الوسم: القاهرة

  • ماذا تخبرنا زيارة رسّام خرائط أمريكي إلى مصر عن تيران وصنافير؟

    بصفتي رسّام خرائط في «ناشيونال جيوجرافيك» في العاصمة واشنطن، عملت على عدد لا يحصى من الخرائط الخاصة بمصر، ومع ذلك، لم أظن أبدًا أنني سأرى المشهد الخالد للأهرامات بأم عيني. ولكنني فعلتها! في يوم عيد الميلاد عام 2007، سافرت عائلتي على متن إحدى طائرات «مصر للطيران» من نيويورك إلى القاهرة. كان هدفنا التعلم بشأن الجغرافيا الثقافية والطبيعية لمصر. سيقدم ذلك منفعة خاصة لابني، بول، الذي كان يدرس أفريقيا في صف الجغرافيا بمدرسته الإعدادية. بينما كان هدفي استغلال رؤيتي خلال تلك الرحلة لرسم خرائط أكثر دقة – والاستمتاع برحلة العمر.

    طُرحت فكرة تلك الرحلة قبل عامين، عندما عُرّفت بالسفير مدحت القاضي وزوجته هايدي فاروق. في تلك الفترة، كان مدحت السفير المصري بجمهورية الكونغو، وكانت هايدي تجري أبحاثًا عن الخرائط التاريخية للشرق الأوسط للمساعدة في حل قضايا الحدود الدولية.

    تضمنت إحدى قضايا الحدود التي جمعتني بهايدي جزيرتين، إنهما تيران وصنافير، الواقعتان في البحر الأحمر عند مدخل خليج العقبة. صوّر معظم الخرائط والأطالس –بما في ذلك خرائط ناشيونال جيوجرافيك في تلك الفترة– الجزيرتين الصغيرتين، الواقعتين إلى شرق حافة شبه جزيرة سيناء، على أنهما تابعتين للمملكة السعودية.

    لكن هايدي توصّلت إلى عدة خرائط ووثائق تاريخية لإثبات أن الجزيرتين تنتميان إلى مصر. علاوة على ذلك، وصفت وثائق أخرى الجزيرتين على أنهما جزء من المحمية الوطنية الأولى بمصر – محمية رأس محمد الوطنية. وقد تقرر أنني يجب أن أذهب لأرى الجزيرتين والتأكد من حالتهما السيادية والمحمية.

    وصلنا إلى القاهرة ضمن الخطوة الأولى من رحلتنا، وهي المدينة الأكبر في أفريقيا، حيث يعيش بها حوالي 11 مليون نسمة. اختبرنا الحياة في القاهرة لأيام قليلة، قبل السفر إلى سيناء. كما التقط بعض الخرائط المحلية لتساعدني في مراجعة خرائطنا للقاهرة ومصر.

    ملأت رافعات البناء المشهد الحضري، لذلك كان الحصول على خريطة مؤرخة سهلًا.

    لاحظت أن المدينة تكون أكثر وضوحًا وبرودة في ديسمبر، ولكن حركة المرور متصلبة، مع وجود سيارات وشاحنات منبعجة تُصدر باستمرار أصوات أبواقها. توقعت أن تكون المدينة إسلامية، تُهيمن المآذن على سمائها، لكنني وجدت أنها تحتضن أيضًا الكثير من الكنائس القبطية المسيحية، بما في ذلك الكنيسة المعلقة الشهيرة، التي ترجع إلى القرن الرابع بعد الميلاد وتتدلى من أعمدة قلعة رومانية عتيقة. كما لاحظنا وجود العديد من المعابد اليهودية عتيقة المظهر.

    تمتد مساحة القاهرة في جميع الاتجاهات، وبينما عبرنا النيل وتوجهنا نحو أهرامات الجيزة، أمكننا رؤية كيف أن التجمع الحضاري الحديث قد حاصر الآثار الفرعونية القديمة بشكل شبه كامل. بينما تبعنا الطريق السريع إلى الغرب، نمت حماسة عائلتنا عند اللمحة الأولى للأهرامات البعيدة. أدركت عندها أن الصور والوصف لم يؤت الأهرامات حقها. كانت الحجارة المستخدمة في بناء الأهرامات ضخمة، وكان أبو الهول العظيم منحوتًا من الحجر الجيري الصلب فيما كان قبل محجرًا عظيمًا. ورغم حجمها، تتناغم تلك الآثار مع الهضبة الذهبية والسماء الزرقاء.

    دُفنت الآثار لآلاف السنين بفعل العواصف الصحراوية – التي حمتها من ويلات الزمن. واليوم، تخضع الهضبة لحماية الحكومة المصرية، كما أنها مُضمنة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي. وفي اليوم التالي، بينما كنا نغادر القاهرة، كان أفق المدينة محجوبًا بفعل الغبار المنبعث من الصحراء.

    وصلنا إلى شرم الشيخ، التي يطلق عليها المحليون «شرم»، وقابلنا محافظ جنوب سيناء، محمد هاني متولي. أعرب لنا المحافظ عن تطلعه إلى التنمية السياحية المستدامة لجنوب سيناء، التي تشمل الحفاظ على الجمال الطبيعي للبحر الأحمر وحماية برية جبل سيناء والمناظر الطبيعية الساحلية.

    تقع شرم الشيخ قرب الحافة الجنوبية لشبه جزيرة سيناء وتعد وجهة سياحية للأوروبيين، القادمين للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الصحراوية، الشواطئ، المياة النقية والشعاب المرجانية المزدهرة التي تعج بالأسماك الاستوائية. إنها مدينة مزدهرة، حيث سيطرت الصحراء والبحر –وليس الفنادق– على المشهد. تمثلت الفنادق في مبانٍ غير مرتفعة ممتزجة مع التضاريس المحلية والإطلالة البحرية. تبدو الجبال مرئية بوضوح من معظم أجزاء المدينة، وكذلك مبنيان من صنع الإنسان؛ المسجد والكاتدرائية القبطية.

    بالتأكيد، يتوفر بالمدينة العديد من المقاصد السياحية، وخلال يومنا الثاني في شرم الشيخ أخذنا جولة بقارب «ديسكفري»، الذي تشغله شركة «صن إن فان»، ويديرها مغامرون مصريون.

    يعد القارب أكثر من مجرد مركب تقليدي زجاجي القعر، بل هو شبه غاطسة، له ألواح زجاجية بطول جوانبه توفر رؤية بانورامية للشعب المرجانية والأسماك الغنية بالألوان. أتاح لنا الزجاج الشفاف رؤيةً، عن قرب، لعالم ما تحت الماء الواسع – بل وجزء من مشهد ما تحت الماء مع إقامة الغطاسين لعرضٍ لاستكشاف الكنوز المدفونة. أشار مالك القارب، أشرف الأقصر، بفخر إلى أن القارب قد صُنع هندسيًا في مصر وصُمم لخفض تأثيره على البيئة البحرية إلى أقل حد ممكن.

    تُعد المياه المحيطة بتيران وصنافير -الغنية بالشعاب المرجانية- جزءًا من محمية رأس محمد الوطنية

    في يومنا الأخير بشرم الشيخ، عبرنا المضيق حيث يصب خليج العقبة في البحر الأحمر في طريقنا إلى جزيرتي تيران وصنافير. ولأن المياه المحيطة بهاتين الجزيرتين كانت غنية بالشعاب المرجانية، وتعد جزءًا من محمية رأس محمد الوطنية، كنا بحاجة إلى تصريح خاص للاقتراب من تيران.

    تتمركز نقطة حراسة على الشاطئ الجنوبي الشرقي لجزيرة تيران وبينما اقترب قاربنا، خرج مركب «زودياك» من نقطة الحراسة لتفقدنا. لم نتمكن من الرسو بالجزيرة أو إنزال المراساة بسبب الوضع المحمي للجزيرة وشعابها المرجانية. ومع ذلك، أمكننا الاستمتاع بالنظر إلى الطبقات متعددة الألوان من الرمال والحجارة بطول منحدرات الجزيرة بينما أبحرنا قبالة الساحل، مفتونين بقفزات الدولفين في الماء من حين لآخر. ومع علمنا أن الفراعنة قد حصلوا على أحجار كريمة من سيناء، افترضنا رؤية أطلال القصور القديمة وسط التضاريس الصحراوية القاسية لجزيرة تيران.

    تمكنت أيضًا من رؤية تيران وصنافير من الطائرة بينما غادرنا شرم الشيخ في اليوم التالي. تبدو تيران كبيرة وجبلية، لكن صنافير تبدو أصغر ومسطحة تقريبًا من الجو.

    يستمتع المصريون بتداول حكاية أن اسمي الجزيرتين يرجع إلى اسمي محبين، تيران وصنافير، الذين تقطعت بهم السبل على جزيرتين منفصلتين يناجيان بعضهما البعض على نحو يرثى له دون نهاية – لا تزال الرياح تردد اسميهما.

    بينما غادرنا المجال الجوي المصري، فكرت بشأن تأثير الرحلة. نعم، تأكدت أن تيران وصنافير تابعتان لمصر، لكن الأهم، علمت أن التزام مصر بحماية تراثها الطبيعي عظيم بقدر شغفها بالحفاظ على تاريخها الثقافي. أتمنى أن تحافظ مصر على التوجهين.

     

  • إيطاليا تدفع ثمن تساهلها مع السيسي

    نشر موقع ميدل إيست أي البريطاني تقريرا حول توتر العلاقة الشخصية التي تربط رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رانزي وزعيم الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، على خلفية مقتل الطالب الإيطالي جيوليو رجيني، كما تحدث التقرير عن دفع إيطاليا ثمن تساهلها مع نظام الانقلاب، بحسب رأي بعض الدبلوماسيين الإيطاليين.

    وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته “عربي21“، إن العلاقة بين السيسي ورانزي تقوم على الصداقة الشخصية بينهما، وقد ظهر ذلك جليا في الخطاب الذي ألقاه رانزي يوما بعد الانفجار الذي استهدف القنصلية الإيطالية بالقاهرة في تموز/ يوليو الماضي.

    وحينها قال رانزي: “في هذه اللحظات لن تصل مصر لبر الأمان إلا على يد عبد الفتاح السيسي، هذا موقفي الخاص، وأنا فخور بالصداقة الشخصية التي تربطني بالرئيس المصري”.

    وقد أشار الموقع للعلاقة المتينة التي تربط الرجلين، ويبدو ذلك من خلال الدعم الهام الذي قدمه ماتيو رانزي للسيسي منذ الانقلاب، وكذلك من خلال اختيار السيسي بأن تكون وجهته الأولى إلى إيطاليا في أول زيارة له لأوروبا سنة 2014.

    لكن بعد مقتل طالب الدكتوراه الإيطالي جوليو ريجيني، فإن العلاقة الخاصة التي تجمع القيادتين معرضة للخطر، كما أنها تضع رانزي تحت الضغط حتى يتخذ خطوات قاسية ضد صديقه المصري.

    وقال الموقع إن رانزي، الوجه المألوف لدى وسائل الإعلام، قد توارى عن الأنظار منذ تردد أخبار مقتل ريجيني، حيث تعرض للاختطاف والتعذيب ثم عُثر على جثته في أحد ضواحي القاهرة في 3 شباط/ فبراير.

