجير اسطنبول اليوم مجرد عمل إرهابي يستهدف الحكومة التركية، بقدر ما هو تفجير لأوضاع السوريين داخل تركيا، ويبدو أن التفجير قد تمت دراسته من قبل منفذيه ليكون رصاصة في صدور السوريين أينما وجدوا.
فبعد تصريحات رسمية تركية بأن منفذ التفجير يحمل الجنسية السورية، لن تكون أمور السوريين على ما يرام، ورغم معرفة السلطات التركية أن منفذ التفجيرات ينتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي، إلى أن تركيز وسائل الإعلام كان على جنسية المنفذ أكثر من التركيز على التنظيم الذي ينتمي له الإرهابي المنتحر، وهذا بحد ذاته ينبئ بقادم سيء.
كما ان اختيار منفذ العملية والجهة التي خططت له لمكان التفجير، وهو مكان متميز بالوجود الاجنبي كونه منطقة سياحية أثرية، يعتبر خطوة مكملة لاختيار الانتحاري من الجسية السورية، فمقتل العديد من السياح الألمان على يد انتحاري سوري، أمراً لن يمر مروراً سريعاً عليه المسؤولون الألمان، لاسيما أن ألمانيا من أكثر الدول التي استقبلت اللاجئين السوريين بأرقام كبيرة بلغت مئات الآلاف.
إعلان السلطات التركية عن جنسية منفذ التفجير وعمره في وقت مبكر جداً بعد تنفيذ العمل الإرهابي، شكل عدم ارتياح لدى السوريين المقيمين في تركيا، واعتبروا أن وضع الجريمة بصفتها السورية قبل الصفة الداعشية في متناول وسائل الإعلام، هو بمثابة تحشيد شعبي غير مباشر ضد اللاجئين السوريين في تركيا، إذ أنه من المعروف اندفاع الأتراك مسبقاً في توجيه الاتهام بكل ما هو سلبي إلى السوريين، لاسيما أن بلادهم حسب مايقولون كانت تنعم باستقرار أفضل قبل وصول السوريين إليها، ورغم انهم محقين أحياناً في ذلك إذ أن المسالة السورية أثرت سلباً في حالة الاستقرار التركية، إلا ان السوريين أيضاً لديهم وجهة نظر أخرى باعتبار أن النسبة الاكبر منهم ليسوا لاجئين بل سياحاً في هذا البلد، إذ يدفعون أعلى قيم أسعار إيجارات البيوت، كما أنهم ينفقون ما جنوه من أموال خلال حياتهم لتأمين متطلباتهم في تركية، بينما يبلغ عدد المستفيدين مالياً أقل من ربع مليون يقيمون في المخيمات.
تنظيم داعش هو المتهم الحقيقي بارتكاب هذه الجريمة، كما ارتكب عشرات من الجرائم قبلها ويبدو أنه سيقوم بجرائم أخرى، لذا كان من الأجدر بالإعلام التركي أن يتهم التنظيم بشكل مباشر دون التركيز على الجنسية التي يحملها القاتل، إذ أن القاتل لا ينتمي لسورية ولا للسوريين، فهو من مواطني الدولة الداعشية التي يسمونها “الإسلامية” وهو نفسه لا يقبل بالانتماء لغيرها ولا يفخر بحمل جنسية أخرى، فالداعشي رجل تخلى عن جنسيته سواء كانت سورية أو غير سورية، فلم نلحق العار هذا بالسوريين الذين لم تعد تحتمل قلوبهم ولا عقولهم ولا جيوبهم ما يتعرضون له في دول اللجوء.