‘“داعشية” الأزمنة المقبلة!’

جبر الشوفي ما زلنا نبحث عن الركائز الفكرية لـ “الأيديولوجيا الداعشية”، في بطون الكتب الفقهية القائمة، بحسبان أنّ صلاحية الفكر وصحته المطلقة من الوجهة الشرعية، قد وضعت في زمن السلف الصالح سقفًا نهائيًا للتفكير، أو بوصفه يُمثّل جبروت العقل الكلي، حيث يقتصر دور العقل الفقهي الجزئي التابع على الشرح والتعليل لأحكام الشريعة، وتفسير مغازيها السامية، وبذا يغدو كل اجتهاد أو …

‘الإسلام والليبرالية السياسية: إقامة الحد على التطرف الإسلامي هي جسر اللقاء’

مناف الحمد ليس التوفيق بين الليبرالية السياسية والإسلام غاية سهلة التحقيق؛ فالمعوقات التي تقف في وجه اللقاء أعقد مما يتصوره بعضهم. ونحن إذ نتحدث عن الليبرالية السياسية، فإن لنا قصدًا من وصف الليبرالية بهذا الوصف؛ لأن فرقًا كبيرًا بين الليبرالية مطلقةً، والليبرالية موصوفة بالسياسية؛ يكمن في أن الأولى -وهي ما اصطلح على تسميتها بـ”الليبرالية الشاملة”- تضع مفهومًا معينًا للشخصية الأخلاقية، …

أزمة العقلانية إسلاميًا

أحمد الرمح القرآن الكريم اعتمد منهجًا عقلانيًا جدًا عندما رفض التقليد في الإيمان؛ وطرح مبدأ علميًا عقلانيًا، وهو (استدل ثم اعتقد)، ونرى ذلك جليًا في قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ}. (محمد:19) هنا نجد النص القرآني يتحرش بالعقل البشري، ويدفعه نحو البحث العقلي؛ ولا يريد منه أن يستسلم؛ حتى في العقيدة؛ بل ربما يمكننا القول بأن القرآن يريد …

تجلّي الإصلاح الدينيّ الوهابي في الإسلام السياسيّ

رياض درار يمكن لنا التأسيس للإسلام السياسي مع حركة محمد بن عبد الوهّاب التي دعت إلى الإصلاح الدينيّ. لكنها قادت حروبًا لمواجهة العثمانيّين، بعد تحالفها مع آل سعود، عامدة إلى إعادةِ تعريف التوحيد، ومواجهةِ الشرك المتمثّل في الكهانةِ والسحر والتضرع للقبور والتوسل بالأولياء واستحكامِ الخرافات. وكان هذا حال الحركة البروتستانتية، فهي أبطلت غفران الذنوب والتجارة ببيع الثواب والسعادة الأخروية، وأبطلت …

‘الإسلام والديمقراطية: تليين صلابة المبدأ المركزي، وتوزيعه’

مناف الحمد يتمحور الفكر الإسلامي حول عقيدة التوحيد، التي تمثل ناظمًا للحياة في جميع أبعادها، وهو مبدأ مركزي لا قبل لذوي هذا الفكر بالخروج عن فلكه مهما حاولوا؛ لأن في الخروج عن فلكه انسلاخًا عن المنظومة كلها. وليس بدعًا القول إن هذا المبدأ المركزي عقبة كأداء في طريق الديمقراطية؛ لأن أحد أكثر تعريفاتها تعبيرًا عن فحواها هو أنها مكان للغياب: …

عسكرة العقل المسلم

أحمد الرمح الصراع على الإسلام كان الحاضن الشرعي لثقافة الطائفية والتخندق والانشقاق؛ هذا الصراع بات حصان طروادة الذي جعل الخارج يدخل من خلاله أوطاننا، مستعمرًا لها وناهبًا لخيراتها؛ إذ جاء الاستعمار الغربي بعد أن ورثنا من استبداد عثماني قاسٍ؛ لم يبقِ فينا أيَّ روح للحياة أو نَفَسٍ للإبداع، وبما أننا كنا في مرحلة ضعف شديد، أوَّلنا نصوصًا قرآنية؛ واختلقنا نصوصًا …

إصلاح أم تجديد دينيّ

رياض درار ما الفارق بين الإصلاح الدينيّ والتجديد الدينيّ؟ التجديد هو: إعادة الشيء بعدما خلق وبلي إلى ما كان عليه أول الأمر وهو بالمعنى الشرعي: إحياء ما اندرس من معالم الدين، وانطمس من أحكام الشريعة. ويرى المسطرون لمعنى التجديد أنه قد يكون متمثلًا في رجل أوعلم من أعلام المسلمين ويضربون مثلًا بالفقهاء الأربعة مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل …

ضرورة تخليص ابن تيمية من المتطفلين والمتطرفين!

مناف الحمد لا شك في أن ابن تيمية ظلّ من ظلال الحركات السلفية المعاصرة في الماضي، ومرجعية أساسية من مرجعياتها، في الحاضر، والمنتمون إلى هذه الحركات يتخذون من فتاويه مستندًا لجلّ أفعالهم. فباستحضارهم اسمه وفتاويه باستمرار، قد منحوا بعض المتطفلين على عالم الفكر ذريعةً؛ لمهاجمة منهاجه الفكري، وسببًا؛ للمطالبة بتجاوزه. ليس الأمر -بتمحيصه- غريبًا؛ فالأولون لا يعرفون منه إلا فتاويه …

الصراع على الإسلام

أحمد الرمح من أخطائنا -كمسلمين- أننا جعلنا من أنفسنا أوصياء على البشرية، ندعوها بالقهر لا بالحكمة، وكأنها قاصرة، ونحن وحدنا من يملك الرشد؛ حتى جعلنا الله -سبحانه وتعالى- لنا -وحدنا- وخصمًا لكل البشرية، علمًا أن أول تعريف عرّف الله به نفسه في القرآن الكريم أنه رب للعالمين، لقد جعلنا من الله -سبحانه- زعيمًا دينيًا لنا وحدنا؛ تخلى عن الآخرين؛ وخلقهم …

نوح… طوفان الثورة والخلاص

أيمن مراد فكرة الخلاص فكرة قديمة قدم الحياة، تناولها الفكر الإنساني منذ القدم، وتبنتها الأديان كمبدأ أساسي من أسس أو مبادئ الإيمان، وقد اختلفت الأديان والمعتقدات حول فكرة الخلاص وطرقه، لكن قاسمًا مشتركًا يجمع بين هذه الأديان والمعتقدات، مفاده أن الخلاص فردي (فكل نفس بما كسبت رهينة)، وأن طريق الخلاص الوحيد هو إرضاء الخالق، أو عدم إغضابه (اتقائه أو تقواه) …