    وسبق أن أشاد رانزي بـ”روح التعاون الإيجابي” مع مصر في هذه القضية، كما أكد على أن العلاقة بين الدولتين والشعبين لن تتضرر.

    ولكن بعد مرور شهرين على الجريمة، وعدم تقدم التحقيق، استدعت إيطاليا سفيرها في القاهرة للتشاور، في ظل اتهام للجانب المصري بعدم التعامل مع القضية بشفافية.

    ويتهم المسؤولون الإيطاليون النظام العسكري في مصر بإخفاء الوثائق والمعلومات حول الحادثة، بينما رفض الادعاء العام الإيطالي تصريحات السلطات المصرية القائلة بأن ريجيني أختطف من قبل عصابة إجرامية انتحلت صفة رجال الأمن.

    ويؤيد دبلوماسيون إيطاليون ما ورد في الإعلام الإيطالي بأن الطالب ريجيني، المعروف بنشاطاته السياسية والنقابية، قد اعتقل وعُذّب وقتل من قبل أجهزة الأمن المصرية.

    ولفت الموقع إلى أن مقتل ريجيني أثار صدمة في إيطاليا، حتى أن كل الصحف الإيطالية تحدثت عن الموضوع وأصبحت تنقل أخبار ما يحدث في مصر، بعد أن كان الشعب الإيطالي، بشكل أو بآخر، لا يهتم لانتهاكات حقوق الإنسان في مصر، ليصبح مقتنعا تماما بتورط المخابرات المصرية في مقتل الطالب الإيطالي.

    وقالت باولو ريجيني، والدة الضحية، أمام البرلمان الإيطالي الأسبوع الماضي: “لا يمكنني أن أخبركم ماذا فعلوا بابني، لكنني لم أتعرف عليه إلا من خلال طرف أنفه”.

    وبحسب الموقع، فإن طبيعة العلاقات بين القيادات المصرية والإيطالية لطالما كانت خاصة جدا، فقد جمعت رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني بالرئيس المخلوع حسني مبارك علاقة جيدة جدا، حتى قيل بأن الفتاة التي كان برلسكوني يمارس معها الجنس وهي قاصر، ابنة الرئيس مبارك.

    وذكر الموقع بأن إيطاليا هي أبرز سوق لمصر في الاتحاد الأوروبي، كما أن شركة البترول الإيطالية “إيني” وقّعت صفقة هامة لاستغلال وإدارة أحد أكبر حقول الغاز في منطقة البحر الأبيض المتوسط على شواطئ الإسكندرية.

    ولطالما قلل رانزي من انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، معتبرا أن الأمر طبيعي وأنه يأتي في سياق الحرب ضد الإرهاب والفوضى في منطقة الشرق الأوسط.

    لكن الموقع نقل عن ديبلوماسي إيطالي رفض الإفصاح عن اسمه قوله: “نحن نتعامل مع ديكتاتور، وهذا لا شك فيه ولا لُبس”، مضيفا: “نحن نتعامل مع دولة استبدادية تقوم فيها الحكومة بكل ما تريد القيام به، ولكن ليس لدينا الكثير لنقوم به لوقف هذا الاستبداد”.

    وأوضح الموقع أنه من وجهة نظر بعض المراقبين، فإن روما اليوم تدفع ثمن سياستها القاصرة مع السيسي، حيث قال كاراتشولو لوسيو، وهو كاتب في إحدى المجلات السياسية الإيطالية، “إن السياسة الإيطالية لم تأخذ في الاعتبار هشاشة الحكومات العسكرية”.

    وأضاف لوسيو: “كما أنها لم تأخذ في الحسبان، أنه في إطار الحرب على الإرهاب ومن وجهة نظر عبد الفتاح السيسي، قد يصبح كل معارض، حتى العلمانيون منهم ومشجعو كرة القدم، إرهابيين”.

    وفي الختام، قال الموقع إن أي قرار غير محسوب بقطع العلاقات مع مصر، قد يجعل مصر بوابة للمهاجرين غير الشرعيين نحو أوروبا، خاصة مع اقتراب فصل الصيف الذي يصحبه عادة موجات هجرة غير شرعية من شمال إفريقيا نحو صقلية الإيطالية.

  • الإثنين 11 نيسان:إسرائيل تعترف رسمياً بشن غارات في سوريا، و28 ألف تغريدة مصرية حول تيران وصنافير

    غاراتٌ أمريكية، وأخرى تركية، استهدفت تنظيم الدولة.. بموازاة اعتراف إسرائيلي رسمي بشن عشرات غارات في سوريا.

    على الجانب الآخر من المشهد، يحاول برنامج إعادة توطين اللاجئين التابع للمفوضية السامية للأمم المتحدة تخفيف الأثر الناجم عن هذه الحرب. ويستضيف معهد تشاتام هاوس ورشة عمل لمناقشة الآثار طويلة الأجل للحرب السورية.

    وفي سياق منفصل، انتفض المصريون بـ 28 ألف تغريدة تعقيبًا على نقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، فيما قابل مواطنو المملكة القرار بحفاوة مدفوعة بإدراك الأهمية الاستراتيجية.

    وبعد انتهاء زيارته إلى القاهرة، انتقل الملك سلمان إلى تركيا ليُستَقبَل بحفاوة من قبل وفد رأسه أردوغان شخصيا.

    وفي ختام الجولة استعراض لتقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام حول تأثير أسعار النفط على الإنفاق العسكري.

    عشرات الغارات الإسرائيلية في سوريا

    قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين: إن إسرائيل شنت عشرات الغارات في سوريا؛ وهو أول اعتراف رسمي بشن مثل هذه الهجمات ضد عمليات نقل الأسلحة المشتبه فيها إلى مقاتلي حزب الله اللبناني، بحسب رويترز.

    وأضافت الوكالة: رغم حيادها الرسميّ تجاه الحرب الأهلية السورية، تعهدت إسرائيل في كثير من الأحيان بمنع وصول شحنات الأسلحة المتطورة إلى حزب الله المدعوم من إيران، في حين أحجمت عن تأكيد التقارير التي تفيد بشن غارات جوية محددة.

    قصف مدفعي تركي لمواقع داعش

    نشرت صحيفة إسرائيل ناشيونال نيوز تقريرا يفيد بأن الجيش التركي شن ضربات مدفعية ضد مواقع تابعة لتنظيم الدولة في سوريا، بعد أن استولى الجهاديون على منطقة بالقرب من الحدود التركية، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية اليوم الاثنين، وفقا لوكالة فرانس برس.

    وأطلقت المدفعية التركية قذائف من مدافع الهاوتزر المتمركزة على منطقة كيليس الحدودية ضد أهداف تنظيم الدولة، وفق تلفزيون NTV.

    خمس غارات أمريكية في سوريا

    ونشر الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الأمريكية بيانا يفيد بشن خمس غارات جوية بواسطة طائرات بدون طيار في سوريا:

    – قرب منبج؛ أسفرت عن نتائج غير حاسمة.

    – قرب مارع؛ حيث ضربت أربع غارات أربع وحدات تكتيكية منفصلة تابعة لتنظيم الدولة، وأسفرت عن تدمير ستة مواقع قتالية، وسبع مركبات، وسيارتين تكتيكيتين.  

    برنامج إعادة توطين اللاجئيبن

    نشر موقع هافنغتون بوست تقريرا عن برنامج إعادة توطين اللاجئين التابع للمفوضية السامية للأمم المتحدة، والذي يساعد العائلات التي شردتها الحرب في العثور على مأوى في اليونان.

    وأوضح التقرير أن البرنامج مفتوح لكافة اللاجئين (الأشخاص الذين تشكل عودتهم إلى بلادهم خطرا كبيرًا على حياتهم)، مع منح الأولوية للاجئين الذين يعانون من أوضاع هشة، مثل الأسر التي تعول أطفالا صغارا أو تعاني من أمراض مزمنة. ورغم أن البرنامج بدأ العمل منذ نوفمبر الماضي، إلا أن الأضواء سلطت عليه منذ أغلقت مقدونيا حدودها مع اليونان في مارس.

    الآثار طويلة الأجل لحرب سوريا

    أعلن معهد تشاتام هاوس عن استضافة ورشة عمل، يوم 27 أبريل 2016؛ لمناقشة الآثار طويلة الأجل للحرب السورية، انطلاقًا من ترجيح استمرار العنف وعدم الاستقرار السياسي وضعف الدولة والصعوبات الاقتصادية خلال السنوات القادمة مهما كان مصير الحرب الحالية.

    بالإضافة إلى ما أثبتته التجربة من استحالة تطويق الفتنة ومنعها من الامتداد عبر الحدود، سواء عبر تدفقات اللاجئين، أو انتقال المقاتلين غير التابعين للدول، أو تفشي الطائفية أو التطرف.

    في الوقت ذاته، ساعدت التطورات في سوريا على تحوُّل الحسابات الجيوستراتيجية للقوى الإقليمية والدولية الرئيسية، بما في ذلك أمريكا وروسيا والسعودية وإيران، بما يؤثر على المنطقة ككل.

    وتهدف الورشة- بحسب الإعلان- إلى استكشاف ما تعنيه هذه التحولات في المستقبل، وتقييم الآثار المحلية والإقليمية والدولية للحرب الأهلية السورية على المدى الطويل.

    28 ألف تغريدة مصرية حول تيران وصنافير

    نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تغطية لحملة الانتقادات اللاذعة، من الداخل والخارج، ضد الرئيس المصري بسبب نقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير، التي تسيطر عليهما القاهرة منذ عام 1950 في البحر الأحمر، إلى المملكة العربية السعودية.

    واستشهد التقرير الذي أعده إيان بلاك بالتغريدات التي انتشرت على موقع تويتر وصعدت بـوَسم #Tiran_Sanafir إلى قائمة اهتمامات المصريين على الموقع، بواقع 28 ألف تغريدة حول الموضوع.

    احتفاء سعودي وأهمية استراتيجية

    لكن في المقابل، نشر موقع أراب نيوز تقريرا حول احتفاء السعوديين بهذه الخطوة، باعتبارها “إعادة للحق إلى أصحابه”.

    واستشهدت بالبيانات والتصريحات المصرية الرسمية التي تعترف بالملكية السعودية للجزيرتين، وشددت على أهميتهما الاستراتيجية.

    استقبال حافل لسلمان في تركيا

    حظي العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، باستقبال حافل لدى وصوله إلى تركيا اليوم الاثنين في زيارة تهدف إلى توثيق الروابط بين البلدين، بحسب تقرير أعدته وكالة فرانس برس.

    وكان في استقبال الملك، البالغ من العمر 80 عاما، في مطار أنقرة وفدًا قاده الرئيس رجب طيب أردوغان شخصيًا، في كسرٍ للبروتوكول المألوف، يُظهِر الأهمية التي توليها تركيا للزيارة.

