on
كما نازحو حلب… 150 ألف نازح من درعا يواجهون مصيراً مجهولاً
إياس العمر:
تسبب تقدم قوات النظام وميليشياته وسيطرتها على مدن في محافظة درعا، والغارات الروسية اليومية التي تستهدف مدن وبلدات المحافظة، بنزوح قرابة 150 ألفاً من أبناء المحافظة.
وساهمت الحملة الروسية على الجنوب السوري والمستمرة من الثامن والعشرين من كانون الأول/ديسمبر، في موجات جديدة من النزوح في محافظة درعا.
يأتي ذلك بعد توقفت موجات النزوح في الجنوب السوري باتجاه الحدود الأردنية منذ منتصف عام 2013، وانخفضت أعداد النازحين، وذلك بعد توقف تمدد قوات النظام وسيطرة مقاتلي الجيش الحر على معظم بلدات ومدن محافظتي درعا والقنيطرة.
وقال الناشط هاني العمري لـ “ ” إن موجة النزوح الجديدة بدأت مع بداية العدوان الروسي المرافق لتقدم قوات النظام وميليشياته باتجاه مدينة الشيخ مسكين، ما أدى إلى نزح ما يقارب من 15 ألفاً من سكان المدينة، وبعدها وبسبب القصف الروسي نزح سكان بلدة ابطع في ريف درعا بشكل كامل.
كما أشار إلى أن موجة النزوح انتقلت إلى مدينة نوى أكبر التجمعات السكنية في المحافظة والتي يسيطر عليها الثوار، ونزح عنها آلاف المدنيين بسبب قصف الطيران الروسي اليومي، وخلال الأيام الماضية وبسبب العدوان الروسي نزح معظم سكان مدينة داعل، وأمس استهدفت الطائرات الروسية بأكثر من عشرين غارات جوية مدينة طفس ما أدى إلى نزوح معظم سكان المدينة.
وأكد أن وضع السكان في ريف المحافظة الشرقي لم يكن أفضل حال من غيره، فبسبب قصف الطيران الروسي نزح سكان بلدات علما والصورة والغارية الغربية والغارية الشرقية بشكل كامل، فوصل مجمل عدد النازحين في المحافظة إلى قرابة 150 ألف نسمة، وبشكل يومي تتوسع رقعة القصف التي يستهدفها الطيران الروسي، فأصبحت عشرة مدن وبلدات في المحافظة خالية تماماً من السكان.
بدوره، الناشط في المجال الإغاثي محمد القاسم أكد ـ “ ” أن سكان المدن والبلدات في محافظة درعا ينزحون بسبب القصف المستمر إلى أقرب منطقة تشهد وضعاً مستقراً، ولكن الطيران الروسي الذي لم يترك مدينة ولا بلدة تخضع لسيطرة الثوار في المحافظة غلا وقصفها، يؤدي إلى نزوحهم من جديد مع السكان الأصلين.
وأشار إلى أنه في حال استمر الوضع على حاله فخلال الأيام المقبلة سوف يرى العالم مشهداً مشابهاً لمشهد الحدود السورية التركية، على الحدود الأردنية في الجنوب، وتكدس لآلاف اللاجئين بانتظار السماح لهم بالدخول إلى الأردن، وذلك بسبب توسيع الطيران الروسي لرقعة القصف بشكل يومي، واستهداف المرافق الأساسية للسكان وبالأخص النقاط الطبية، حيث قام بتدمير عدد من النقاط الطبية في مدن الشيخ مسكين ونوى، وكذلك الحال في بلدة ابطع.
وأكد أن هناك عشرات آلاف النازحين يبيتون في العراء اليوم، وعلى العالم تحمل مسؤولياته قبل تفاقم الأزمة، وناشد الأردن إلى عدم إغلاق حدودها في وجه اللاجئين السورين، والذين باتوا يخافون من تكرار سيناريو مضايا في بلداتهم.