(حزب الله) الزائر الجديد لدير الزور
14 يناير، 2016
سامر العاني:
عثر تنظيم داعش على شارات خاصّة بميليشيا (حزب الله) اللبناني في حي الصناعة بدير الزور كان يرتديها عناصر تقاتل إلى جانب النظام بعد سيطرة التنظيم على الحي منذ عدة أيام.
وأكدت مصادر خاصة لـ « » أن التنظيم عثر على ملابس وشارات خاصة بحزب الله من خلال عمليات مسح وتمشيط قام بها عناصر التنظيم في حي الصناعة قبل أن يتمكن نظام بشار الأسد من استعادته بعد 48 ساعة من سيطرة التنظيم عليه.
وقال المحلل العسكري العقيد فايز الأسمر لـ “ ” إن النظام وصل إلى حالة كبيرة من الضعف في المعنويات والعدد والعدة والعتاد بسبب قطع الطرق البريّة على دير الزور ولم يعد يستطيع تزويد قوّاته إلّا بالقوة (المجوقلة) وهذا يحتّم عليه نقل أشياء محدودة كالمؤن والعدد والذخيرة أما نقل السلاح الثقيل والمدرع فأصبح شبه مستحيل بالنسبة له.
وأضاف الأسمر أن الحصار المفروض على قوات النظام في دير الزور والمتزامن مع أعداد القتلى الكبيرة من جنوده في جبهات الصناعة والمطار وغيرها يدفعه بالضرورة للاستعانة بالمليشيات الموجودة في سوريا كما فعل أثناء معاركه في مهين وحوارين حيث اضطر للاستعانة بقوات السوتورو وقوات الصناديد.
وذكر الأسمر أنه “ليس غريباً أن يستعين نظام الأسد بميليشيا حزب الله فالمكلّفون بالخدمة الإلزامية أو الاحتياطية أصبحوا يلجؤون إلى دول أوربا عن طريق البحر لاسيما أبناء الطائفة العلوية فقد فقدت الطائفة أكثر من 70 ألف شخص من أبنائها وأصبحوا يخشون على فقدان المزيد، وحتى أن فئة الشباب في مناطق النظام أصبحت قليلة للغاية بسبب هربهم إلى المناطق المحررة ودول الجوار خوفا من زجّهم في صفوف جيش الأسد”.
وأكّد الأسمر أنه لولا عجز النظام عن تأمين القوّة البشرية لجيشه لما استعان بمرتزقة وتحمّل أعباء مالية ضخمة إذ يكلفه الشخص الواحد من المرتزقة من 400-800 دولار شهريا بينما لا يكلفه العنصر في جيشه أكثر من 150 دولار.
وأشار إلى أنه كان من المتوقع أن يستعين بشار الأسد بمرتزقة (حزب الله) في دير الزور بعد خسارته لحي الصناعة فهو الآن أعجز من أن يستعيد منطقة يخسرها أو أن يتقدم شبراً واحداً دون الاستعانة بمليشيات المرتزقة، فقد خسر خلال الأشهر الأربع الماضية فقط أكثر من 250 ضابطاً في المعارك، وهذا يدلّ أنه أصبح يزج حتى بالضباط على خطوط النار مما يؤكد قولنا إنه لم يبق لديه جنود يستطيعون سد الفراغ في كافة الجبهات المشتعلة.
ونوّه الأسمر إلى أنه تواردت معلومات شبه مؤكدة أن طائرة اليوشن التي تحط في مطار دير الزور كل يوم خميس مخصصة لنقل العناصر البشرية والمؤن لقوّات النظام والميليشيات المرتزقة بينما يحظر نقل أي مواد غدائية فيها للمدنيين الذين يعانون الحصار من أكثر من عام.
وقال بدوره المحامي جلال الحمد مدير “مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور” لـ “ ” أن “المرصد قد وثّق 14 غارة جويّة على الأقل خلال الساعات القليلة التي سبقت دخول قوّات النظام إلى حي الصناعة” مضيفاّ أن المرصد وثّق وصول حالات اختناق بين عناصر النظام وصلت إلى المشفى العسكري حيث اتهم النظام تنظيم “داعش” بالقصف بغاز الخردل بينما اتهم داعش النظام بالقصف بغاز الكلور.