    تأثير أسعار النفط على الإنفاق العسكري

    نقل موقع هافنغتون بوست نتائج تقرير أعده معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام حول تأثير انخفاض أسعار النفط على الإنفاق العسكري، خاصة الدول المنتجة للنفط، في ظل تصاعد التوترات السياسية في مناطق مختلفة من العالم.

    ويقول بعض مراقبي أسواق الطاقة ساخرين: إن المنتجين بحاجة إلى جرب جديدة لتحسين الأسعار. وإن كان بإمكان السوق أعادة التوازن تلقائيا بدون ذلك، لكنه سيستغرق فترة أطول. وسيكون على منتجي النفط فقط تحمل ذلك، والانتظار.

    اتحاد للعمال في الكويت يهدد بالاضراب والحكومة تستجيب

    هدد احد اتحادات العمال في الكويت بلجوء 6 شركات نفطية وبتروكيميائية إلى الإضراب احتجاجاً على خفض الرواتب والفائدة إلا ان الوزارة وافقت على مطالب الاتحاد حسب فوكس نيوز. ويأتي هذه الاضراب في ظل الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالخليج نتيجة لانخفاض اسعار البترول.

    السودان تعقد استفتاء في دارفو وأمريكا تعتبره معطلاً للسلام

    قامت الحكومة السودانية بعقد استفتاء في منطقة دارفور حول توحيد الولايات الخمسة من عدمه إلا ان الولايات المتحدة اعتبرت هذا الإستفتاء مقوضاً لجهود  السلام. وقالت حسب فوكس نيوز بأن الأجواء غير ملائمة لعقد استفتاء لغياب الأمن في الإقليم.

    الشرطة التركية على اعلى درجات الحيطة في ظل تحذيرات امريكية للسياح

    ذكرت هافينغتون بوست بان الشرطة التركية قامت بتفكيك قنبلة في منطقة تقسيم وانها حالياً تقوم بعمليات تفتيش ومراقبة واسعة في ظل تحذيرات أمريكية للسياح من خطر حقيقي على حد تعبير سفارتها في انقرة.

    العنف يعطل وقف اطلاق النار في “الحرب المنسية” في اليمن

    قالت الاندبندنت بان الهدنة في اليمن على وشك الانتهاء بسبب استمرار العنف على حد تعبير الصحيفة. مشيرة إلى أن الحرب الجارية حصدت أرواح ما يصل إلى  6200 نسمة واصفةً إياها بـ”الحرب المنسية”

    السيسي تحت النار لتنازله للسعودية عن الجزر

    قالت الغارديان بأن السيسي بات تحت نيران الانتقادات اللاذعة داخل وخارج مصر لتنازله عن جزيرتي تيران وصنافير المصريتين للسعودية مقابل عقد بعض الصفقات التي تهدف لإحياء الاقتصاد المصري المتهاوي. ويذكر أن مصر بدأت بحكم الجزيرتين منذ عام 1950.

    عباس يقطع الدعم عن الجبهة الشعبية

    قالت جيروساليم بوست بان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قام بقطع الدعم عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعدم التزامها ببرنامجه حسب الصحيفة.

    داعش تغتال صحفيا في تركيا لفضحه لها

    ذكرت الجيروساليم بوست بأن داعش قامت بمحاولة اغتيال لصحفي سوري نشر وثائق عنها في مدينة غازي عنتاب. وقالت بأن الصحفي زاهر الشروقات لم يمت إلا انه في حالة جرجة جداً حيق ان الرصاصة أطلقت على رأسه.

  • أعضاء مؤتمر القاهرة يتقدمون بالتعازي من أقارب الفقيد حسين العودات

    تلقى أعضاء مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية نبأ وفاة المفكر و المناضل السوري الكبير حسين العودات ببالغ الأسى و الحزن.
    لقد كرس السيد العودات حياته للشأن الوطني السوري بشكل استثنائي فدافع عن مبادئ الديمقراطية و الحرية دون مساومة، و كافح ضد الاستبداد والدكتاتورية في أحلك الظروف السياسية لسورية . و قد تجاوزت أبحاثه الفكرية الشأن السوري لتشمل قضايا فكرية عربية و دولية.
    و إذ يذكر أعضاء المؤتمر المساهمة الكبرى للمناضل حسين العودات في تأسيس مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية سواء في محتوى وثائقه أم في تسيير مخرجاته.
    يتقدم أعضاء المؤتمر بالتعازي الحارة من أهل و أقارب الفقيد مع الدعوة له بواسع الرحمة ، و أن يلهم العلي القدير أهله و عائلته الكريمة الصبر و السلوان .

    لجنة مؤتمر القاهرة
    ٩ نيسان ٢٠١٦

    أخبار سوريا ميكرو سيريا

  • ‘“تيران” و”صنافير” بين حقائق التاريخ والقانون الدولي.. من أحق بهما؟!’

    جاء اعتراف الحكومة المصرية المدوِّي، بأن جزيرتَيْ تيران وصنافير، اللتين تضمنهما الاتفاق المصري – السعودي الأخير لترسيم الحدود البحرية بين البلدين؛ لكي يضع على المحك السياسي والإعلامي والقانوني، واحدة من أهم قضايا الأمن القومي بالنسبة لأي بلد، وهي السيادة على ترابها الوطني.

    الإعلان الحكومي الذي جاء خلال زيارة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، إلى مصر، وقدم فيها حزمة مساعدات اقتصادية جديدة إلى مصر، من بينها مجموعة من الأمر التي تُعتبر من صميم عملية إسناد النظام المصري الحالي، في مواجهة سلسلة من الأزمات والإخفاقات في المجال الاقتصادي.

    اهتم الإعلام المصري في الترويج لاتفاق ترسيم الحدود البحرية الجديد بين مصر والسعودية بالترويج لـ”لإنجازات التاريخية” المتحققة خلال زيارة الملك سلمان، وخصوصًا فيما يتعلق بمشروع الجسر البري الذي سيربط بين مصر والسعودية، عبر الجزيرتَيْن، وتصوير الأمر على أن مسألة الجزيرتَيْن سوف يتم تحويلها إلى نموذج على التكامل والتضامن الاقتصادي والاجتماعي العربي.

    مبدئيًّا مجلس الوزراء المصري، صرح بأنه سوف يتم – بموجب الدستور – عرض الاتفاقية على البرلمان للنظر فيها، ولكن البيان الصادر عن المجلس؛ اجتزأ الأمر؛ حيث إن المادة (151) من الدستور الحالي في مصر، تنص على أنه:

    “يمثل رئيس الجمهورية الدولة في علاقاتها الخارجية، ويبرم المعاهدات، ويصدق عليها بعد موافقة مجلس النواب، وتكون لها قوة القانون بعد نشرها وفقًا لأحكام الدستور، ويجب دعوة الناخبين للاستفتاء على معاهدات الصلح والتحالف وما يتعلق بحقوق السيادة، ولا يتم التصديق عليها إلا بعد إعلان نتيجة الاستفتاء بالموافقة، وفي جميع الأحوال لا يجوز إبرام أية معاهدة تخالف أحكام الدستور، أو يترتب عليها التنازل عن أي جزء من إقليم الدولة”.

    ويعني ذلك أن موافقة البرلمان، سوف تكون خطوة أولى، يجب بعدها عرض الأمر على استفتاء شعبي عام، لأن الأمر يتعلق بعمل من أعمال السيادة؛ حتى لو زعمت الحكومة أن الجزيرتين ليستا في الأصل، جزءًا من إقليم الدولة، وأن التاريخ القريب الواضح، يقول بأن الملك السعودي الراحل، فيصل بن عبد العزيز آل سعود، قد قام بتأجيرهما لمصر.

    فالأمر في النهاية، يتعلق بشكل لا لبس فيه بعمل من أعمال السيادة، وبالتالي؛ فإنه يجب عرضه على استفتاء شعبي عام، ولو رفض الشعب هذه الاتفاقية؛ فإن حتى موافقة البرلمان عليها؛ لن يكون لها أية قيمة، وسيكون من الواجب إلغاء الاتفاقية، وتصبح أية نتيجة تترتب عليها هي والعدم سواء، بحسب تعبير القانونيين.

    اعتراضات لها وجاهتها

    مبدئيًّا، وقبل طرح التطور التاريخي لتبعية صنافير وتيران لمصر؛ فإن اعتراض الغالبية من المصريين الذين رأوا في الاتفاقية افتئاتًا على حقوق السيادة المصرية، لا يعود فقط لبواعث وأدلة قانونية أو تاريخية، وإنما يعود الأمر لديهم إلى الصورة التي تم بها، والتي لم تراعي، من وجهة نظرهم اعتبارات وزن مصر وتاريخها.

    كما يشيرون إلى أن الموقف قد دُبِّر بليلٍ؛ حيث إن مجلس الوزراء المصري قال في بيانه المتقدم، يوم التاسع من أبريل، إن الاعتراف بسعودية الجزيرتَيْن جاء كنتيجة لـ11 جلسة تفاوض بين الجانبين، وهو ما لم يتطرق إليه الإعلام المصري إطلاقًا، لا في الإعلام القومي ولا في الصحف المعارضة.

    الأمر اللافت أن إسرار – من السرية – الحكومة المصرية لأمر هذه المفاوضات، وتطوراتها، لا يتعلق بأمر يخص الأمن القومي أو الموقف الحربي للبلاد، فالجزيرتَيْن من الأصل ليست في حوزة لا مصر ولا السعودية بالكامل؛ حيث إنهما وبموجب البروتوكول العسكري لاتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، تقعان تحت سيطرة قوات حفظ السلام الدولية.

    إذًا؛ فهذا الإسرار في هذا الأمر من جانب الحكومة المصرية؛ يتعلق بتأكد صانع القرار في مصر أنه لا يقوم بشيء سليم أو مقبول من الناس، ويدلل على ذلك أن مختلف الجلسات الخاصة بمجلس التنسيق المصري – السعودي، وتفاصيل الاتفاقيات التي سوف يوقعها الملك سلمان عند زيارته لمصر؛ كان هناك شفافية كاملة فيها في إعلام البلدَيْن، عدا ما يتعلق باتفاق ترسيم الحدود، وموضوع الجسر البري.

    ويرى هؤلاء أن ما تم إنما هو “استغلال من جانب السعودية لضعف النظام القائم في مصر، وسفهه وتعطشه للمال أو للشرعية، للحصول على ميزات منه على حساب الدولة المصرية وترابها وسيادتها وحقوق شعبها”، بحسب بيان صدر عن عدد من السياسيين المصريين المعارضين للنظام، ومن بينهم ثروت نافع، وسيف عبد الفتاح، وعبد الرحمن يوسف، وحاتم عزام، وعمرو دراج، وطارق الزمر، وأيمن نور، وإيهاب شيحة ويحي حامد، ومحمد محسوب.

    ورأى كثيرون من غير المعارضين للاتفاقية والاعتراف المصري بـ”سعودية الجزيرتَيْن”، أن السياق الذي تم فيه الأمر، لم يراعي اعتبارات الكرامة المصرية، لمجرد حسابات خاصة بالنظام، أو الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، من دون وضع الشعب في الصورة.

    وهو ما عبر عنه ببساطة، الدكتور محمد نور فرحات، أستاذ القانون بجامعة الزقازيق والفقيه الدستوري والقانوني المصري المعروف، في تصريحات لصحيفة “الشروق”، بتاريخ 10 أبريل، عندما طالب الدولة بالكشف عن الوثائق والخرائط التي تثبت أحقية المملكة العربية السعودية في الجزيرتَيْن؛ قائلاً: “هذا حق الشعب على الحكومة والرئيس”.

    التسلسل التاريخي للموضوع

    بحسب الخُطَط للمقريزي؛ فإن الجزيرتَيْن تقعان في نطاق إقليم الحجاز، وفي وقت المقريزي (وُلد وعاش في القاهرة، في الفترة ما بين العام 1364م، والعام 1442م)؛ فإن الجزيرتَيْن كانتا تتبعان إقليم الحجاز، والذي كان في ذلك الوقت، يتبع مصر، ولذلك كان تقليد “المَحْمَل” الشهير، الذي كان يخرج من مصر، إلى الحرمَيْن لإطعام الحجيج، والذي توقف في مطلع القرن العشرين، والتكية المصرية هناك كانت شاهدة على ذلك، قبل أن يهدمها آل سعود ضمن توسعات الحرم الأخيرة.

    وبالتالي؛ فإنه الأصوب تاريخيًّا القول بأن السيادة على الجزيرتَيْن، بحسب تبعية إقليم الحجاز السياسية، أي أنهما الآن من المفترض أن تكونا في حوزة المملكة.

    وفي موسوعته المهمة، “تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها، مع خلاصة تاريخ مصر والشام والعراق وجزيرة العرب”، يقول المؤرخ والدبلوماسي المصري، نعوم بك شقير، الذي كان سكرتير اللجنة المشاركة في ترسيم الحدود بعد أزمة طابا بين الدولة العثمانية وبريطانيا التي كانت تحتل مصر في ذلك الوقت، عام 1906م، إن جزيرة “فرعون”، التي تبعد عن “بر سينا” كما يطلق على الكتلة الصلبة لشبه جزيرة سيناء، بحوالي 250 مترًا، هي ضمن “بر سينا” أو “بر سيناء”.

    ولكنه لم يتكلم عن جزيرتَيْ “تيران” و”صنافير” سوى أن قال إنهما “قفر بلقع”، بينما هو يسرد عدد الجزر الواقعة في خليج العقبة؛ حيث قال إن هناك ثلاثة جزر، هي: تيران وسنافر أو صنافر أو صنافير كما هو الحال الآن، وذكر أن كلتيهما “قفر بلقع”، ثم أشار إلى أن جزيرة فرعون “جزء من بر سينا”.

    ولعل أهم ما قيل في صدد الجوانب التاريخية للموضوع، هو ما قاله المقريزي في خططه، لما أشار إلى تبعية الجزيرتَيْن إلى إقليم الحجاز، لسبب تاريخي مهم، وهو أن المملكة العربية السعودية كدولة ذات سيادة وحدود، لم تتأسس سوى في العام 1932م، وكانت من قبل تسمى “مملكة نجد والحجاز وملحقاتها”، وتم ضم الحجاز بالأماكن الحرام فيه في منتصف العشرينيات من القرن الماضي، وهو أمر سوف نعود إليه تفصيلاً فيما بعد.

    أي أن القول بأحقية تاريخية ما لـ”الدولة السعودية” في الجزيرتَيْن أمر غير دقيق بالمعنى القانوني والسياسي والتاريخي.

    الدقيق هو أن ترسيم حدود مصر البحرية في تلك المنطقة، تم في العام 1906م، عندما تم التوقيع على الاتفاقية المعروفة باتفاقية العام 1906م، بين مصر (أو بمعنىً أدق دولة الاحتلال البريطاني في ذلك الحين ممثلة عنها)، وبين الدولة العثمانية، وهي كانت في ذلك الحين دولة قائمة سياسيًّا وقانونيًّا، ولها إقليم معترف بسيادتها عليه دوليًّا، بعد أزمة طابا الأولى؛ حيث تم وضع خط الحدود بين مصر وإقليم فلسطين في ذلك الوقت، شرق طابا، وغرب أم الرشراش التي تحولت إلى إيلات بعد نكبة العام 1948م، وفي الشمال كان قطاع غزة ضمن الأراضي المصرية.

    قصة اتفاقية 1906م ومملكة نجد والحجاز وملحقاتها

    تعود هذه الاتفاقية في خلفيتها إلى العام 1840م، عندما اجتمعت الدول الكبرى في ذلك الحين، على وقف توسع محمد علي باشا الكبير في الإقليم، وتم تحديد حدود الدولة المصرية في مصر بحدودها الحالية، بالإضافة إلى جزء من السودان، وجزء من إقليم برقة (في ليبيا حاليًا)، وإقليم الحجاز بالكامل حتى جنوب شبه الجزيرة العربية، وبلاد الشام، حتى شمال سوريا، بما في ذلك فلسطين والأردن ولبنان الحالية، بالإضافة إلى قبرص، على النحو الذي تبينه الخريطة.

    وظل هذا الوضع قائمًا حتى الاحتلال البريطاني لمصر؛ حيث أصبحت حدود مصر، بحكم الأمر الواقع، تشمل مصر والسودان بالكامل، فقط، بعد احتلال بريطانيا، لكامل السودان، بعد حادثة فاشودة الشهيرة، عام 1898م، والتي انتهت بهزيمة فرنسية أمام بريطانيا، سيطرت بموجبها الأخيرة على السودان.

    وفي العام 1906م، أثارت الدولة العثمانية أزمة بشأن حدود مصر الشرقية؛ حيث أرادت سلخ العقبة (في الأردن حاليًا)  وأم الرشراش (إيلات حاليًا) رغم أنهما ضمن الأراضي المصرية بموجب اتفاقية العام 1840م.

    وبموجب موافقة شعبية ضمنية، تخوفًا من المصريين من أن تستغل بريطانيا الموقف لاحتلال فلسطين والحجاز، استولى الجيش العثماني على العقبة وطابا، وسط أزمة مع بريطانيا، أفضت إلى أن يوافق الطرفان على تواجد قوة مصرية في طابا، باعتبار أن مصر في الأساس جزء من الدولة العثمانية، حتى بموجب اتفاقية 1840م، والتي منحت مصر ومحمد علي ونسله وضعية سياسية خاصة، ولكن في إطار السيادة العثمانية.

    ولما استمرت الدولة العثمانية في إثارة أزمات في هذه المنطقة، تم إبرام اتفاقية العام 1906م، بين مصر (ممثلة في بريطانيا)، وبين الدولة العثمانية، وتم فيها تسوية مسألة الحدود الشرقية لمصر، وهي أساس الحدود الرسمية بين مصر وفلسطين المحتلة إلى الآن.

    بموجب هذه الاتفاقية؛ فإن “تيران” و”صنافير” و”أم الرشراش”، دخلتا نطاق السيادة المصرية، فيما تم فصل العقبة والساحل الآسيوي لخليج العقبة عن السيادة المصرية.

    في تلك الفترة التاريخية، وقبل اتفاقية “سايكس – بيكو”، 1916م؛ فإنه لم يكن هناك أية كيانات باسم: الأردن، أو حتى إمارة شرق الأردن، أو السعودية، أو المملكة العربية السعودية.

    ولم يصدر أي موقف عما كان يُعرف وقتها بـ”إمارة جبل شمر”، أي تعقيب على الأمر، باعتبار أن حدودهم تقف عند الحدود الشرقية لإقليم الحجاز.

    واستمر هذا الوضع خلال السنوات التالية، مرورًا بالحرب العالمية الأولى، والتي أعلنت فيها بريطانيا الحماية على مصر، في بدايتها، عام 1914م، ثم احتلت فلسطين في نهايتها، عام 1918م، مرورًا باتفاقية “سايكس – بيكو”، عام 1916م، التي قسَّمت المشرق العربي ومصر إلى مناطق نفوذ بين روسيا وفرنسا وبريطانيا، ولم تلبث روسيا أن تركت مجالها الحيوي فيها، بعد الثورة البلشفية عام 1917م.

    حتى هذه المرحلة، وبالرغم من ظهور كيانات جديدة مثل إمارة شرق الأردن، ومساعي الشريف حسين لتأسيس دولة عربية كبرى في نجد والحجاز، لم يكن هناك أي خلاف بين مصر وبين حُكَّام شبه الجزيرة العربية، على الجزيرتَيْن.

    نصل إلى نقطة الافتراق، وهي عام 1926م، عندما ظهر كيان جديد باسم “مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها”، بعد أن قامت سلطنة نجد وملحقاتها التي أسسها عبد العزيز آل سعود، بضم مملكة الحجاز أو إقليم الحجاز؛ حيث تم تنصيبه ملكًا على الحجاز، في الحرم المكي، يوم 8 يناير من العام 1926م، ثم غير مسمَّى الدولة الجديدة، يوم 29 يناير من العام 1927م، أعلن نفسه ملكاً على نجد أيضًا بدلاً من لقب السلطان، بعد معاهدة “جدة” بين مملكة نجد والحجاز وملحقاتها، وبين بريطانيا في العام 1927م، واعترفت فيها بريطانيا بعبد العزيز ملكًا على الكيان الجديد المسمى بـ”مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها”.

    هنا نعود إلى ما قاله المقريزي؛ حيث إنه في خططه ذكر كلا الجزيرتَيْن أنهما تابعتان للحجاز، وبالتالي؛ فإن تبعيتهما أو السيادة عليهما، تكون لمن يتبعه الإقليم، والإقليم منذ العام 1926م، يخص “مملكة نجد والحجاز وملحقاتها”، قبل أن تصبح المملكة العربية السعودية، في العام 1932م.

    هنا يمكن فهم لماذا جاءت المطالب السعودية التالية بالجزيرتَيْن؛ حيث استندت إلى هذه الحقيقة التاريخية، ولكن اتفاقية 1906م، وضعت الجزيرتَيْن في حيازة الإقليم المصري في حينه، وهنا بالفعل تبرز مفارقة أن كلا الطرفَيْن على حق في مطالبته بها.

    ولكن وفق قواعد القانون الدولي؛ فإن الاتفاقية أقوى من الثوابت التاريخية، وبالتالي؛ فالجزيرتَيْن مصريتَيْن قانونًا، ولكنهما سعوديتان بحكم التاريخ!

    ولذلك يمكن فهم لماذا يقول البعض بأن وثائق وخرائط موجودة في مكتبة الكونجرس الأمريكي، تضم الجزيرتَيْن إلى السعودية؛ فهي لا تشير إلى السعودية تحديدًا، وإنما تبعية الجزيرتَيْن لإقليم الحجاز، ولما انسلخ عن مصر بعد الاحتلال ثم الحماية، ثم تفكك الدولة العثمانية؛ صار تابعًا للدولة السعودية الجديدة.

    عودٌ على بدءٍ

    نعود إلى سياقنا التاريخي، ففي فبراير من العام 1949م، وقعت الحكومة المصرية اتفاقية “هدنة رودس”، مع الدولة العبرية، وتضمن خط الهدنة، يتضمن حدود اتفاقية العام 1906م، عدا قطاع غزة.

    وفي العام 1950م، طالب الملك عبد العزيز آل سعود، بالجزيرتَيْن، وكانتا تحت الإدارة المصرية، ولكن مصر رفضت، ولم تتحرك السعودية لعدم وجود سلاح بحرية وقتها لديها، لحماية الجزيرتَيْن اللتَيْن وقعتا في منطقة حساسة خلال سنوات الحرب مع إسرائيل.

    وفي العام 1951م، أعلنت الحكومة المصرية أن الجزيرتَىْن “جزر مصرية ولابد من إخطار مصر قبل العبور منها”، وذلك لأنها حظرت مرور السفن الإسرائيلية فيها، وظل هذا الوضع قائمًا حتى العام 1957م، عندما أدت أحداث العدوان الثلاثي إلى فتح خليج العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية.

    وهنا لابد من توضيح سريع لقضية الممرات الملاحية في خليج العقبة وموضع الجزيرتَيْن فيها، فالجزيرتان تصنعان معًا ثلاثة ممرات بحرية من وإلى خليج العقبة، الأول منها يقع بين ساحل سيناء وجزيرة “تيران”، ولكنه أقرب إلى ساحل سيناء، وهو الأصلح للملاحة ويبلغ عمقه 290 مترًا، ويسمى بممر “إنتربرايز”، والثانى يقع أيضًا بين ساحل سيناء وجزيرة “تيران”، ولكن أقرب إلى الجزيرة، ويسمى بممر “جرافتون”، ويبلغ عمقه 73 مترًا، في حين يقع الثالث بين جزيرتَيْ تيران وصنافير، ويبلغ عمقه 16 مترًا فقط، وهو غير صالح للملاحة بالإطلاق.

    في العام 1954م، توجهت مصر إلى الأمم المتحدة بوثائق تتعلق باتفاقية العام 1906م، وما يثبت وجود قوات مصرية في “تيران” و”صنافير”، منذ الحرب العالمية الثانية.

    احتلت إسرائيل الجزيرتَيْن “ضمن احتلالها لشبه سيناء” – وهو ملحظ مهم للغاية؛ حيث إنه في كل مرات احتلال إسرائيل لسيناء؛ كانت تحتل الجزيرتَيْن – في العدوان الثلاثي عام 1956م.

    وفي مارس من العام 1957م، انسحبت إسرائيل “من سيناء وجزيرتَيْ “تيران” و”صنافير”” – نفس الملحظ السابق – بعد الاتفاق على وجود قوات حفظ سلام دولية فيها لضمان حرية الملاحة في مضيق تيران وخليج العقبة، وأقرت الأمم المتحدة بذلك ضمنًا بمصرية الجزيرتَيْن، ولكنها لم ترد على مذكرة سعودية اعترضت فيها الرياض على ذلك.

    كرس هذا الوضع توقيع مصر على اتفاقية البحار، التي تلزم مصر بحرية الملاحة للسفن الإسرائيلية في خليج العقبة.

    نفس الموقف تكرر في عدوان يونيو من العام 1967م، عندما أكملت إسرائيل في العاشر من يونيو 1967م، احتلال سيناء باحتلال جزيرتَيْ “تيران” و”صنافير”، وكما حدث بعد ترتيبات الدوان الثلاثي؛ فإن اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة في 26 مارس 1979م، وضع الجزيرتَيْن في إطار المنطقة (ج) المنزوعة السلاح، كامتداد لسيناء، وبقيت فيها قوات حفظ سلام دولية.

    في العام 1982م، وبعد استعادة مصر لكامل تراب سيناء عدا طابا، أصدر وزير الداخلية في ذلك الحين، اللواء حسن أبو باشا، قرارًا برقم 422 لسنة 1982م، بإنشاء نقطة شرطة مستديمة في جزيرة “تيران”، تتبع قسم شرطة سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء، ويشمل اختصاصها جزيرتَيْ “تيران” و”صنافير” (نص القرار من الجريدة الرسمية “الوقائع المصرية” في الصورة)

    وفي العام  1983م، تم إعلان الجزيرتَيْن ومنطقة رأس محمد، الحد الجنوبي للخط الفاصل بين المنطقتَيْن (ب) و(ج) في البروتوكول العسكري لاتفاقية السلام، كمحميات طبيعية، تابعة للدولة المصرية.

    وذات الوضع اعترف به تقرير الأمم المتحدة فيما يتعلق بقضية طابا، ولذلك لم تعقب مصر مباشرةً على خريطة رسمية سعودية، صدرت في العام 1989م، تظهِر الجزيرتَيْن ضمن الأراضي السعودية.

    ولكن في العام 1990م، صدر القرار الجمهوري رقم (27) لسنة 1990م، بشأن خطوط الأساس لتعيين الحدود البحرية لمصر، وضعت الجزيرتَيْن في الحيازة المصرية.

    ………….

    هذه هي باختصار قصة “تيران” و”صنافير”، فما تلا ذلك معروف في كل الأوساط، ففي العام 2010م، أصدرت المملكة مرسومًا لتحديد خطوط الأساس البحرية لها في البحر الأحمر وخليج العقبة، وفي الخليج العربي، تضمن السيادة على الجزيرتَيْن.

    على الإثر قامت القاهرة بإصدار إعلان، وضعته لدى الأمم المتحدة، ذكرت فيه أن خطوط الأساس المذكورة في المرسوم الملكي الذي صدر عن الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في ذلك الوقت، في المناطق المقابلة للساحل المصري، في مياه البحر الأحمر، شمال خط عرض 22 الذي يمثل الحدود الجنوبية لمصر، “لا يمس أو يغير في الموقف المصري في المباحثات الجارية مع الجانب السعودي لتعيين الحدود البحرية بين البلدَيْن”.

    ومن حينه، بدأت جولات المفاوضات الـ11 “السرية أو الخفية”، التي تحدث عنها بيان مجلس الوزراء المصري، بين البلدَيْن، والتي أسفرت عن اعتراف القاهرة بتبعية الجزيرتَيْن للمملكة.

    وتبقى الإشارة إلى أمرَيْن؛ الأول أن الرياض لن تغير الوضع القائم في الجزيرتَيْن؛ حيث إنه بموجب ما تسرب عن الاتفاق الجديد بين مصر والسعودية لترسيم الحدود البحرية؛ سوف تظل مصر تدير الجزيرتَيْن، نظير مليارَيْ دولار سنويًّا، وربع عائدات النفط والغاز في المناطق المتاخمة للجزيرتَيْن.

    الثاني، هو أن الاتفاق لن يصبح نافذًا إلا بعد خطوة الاستفتاء الشعبي، وإلا أصبح الاتفاق غير دستوري كما تقدم، ويمكن الطعن فيه أمام القضاء الإداري، وهو مأزق ضخم لو أجادت المعارضة المصرية توجيه الاستفتاء؛ حيث إن رفض المصريين للاتفاق؛ يعني إسقاطه؛ فكيف سوف يكون الحال فيما يتعلق بمغانم غزوة الملك سلمان الأخيرة إلى مصر؟!.. الأيام وحدها هي التي سوف تجيب إجابة وافية عن هذا السؤال الضخم الذي يساوي عشرات الريالات السعودية!

     

  • ‘فورين بوليسي: السيسي يخشى شرطته أكثر من إيطاليا’

    وأشارت المجلة إلى حادثة مقتل ريجيني، بعد اختطافه في ذكرى الثورة المصرية في 25 كانون الثاني/ يناير، ثم اكتشاف جثته في 3 شباط/ فبراير، في تضارب للادعاءات حول سبب مقتله من السلطات المصرية التي قالت إنه حادث بداية، ثم اتهمت عصابة “اختطاف أجانب”، بينما تصر السلطات الإيطالية على ضلوع الأمن المصري في مقتله.

    وفي شباط/ فبراير، قال وزير الخارجية المصرية سامح شكري لـ”فورين بوليسي” إنه من “المربك تماما” اتهام مصر بقتل ريجيني من قبل السلطات الإيطالية.

    وأرسلت مصر هذا الأسبوع وفدا إلى إيطاليا للاتفاق على كيفية تنفيذ التحقيق، الذي توقف بسبب رفض مصر لتسليم سجلات محادثات ريجيني أو تسمية مشتبه به، إلا أنها لم تنته على ما يرام، إذ إنها استدعت روما سفيرها الإيطالي في مصر ماوريزيو مساري، الجمعة.

    وقال وزير الخارجية الإيطالي إن مساري سيعود إلى إيطاليا لمناقشة كيفية “تحصيل الحقيقة حول القتل البربري لجوليو ريجيني”.

    رصاصة رحمة

    وجاء استدعاء مساري “كرصاصة رحمة أخيرة” في الأشهر الأخيرة للعلاقات الخارجية المصرية، بحسب “فورين بوليسي”، التي أشارت إلى قتل السياح المكسيكيين الـ12 بقصف مصري في أيلول/ سبتمبر الماضي، بالإضافة إلى إسقاط الطائرة الروسية على يد تنظيم الدولة فوق سيناء، والتي أدت لمقتل 224 شخصا.

    وقال إيريك تريغر، الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن عودة مساري إلى روما تمثل “ضربة قوية” لمصر، لأن الدبلوماسي الإيطالي يعتبر “مدافعا حقيقيا عن المساهمة والاستثمار في مصر”.

    وأشار تريغر إلى أن “السماح للأزمة بالتدهور بهذه الطريقة يعني أن القاهرة خسرت أكثر من سفير إيطالي، فقد خسرت صديقا”.

    فقدان سيطرة

    وأوضحت المجلة أن رغبة مصر بالتخلي عن علاقتها مع حليف دبلوماسي واقتصادي أساسي مثل إيطاليا، يظهر ضعف زعيم الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي في بلده.

    وبالنسبة لوزير الدفاع السابق، فإن مواجهة الشرطة المباشر أو اتهامها بالقتل الوحشي، الذي وصفه تريغر بأنه “تم غالبا على يد قوات الأمن”، يعني المخاطرة برد فعل من الشرطة، الذين يحتاجهم الرئيس للدفاع عنه في حال حصول انتفاضة ضده.

    وقال تريغر إن مصر هي “حكومة استبدادية تهدف للبقاء، وتواجه خطور السقوط، ما يدفعها للنظر نحو الداخل”.

    قمع جماعي

    وترافق اختفاء ريجيني وإنكار السيسي، مع قمع غير مسبوق داخل مصر على الصحفيين والناشطين الذين وثقوا حوادث الاختفاء والتعذيب.

    وكان ريجيني، نفسه، كاتبا تحت اسم وهمي للحديث عن القضايا العمالية في مصر، في حين قال تريغر إن “مصر حاولت حينها جمع مقتل ريجيني مع الدعاوى المتكررة بأنها هدف للانتقاد من المجتمع الدولي، وأنها ملتزمة بأعلى المعايير”، خصوصا في مكافحة الإرهاب.

    وأضاف أن هذا اتضح عندما قال المصريون إنه من المثير للشك ظهور جثة ريجيني في الوقت الذي زار فيه وفد إيطالي القاهرة، موضحا أن  “جزءا من الحكومة سيقدم نظرية المؤامرة، والآخرون سيقدمون نظريات أخرى”.

    واختتمت “فورين بوليسي” تقريرها بالقول إن “مصر دولة استبدادية غير كفؤة، حتى في نظرياتها حول المؤامرة”.

     

  • وسام النيل.. سرَ الجسر وإسرائي

    كتب المحلل الإسرائيلي، سمدار بيري، في صحيفة “يديعوت” أنه لا توجد إشارة شرف وممالأة لسلمان، ملك السعودية، لا تجد تعبيرا لها في زيارته إلى مصر. فالرئيس السيسي يقف في المطار، الأبسطة الحمراء، الفرق الموسيقية، العناقات، الابتسامات، ووسائل الإعلام المشجعة.

    أهلا وسهلا بك في زيارتك التاريخية إلى دولتك الثانية، أعلن الرئيس المصري الذي تطوع للمرافقة الثابتة لأيام المناسبة الخمسة.

    وعلى الفور نال الملك سلمان الوسام الأعلى “وسام النيل” المرصع بالذهب الصافي ذي المربعات الثلاثة: الأول لمن يحمي مصر، والثاني لمن يحرص على رفاهها، والثالث على من يمنح أهلها السعادة. ولم ينله قبله إلا قلة فقط: الكاتب والحاصل على جائزة نوبل نجيب محفوظ، زعيم جنوب إفريقيا نلسون مانديلا، الرئيس الراحل أنور السادات، اليزابيت ملكة بريطانيا وسلطان عُمان الذي كان الزعيم العربي الوحيد الذي أيد مصر حين وقعت على اتفاق السلام مع إسرائيل.

    وأوضح الكاتب الإسرائيلي أن علاقات الرياض – القاهرة شهدت ارتفاعات وانخفاضات منذ الإطاحة بمبارك قبل خمس سنوات. وقد عرضت عليه السعودية اللجوء السياسي الذي كان سيعفيه من الاعتقال، التحقيق والمحاكمة. وتلقى الرئيس السيسي بعد أن أطاح بالإخوان المسلمين حقنة أكسجين اقتصادية بحجم مليارات لاستقرار كرسيه. ومن المهم للسعودية الحفاظ على حليفتها. ومع ذلك، فالخلافات لم تختف: الرياض تضغط لإسقاط بشار من دمشق، مصر تتنازع مع اردوغان في تركيا وعندما أقامت السعودية تحالفا عربيا ضد إيران، أعلن السيسي بأنه يؤيده، ولكنه لن يرسل قوات عسكرية.

    تأتي زيارة الملك السعودي إلى القاهرة وهي في لحظة ضعف. فمستشارو الرئيس اوباما يوصونه بـ”إعادة التفكير” في العلاقات مع مصر، بسبب الانتهاك المستمر لحقوق المواطن و”غياب التصميم” على إقامة الديمقراطية. وفكت روسيا ارتباطها في أعقاب قضية الطائرة التي تفجرت في سيناء. ايطاليا، الحليف الاقتصادي الهام لمصر، أعادت سفيرها من القاهرة بسبب القتل الشنيع للطالب الايطالي.

    الملك سلمان، الذي وصل مع حاشية ضخمة وجاء لإنقاذ السيسي من الوضع الصعب، يقترح 17 خطة للتعاون لضخ ثلاثة إلى أربعة مليار دولار في مشاريع إعمار سيناء. وتتحدث الخطة الطموحة عن ازدهار الصحراء، بناء مصانع، جامعة أولى في الطور تسمى على اسم السعودي وتشغيل عشرات ألاف العاطلين عن العمل. وسيتعين على السيسي من جهته أن يضمن أن لا تخرب منظمات “الإرهاب” على الخطط، كما كتب.

    ولكن ذروة الزيارة، وفقا للمحلل الإسرائيلي، أعلنت فور هبوط الطائرة. فقد عاد الملك السعودي الى المبادرة التي كانت قبل 27 سنة وأعلن عن إقامة جسر بري يربط بين مصر والسعودية، وهو ربط أول بين إفريقيا وآسيا. وليس صدفة أنهما يبقيان في السر نقاط الانطلاق، في مكان ما في جنوب شرم الشيخ وفي طابوق في الصحراء السعودية. جسر بطول 15كم (20 دقيقة سفر) لنقل ملايين الحجاج إلى الأماكن المقدسة في السعودية، تسيير ناقلات النفط، استيراد وتصدير البضائع المعفية من الجمارك.

    في عصر ملوك السعودية السابقين، نجحت إسرائيل، التي خافت من أن يشوش ربط بري بين الخليج ومصر عبور القوات والعتاد العسكري، في إحباط إقامة الجسر. فبحيلة سياسية نجحت في إقناع مبارك بتجميد الخطط بدعوى أنها ستمس بالسياحة إلى سيناء. ولكن الشهادات التي انكشفت في نهاية الأسبوع تعرض صورة بشعة للشواطئ، الفنادق ومواقع الترفيه الفارغة من المستجمين.

    مصر، كما كتب، مثل السعودية، ستربح من الجسر وفقط. أما في هذه الأثناء فيسكنون عندنا. ليتساءل المحلل الإسرائيلي في الأخير: هل بفضل العلاقات من تحت الطاولة مع القاهرة والرياض، اطلعت إسرائيل على سر الجسر؟

     

  • ‘الأنظار موجهة نحو تركيا بعد مصر: لماذا ترتيب “البيت السني” الآن؟’

    فالملك سلمان، كما أشارت مصادر إعلامية، يسعى إلى لملمة الخلافات الحاليَة بين مصر وتركيا، فبعد القاهرة توجه الأنظار نحو أنقرة لمحاولة تجاوز الخصومة مع نظام السيسي استعدادا للمنازلة الكبرى، فكل الحلفاء والوكلاء سيُجندون في حرب أمريكا ضد داعش”.

    وكل هذه التسويات ومساعي التوفيق بين المتخاصمين داخل “المعسكر السني” ليست إلا تحضيرا واستعدادا لحرب الاستنزاف ضد داعش والجهاديين، وفقا لرأي متابعين.

    وأشارت مصادر إعلامية إلى أن الملك سلمان يسعى لترتيب لقاء سيجمع الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب اردوغان، إذ قد تشكل القمة الإسلامية التي تستضيفها اسطنبول في 13 من الشهر الجاري فرصة لعقده، في محاولة لتجاوز إرث الماضي القريب والتركيز على الاستعداد للقادم.

    ويبدو أن الرياض تبدي حرصا كبيرا على أن تكون العلاقة بين هذه الدول الثلاث، السعودية ومصر وتركيا، أكثر تناغما وانسجاما، إذ إن “ثمة تحديات كبيرة سيتعين عليها مواجهتها في المرحلة المقبلة حين تسلك التسوية السورية طريقها، أبرزها مواجهة الجهاديين وتنظيم داعش”، كما تحدثت مصادر إعلامية.

    ذلك أن هذه المهمّة ستناط بالدول السنية قبل سواها، وهذا ما أدركته المملكة، وفقا لرأي بعض المراقبين، فأنشأت الحلف العسكري الإسلامي الذي أجرى تمرينات ومناورات واسعة في السعودية شاركت فيها 21 دولة.

    من هنا، كما يقول مراقبون، فإن “قنوات التواصل بين الرياض والقاهرة وأنقرة يجب أن تبقى مفتوحة، حتى إذا حلّت ساعة الصفر لانتقال قوات الحلف إلى الميدان السوري، كانت جاهزة وعلى مستوى متقدم من التنسيق، علما أن أزمات المنطقة وملفي مواجهة الإرهاب والحلف الإسلامي، ستحضر كلها في مباحثات القمة الإسلامية”.

    فهذا “ليس هذا وقت الخصومة، ومن كانت له قضية خلافية مع آخر فليؤجلها أو ليتجاوزها، فساعة الصفر قربت ولا مجال لأي تصدع في الجبهة العسكرية ضد داعش”.

    وذكرت مصادر إعلامية أن “مسعى العاهل السعودي يأتي عشية انطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة في جنيف، وقد سبقتها أيضا مشاركة وزير الخارجية الأميركية جون كيري في اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي في المنامة ووصوله المفاجئ إلى العراق وزيارة للمبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، إلى روسيا، حيث طلب من موسكو الضغط على النظام للحضور إلى جنيف وعدم التذرع بالانتخابات التشريعية التي تجري في 13 أبريل، لا سيما أنها تعرقل الحل ولا تسهله، والهدف من هذه الحركة تثبيت وقف إطلاق النار تمهيدا لإطلاق المرحلة الانتقالية والحل السياسي”.

    وفي حين تتهم المعارضة قوات النظام وحلفائه بخرق الهدنة ومحاولة تحقيق تقدم على الأرض تعزز موقفها التفاوضي في جنيف، يقول متابعون إن واشنطن وموسكو أيضا لن تقبلا بدخول النظام والمعارضة إلى جنيف بسقف عال وبشروط، ذلك أن جلوس الطرفين إلى الطاولة منهكين ضروري لنجاح المفاوضات.

    كما أشارت مصادر إلى أن الانسحاب الروسي الجزئي من سوريا دفع إيران لإعادة انتشارها الميداني في سوريا الانتشار، فعاودت إرسال قوات قتالية إلى الجبهات وليس مستشارين فقط، حيث تكثف عملياتها، خصوصا في حلب اليوم، إلى جانب قوات النظام لتحسين المواقع على الأرض، وهدف طهران حجز موقع لها في التسوية المنتظرة، بعد أن أُبعدت، قليلا، عن دائرة القرار بدخول موسكو إلى المنطقة.

    تحدث مراقبون ومحللون أن زيارة الملك سلمان إلى مصر وما صاحبها من الإعلان عن مشروعات وتمويل واستثمارات لها أبعاد إقليمية لا تقل أهمية عن الجوانب المحلية.

      

  • ‘“السلام المصري الإسرائيلي” ينقل مشاكل الجزر للسعودية .. كيف ستتعامل الرياض مع كامب ديفيد؟’

    محمد الشبراوي-

    أزمة كبيرة كما يراها مراقبون دبلوماسيون ستواجه الرياض عقب نقل السيادة على جزيرتي “تيران” وصنافير” من مصر للسعودية، بسبب ارتباط “تيران” باتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية، ما سيطرد الرياض للتعامل مع اتفاقية كامب ديفيد واسرائيل فعليا، برغم أنها لا تقيم علاقات دبلوماسية معها.

    وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حاول أن يحسم هذا الامر خلال لقاؤه مع الصحفيين بمقر السفارة السعودية الاحد 10 أبريل بقوله إن “السعودية لن تنسق مع إسرائيل بشأن الجزيرتين بعد انتقال السيادة عليهما لبلاده”.

    ولكن الوزير السعودي عاد ليؤكد في الوقت ذاته “التزام بلاده بكل الاتفاقيات الدولية التي أبرمتها مصر بشأن الجزيرتين، ومنها اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين القاهرة وتل أبيب”، ما يثير لبس حول كيفية الالتزام بالاتفاقية وهي مع اسرائيل، وفي الوقت نفسه عدم التنسيق مع اسرائيل؟

    هنا يأتي دور الوسيط الامريكي (المحتمل) بين الرياض وتل ابيب باعتبار أن أمريكا عضو في القوة الدولية لحفظ السلام ولها قوات في تيران، ولكن إعلان أمريكا مؤخرا تفكيرها في سحب قواتها من حفظ السلام يثير تساؤلات حول كيف ستنسق الرياض مع تل ابيب لو غاب الامريكان؟

    الخبير السياسي المصري “محمد سيف الدولة” يقول أن تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية بموجب اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الموقعة بينهما، معناه أن تصبح السعودية في هذه الحالة شريكا في الترتيبات الامنية في اتفاقيات كامب ديفيد مع مصر واسرائيل الواردة في الملحق الأمني بالمعاهدة”.

    ويتساءل “سيف الدولة” الخبير في شئون الصراع العربي الاسرائيلي، “هل ستنسق السعودية مع اسرائيل في جزيرة تيران بموجب هذا الاتفاق؟”.

    ويقول الخبير المصري أن “تخضع مصر وفقا لترتيبات الملحق الأمني بمعاهدة السلام المصرية الاسرائيلية المشهورة باسم اتفاقيات كامب ديفيد، الى العديد من القيود العسكرية والامنية، ومن اهمها وجود قوات اجنبية لا تخضع للأمم المتحدة تحت ادارة امريكية، في سيناء لمراقبة القوات المصرية ومدى التزامها ببنود المعاهدة، من حيث عدد القوات المصرية وعتادها المسموح بها لمصر وفقا للمعاهدة في المناطق الثلاثة (ا) و (ب) و(ج)”.

    قوات حفظ السلام في تيران

    ويشير “سيف الدولة” إلى تمركز هذه القوات في قاعدتين عسكريتين واحدة في الجورة بشمال سيناء والثانية في شرم الشيخ في الجنوب، بالإضافة الى جزيرة تيران، لمراقبة حرية الملاحة للسفن الاسرائيلية، هذا بالإضافة الى 30 نقطة مراقبة اخري.

    ويضيف: “تنازل السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، سيجعل السعودية التي لا تعترف بإسرائيل حتى الان على المستوى الرسمي ولم توقع معها معاهدات سلام، طرفا فعليا في الترتيبات الامنية المصرية الاسرائيلية الخاضعة لمراقبة الامريكان وقوات متعددة الجنسية MFO”.

    ويتابع: “وهو ما قد يفتح الباب لتنسيق امنى وعسكري بين السعودية واسرائيل، وقد يكون ـ والله اعلم ـ بوابة لإقامة علاقات رسمية بينهما لأول مرة”، بحسب قوله، وهو ما نفاه “الجبير” لاحقا.

    ولكن مصادر دبلوماسية عربية بالقاهرة فضلت عدم ذكر اسمها، تقول إنه “بعودة تبعية الجزيرتين للسيادة السعودية، فلن يكون لأي طرف الحق في تأمينها، سوى الجانب السعودي، ما يعني مُغادرة القوات الدولية للجزيرة”.

    ويقول الدكتور نايف الشافعي مؤسسة موسوعة المعرفة، المقيم في امريكا، أنه “لا مصر ولا السعودية يستطيعا أن يطآ تيران، فهي في حوذه القوة متعددة الجنسيات تطبيقا لمعاهدة السلام”.

    ويضيف في تغريدات على حسابه على تويتر أن “انسحاب أمريكا من قوات حفظ السلام بسيناء (وضمنها جزيرة تيران)، الذي أشارت له مصادر امريكية مؤخرا معناه أن تتنازل مصر عن الحق في تيران فيصبح المضيق دوليا، تمهيدا لترتيب أمني للمرور فيه.

    هل تغادر القوات الدولية تيران؟

    يذكر أن الجزيرتان جزء من «المنطقة ج»، والمُحددة في معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، كمكان لتواجد قوات حفظ السلام الدولي.

    وكانت قد تشكل قوة متعددة الجنسيات، برعاية أمريكية ـ مصرية ـ إسرائيلية قوامها حوالي 1900 جندي، من 11 دولة، لضمان التزام كلا الطرفين بالمعاهدة، وبناءً عليه، تواجدت القوات الدولية في سيناء، مع فتح نقطة مراقبة دولية تابعة لها في جزيرة تيران، تحت اسم OP 3 -11

    وقبل صدور البيان المصري بالاعتراف بملكية الجزيرتين للسعودية، قال اللواء “محمود خلف” الخبير العسكري والاستراتيجي، على موقعه فيس بوك أن جزيرتي تيران وصنافير، هما في الأصل أراضٍ سعودية، وتنازلت عنها لمصر في عام 1949 إبان حرب فلسطين، ثم احتلتها إسرائيل في حرب يونيو1967، وتسلمتها مصر عقب اتفاقية السلام وأصبحت تابعة للمنطقة “ج” في سيناء.

    أيضا أكد الدكتور جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات صحفية، أن السعودية تنازلت عن إدارة تلك الجزر لمصر أثناء الحرب بين إسرائيل والعرب، وسمحت المملكة بتواجد قوات مصرية عليها أثناء الحرب، ومنذ ذلك الوقت وتلك الجزر تحت السيطرة المصرية، ولذلك أيا ما كان وضع هذه الجزر بعد ترسيم الحدود فهو غير ضار على مصر لأن تلك الجزر سعودية في الأساس.

    ولكن اللواء عبد المنعم سعيد، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق، قال في مداخلة هاتفية ببرنامج «حضرة المواطن» المذاع على قناة «العاصمة» مساء السبت، أن ما تردد على أنهما جزيرتين سعوديتين «غير صحيح»، موضحا أن وجود حراسة مصرية عليهم يثبت ملكيتهم لمصر.

    وتكمن أهمية جزيرة تيران في تحكمها بمضيق تيران لكونها تطل عليه، إلى جانب منطقة شرم الشيخ في السواحل الشرقية لسيناء، ورأس حميد في السواحل الغربية لتبوك في السعودية، كما أن للجزيرتين أهمية استراتيجية كونهما تتحكمان في حركة الملاحة الدولية من خليج العقبة، حيث تقعان عند مصب الخليج، الأمر الذي يمكنهما من غلق الملاحة في اتجاه خليج العقبة.

    ويبقي السؤال: هل نقلت مصر مشاكل اتفاقية السلام بينها وبين اسرائيل، في “تيران” للسعودية بتنازلها عن السيادة لها؟ وكيف ستتعامل الرياض مستقبلا مع الوضع الجديد؟

  • تيران وصنافير.. هل تهددان حكم السيسي وتخلقان “حركة تمرد2″؟

    سعد عبدالمجيد –

    أثار إعلان نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ترسيم الحدود مع السعودية، وإقراره بملكية جزيرتي تيران وصنافير على البحر الأحمر للجانب السعودي، انتقادات معارضين مصريين، من بينهم مسؤولين بارزين وبرلمانيين سابقين.

    ولوحظ أن حملة الغضب شملت المتحالفين مع السيسي في انقلاب 3 يوليه أو ما من يسمون “تحالف 30 يونية”، وأن الامر تطور من النقد الي اتهامه بالخيانة وبيع الارض، ورفع قضايا امام المحاكم، وجمع توكيلات – علي غرار ما فعلته حركة “تمرد” ضد الرئيس مرسي – للمحامين لكي يرفعوا قضايا علي السيسي.

    البداية كانت من جماعة الاخوان التي اصدرت بيانا بعنوان: “ماذا تبقى ليضيعه السيسي؟” أكدوا فيه أنه “لا يحق لأحد التفريط في مقدرات وثروات الشعب المصري مقابل حفنة من الأموال أو دعم سياسات القتل والاعتقالات والانتهاكات والإخفاء القسري والقتل خارج إطار القانون”.

    صباحي يطالب بسحب التوقيع

    ودعا المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، عبد الفتاح السيسي والملك سلمان بن عبد العزيز إلى “سحب توقيعهما واعتبار اتفاقية ترسيم الحدود البحرية كأن لم تكن”، ملمحا لأن توقيع السيسي هو “إذعان تحت وطأة الحاجة”.

    وأضاف أنه “لا يحق لرئيس الجمهورية التنازل طبقا للمادتين الأولى و151 من الدستور وخصوصا فقرتها الأخيرة: (وفي جميع الأحوال لا يجوز إبرام أية معاهدة تخالف أحكام الدستور، أو يترتب عليها التنازل عن أي جزء من إقليم الدولة)”.

    وقال إن “التنازل عن أي جزء من إقليم الدولة باطل بموجب الدستور، حتى لو وافق البرلمان بكامل أعضائه أو أجرى استفتاء وجاءت نتيجته بالموافقة، ‏لا البرلمان ينفع ولا الاستفتاء يشفع إزاء الباطل الدستوري”.

    وتابع المرشح الرئاسي السابق: “جزيرتي تيران وصنافير جزء لا يتجزأ من إقليم الدولة المصرية بموجب اتفاقية اول أكتوبر 1906 بين الدولة العلية العثمانية ومصر الخديوية”.

    وكتب صباحي عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، اليوم الأحد، يقول إن “الدولة المصرية تمارس سيادتها على إقليمها بما فيه الجزيرتين دون انقطاع حتى في تحولات الصراع العربي الصهيوني وما صاحبه من احتلال واتفاقيات وضعت الجزيرتين ضمن المنطقة (ج) في كامب ديفيد في تأكيد دولي لملكية وسيادة مصر عليهما”.

    ورأى صباحي أنه “لكي نجنب مصر أزمة دستورية هي في غنى عنها ونتجنب أزمة في علاقات الأخوة والجوار مع الأشقاء في العربية السعودية التي نحرص عليها، فإنني أدعو السيسي والملك سلمان، إلى سحب توقيعهما واعتبار اتفاقية ترسيم الحدود البحرية كأن لم تكن صونا للحقوق واتقاء للشبهات”.

    وقال: “لا يليق بالسعودية أن تضع نفسها في موضع شبهة استغلال حاجة مصر، ولا يليق بمصر أن تقبل على نفسها شبهة الإذعان تحت وطأة الحاجة”.

    #جزر تيران وصنافير جزء لا يتجزء من إقليم الدولة المصرية بموجب اتفاقية اول أكتوبر 1906 بين الدولة العلية العثمانية ومصر …

    Posted by Hamdeen Sabahy on Saturday, April 9, 2016

    دعاوي قضائية

    وقد سعي عدد من الحامين لرفع قضايا أمام المحاكم المصرية متعللين بمخالفة الاتفاقية للدستور المصري، حيث أقام المحامي خالد علي دعوى قضائية، أمام محكمة القضاء الإداري، الأحد، لإلغاء قرار إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والإبقاء على جزيرتي تيران وصنافير بخليج العقبة خاضعتين للسيادة المصرية.

    اعتبرت الدعوى القرار خرقاً جسيماً للمادة الأولى من الدستور المصري على ان الدولة ذات سيادة موحدة ولا تقبل التجزئة ولا ينزل عن شيء منها، وكذلك المادة 151 التي تنص على أنه لا يجوز ابرام أي معاهده تخالف أحكام الدستور.

    ودعا “خالد علي” المرشح الرئاسي السابق لتحويل غضب التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير من الإدانة والشجب فقط إلى مطلب شعبي واضح، مقترحا “تعليق التوقيعات والتصديقات لحين عرض الأمر على استفتاء شعبي استنادا لنص المادة 151 من الدستور”.

    ودعا طارق العوضي، المحامي بالنقض، مدير مركز دعم دولة القانون، المواطنين، لتحرير توكيلات له ضد قرار بيع الأرض المصرية للسعودية، مشيرًا إلى أنه سيقوم بتحريك القضية خلال يومين.

    وقال العوضي على فيسبوك: “أمامكم اليوم وغدا فقط”، وتابع: “لمن يريد رفع دعاوى باسمه ضد قرار بيع الأرض المصرية للسعودية سرعة تحرير توكيل في القضايا.. الاسم: طارق محمد العوضي، المحامي بالنقض، والعنوان: ٣٦ امتداد ولي العهد/حدائق القبة/القاهرة”.

    وطالب “العوضي” نقيب المحامين ونقباء الفرعيات، وكل محامي حر بوقف بيع أرض مصر، مؤكدا أنه سيتقدم بلاغ لإلغاء اتفاقية الجزر ولابد من استفتاء شعبي، بحسب تعبيره.

    وأكد المحامي طارق العوضي للمذيع وائل الابراشى: “هرفع قضية على “السيسى” لأنه باع الجزر المصرية للسعودية، ولأنهم أرض مصرية وسالت عليها دماء مصرية، بحسب تعبيره.

    كذلك أعلن المحامي لدى ‏المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية‏‏، “مالك عدلي” وزملاء له، رفع قضية ضد السيسي لبيعه أرض مصر وأكد جمع توكيلات لهذا.

    ‫وكتب “عدلي” على حسابه علي فيس بوك يقول إن “قرار التخلي عن أرض مصرية لدولة أخري بدون اتباع الإجراءات الدستورية والقانونية ينتهك بشكل واضح المادة 21 من الميثاق الأفريقي .. ان شاء الله هقاضي الحكومة أمام اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب”.

    ونوه نشطاء لأن مصر اعتمدت في قضية طابا على خريطة نعوم باشا لعام 1906 مشيرين لأن نفس الخريطة اعتبرت تيران وصنافير أرضي مصرية وبالتالي فالتنازل عنهما يلغي “مصرية” طابا، ويجعلها اسرائيلية!.

    من لا يملك الشرعية باع الارض

    أيضا أعلن مسؤولون بارزون وبرلمانيون سابقون، رفضهم لكافة الاتفاقيات التي أبرمها النظام المصري الحالي، وعلى رأسها “الترسيم الحدودي مع السعودية”.

    وقالوا في بيان مشترك، إنهم يؤكدون رفضهم القاطع لـ “كافة الاتفاقيات التي يُبرمها النظام غير الشرعي في البلاد والتي تتضمن تنازلا عن حقوق تاريخية في المياه، أو الأراضي، أو الأجواء، أو إدارة المطارات، أو الثروات، أو الاختصاص القضائي، والسيادي للبلاد”.

    ووقع على البيان: ثروت نافع (برلماني سابق)، وسيف عبد الفتاح (مستشار سابق للرئيس محمد مرسي)، وعبد الرحمن يوسف (كاتب صحفي)، وجمال حشمت (برلماني سابق)، وحاتم عزام (برلماني سابق)، وعمرو دراج (وزير سابق)، وطارق الزمر (رئيس حزب البناء والتنمية)، وأيمن نور (مرشح رئاسي سابق)، وإيهاب شيحة (رئيس حزب الأصالة)، ويحيى حامد (مساعد الرئيس محمد مرسي)، ومحمد محسوب (وزير سابق).

    قال اللواء مختار قنديل، الخبير الاستراتيجي والعسكري، إن المملكة العربية السعودية طلبت في الماضي من القوات المسلحة المصرية تأمين جزيرتي صنافير وتيران، ومازال هناك بعض القوات المصرية تؤمنها، موضحًا أنه بعد إنشاء جسر الملك سلمان سيستدعي ذلك وجود قوات سعودية أو مصرية لتأمين الكوبري.

    وأضاف قنديل، خلال مداخلة هاتفية في برنامج ” أنا مصر”، على شاشة التليفزيون المصري، أن هذا الكوبري سيسمح بمرور السفن من أسفله دون أدنى مشاكل ويعد طفرة في العلاقات بين المشرق والمغرب العربي، كما أن الجزيرة ليس بها أي موارد وستكون عبء على من يتولى حمايتها والدفاع عنها.

    الدستور يبطل موافقة السيسي

    ووصف الدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والمملكة العربية السعودية بأنها “باطلة”.

     وقال عبر حسابه “تويتر”: “اتفاقيات باطلة بنص المادة 151 من الدستور، يجب الدعوة للاستفتاء على معاهدات تتعلق بالسيادة، ولا يجوز إبرام أية معاهدة للتنازل عن أي جزء من إقليم الدولة”.

    أبو الفتوح: الخلاف لصالح اسرائيل

    وقال الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، أن تيران وصنافير هما جزيرتان مصريتان، وأنه لن يستفيد أحد من العبث بحدود مصر الشرقية إلا الصهاينة – بحسب قوله.

    وكتب أبو الفتوح عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” الأحد:” لن يستفيد من العبث بحدود مصر الشرقية إلا الصهاينة، تيران وصنافير مصرية، مضيق تيران مصري 100% ولن يكون مضيقا دوليا، أم الرشراش أرض مصرية محتلة”.

    يبيعوا أرضنا ويتهمونا بالخيانة

    وانتقد الناشط السياسي، شادي الغزالي حرب، اتفاقية ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية، وقال في تغريده عبر حسابه الشخصي علي “تويتر”: “الأرض اللي دفعنا ثمنها دم مش من حق حد يفرط فيها ولو بأموال الدنيا كلها “، وتابع: “بيبيعوا أرضنا و يتهمونا إحنا بالخيانة والعمالة.. حقارة”.

    وانتقد المدون الناشط السياسي، وائل عباس، اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر مع السعودية، وقال عبر “تويتر”: “عهد السيسي شفنا فيه نوع جديد تمامًا من الوطنية! الوطنية اللي بتبرر التنازل عن التراب الوطني علشان القائد ما يطلعش غلطان!! ولسه ياما هانشوف “.

    كما سخرت الناقدة السينمائية ماجدة خير الله، من اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر مع السعودية، وقالت في تدوينه عبر صفحتها على “فيس بوك”: “شكلنا كده حانسلم الاجيال القادمة مصر على المحارة، بعد ما حنبيع كل اللى فيها وهم بقى يبقوا يتصرفوا”.

    وتابعت: “المنافقين عديموا الضمير، بيتفانوا في إثبات أن جزيرة تيران مش مصرية ومن حق السعودية؟؟ طب لو هي حق السعودية، بتدفع فيها مليارات ليه؟؟ هو إحنا دفعنا فلوس عشان نسترد طابا ؟؟ الضمير تآكل عند البعض “.

    التنازل عن الارض..وطنية!

    وقال الدكتور حازم حسني الأستاذ بكلية الاقتصاد جامعة القاهرة أن مجرد أن تتجرأ الدولة السعودية على مطالبة مصر بجزرتي تيران وصنافير، ورضوخ مصر السهل لهذه المطالبة “وكأننا نتنازل عن كارت شحن موبايل، يبين إلى أي درك انحدرت الدولة المصرية”.

    وأضاف “حسني”: “يتحدثون عن أن المجتمع المدني يتآمر على أمننا القومي، بالطبع سيطالبنا “الوطنيون” الجدد بإثبات ولائنا للوطن بالاصطفاف الأعمى وراء السيد الرئيس، مهللين لعبقرية قراره “الحكيم والعبقري” بالتنازل عن جزر المضايق الاستراتيجية للدولة السعودية!.

    وأوضح حسني في بيان له: “إذا كانت هذه الوطنية من جانب النظام فإننا نحمد الله أن وقانا إياها”، وأضاف: “هذا ويتحدثون عن ان المجتمع المدني يتآمر على أمننا القومي”؟!.

    “عواد باع أرضه”

    ودشن مغردون على موقع التدوين المصغر “تويتر”، هاشتاج “عواد باع أرض”، بعد قرار ضم جزيرتي “تيران وصنافير” إلى المملكة العربية السعودية.

     واحتل الهاشتاج الذي يحمل اسم أغنية من الفلكور الشعبي، صدارة قائمة تويتر مصر، بينما احتل المركز الثالث على مستوى العالم.

    وسخر الإعلامي باسم يوسف، من اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر مع المملكة العربية السعودية، وقال في تدوينه مقتضبة عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “الاتفاق إنك كنت تبيع نفسك مش تبيع جزرك يا باشا “.

    وبحسب الدستور المصري، فإن اتفاقية ترسيم الحدود التي وقعت عليه مصر والسعودية، يجب أن تعرض عبر مجلس النواب الذي يهيمن عليه أغلبية تؤيد النظام المصري، من أجل المناقشة والتصديق أو الرفض.

    قرار التخلي عن أرض مصرية لدولة أخري بدون اتباع الإجراءات الدستورية والقانونية دا بينتهك بشكل واضح المادة 21 من الميثاق ا…

    Posted by Malek Adly on Saturday, April 9, 2016

    هل يتم تعديل مناهج التعليم؟

    وجدل ثار بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والمهتمين بالشأن السياسي والجغرافي والتاريخي، حول تبعية جزيرتي “صنافير وتيران”، في مناهج التعليم المصرية وهل ستضطر الحكومة لتغيير المناهج.

    وتعليقًا على ذلك، قال الإعلامي الساخر باسم يوسف، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “ماتنسوش تغيروا كتب التاريخ في المدارس علشان الطلبة ماتتصدمش”.

    وسادت حالة من الارتباك داخل ديوان وزارة التربية والتعليم، بعد بيان رئاسة الوزراء عن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، ووقوع الجزيرتين داخل المياه الإقليمية للمملكة.

    وقال مصدر مسؤول بمركز تطوير المناهج الدراسية، إن تعديل المنهج والجزء الخاص بالجزيرتين في انتظار تعليمات الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، بعد تلقيه تعليمات من رئيس الوزراء.

    وتضمن كتاب الدراسات للصف السادس الابتدائي للعام الدراسي 2015-2016 درسا بعنوان «البيئة الساحلية في مصر»، وتضمن الجزر الساحلية بالبحر الأحمر في صفحة 23، وبينها جزيرتا «تيران وصنافير»، كأهم الجزر المصرية، ويستخدمها السكان كمراكز للصيد والسياحة.

    وشارك نشطاء وسياسيين مصريين في الجدال بنشر خرائط حول الجزيرتين ليؤكدوا أنهما مصريتين وأن السيسي باع ارضه.

    عن الموقع من نحن؟ تواصل معنا

    القائمة البريدية

    تم الحفظ بنجاح

    X