بطاقة ذهاب بلا عودة “One way Ticket”
14 أغسطس، 2015
مخرز دوت كوم-
باختصار نقولها بالعامية (روحا بلا رجعة)، هو الاعلان الرئيسي الذي يتصدر معظم مكاتب السفر في ساحة الحجار وشارع البريد بدمشق. فبعد تدهور القطاع السياحي ليقتصر على الحربي أو الاعلاني منه (سياحة لميليشات و مصورين و ممثلين) في الأراضي المحررة والمحتلة بآن واحد ، أصبحت التجارة بالانسان السوري هي الأربح على الاطلاق. يقولها أحد المهربين بكل وقاحة 5000$ (ع الراس)، وكأنه يتكلم عن رأس قرنبيط أو رأس غنم، ويقول آخر في منطقة معارضة (تهريبة النفق بتكلف كذا $)، فتجار الحروب متساوون بالإساءة إلى الانسان السوري أينما وجد ، ويسيئون إلى قضية الثورة السورية بشكل خاص.
ولضرورة فهم الواقع علينا بالعودة إلى الماضي لنرى تركز العمل السياحي في محافظات رئيسية وقد يقول البعض أن ذلك طبيعياً، لكن يبدو أنه كان ممنهجاً حيث تظهر دراسات المكتب المركزي للاحصاء للعام 2009 أن عدد نزلاء الفنادق في سورية توزع على المحافظات السورية كالتالي “الصورة”
إذا لم يتخذ النظام أية إجراءات لتحسين واقع السياحة الداخلية والخارجية بل اقتصر على تعزيز السياحة الدينية في الخفاء وهنا نخص السياح الايرانيين الذين ما زالو يقيمون مزارات جديدة لرأس الحسين في كل بقعة يرغبون باحتلالها. بعض المشاريع التي أسماها النظام بالضخمة بداية العام 2010 ولم تكلل بالانتهاء منها كمشروع فندق ياسمين روتانا الواقع على اتوتستراد المزة في دمشق.
كان لشركات السفر والطيران الدور الأكبر في الترويج للسياحة السورية، والتي تتخذ من شارع الحجاز في العاصمة دمشق مركزاً حيوياً لها ، فبين كل مكتب سياحة وآخر يوجد مكتب سياحة ، لكن هل هي ترويج للسياحة أم (للتطفيش من البلد)
إعلانات كثيرة وعروض مغرية يقدمها العديد من مكاتب السياحة والسفر في دمشق من ضمنها (ضمان دخول الأراضي اللبنانية من قبل الأمن العام اللبناني)، هذا الأمن الذي أذل السوريين على الحدود، ليس انتقاماً من النظام الفاشي في دمشق، بل متآمراً معه ضد من استنفذ من السوريين فرص البقاء في سورية أو تخلى عما كان يحلم به في هذا البلد.
مرميةٌ على الطريق، هذه حال ستاندات الاعلانات السياحية في شوارع دمشق، ترفع صوتها عالياً بين الناس… (روحوا سافروا ولا عاد ترجعوا …فالرحلة ذهاب فقط).
من يقف وراء هذا الحشد من المكاتب؟ من يدير هذه الشبكات علناً تحت أعين النظام .. ومن ينسق ما بين سورية ولبنان وتركية .. لكي تنطلق هذه الرحلة التي سوف تنتهي في دولة لجوء ما أو في أحد سجون اليونان أو بلغاريا.. أو في البحر الأبيض المتوسط.. أنها تجارة بالانسان السوري تحت رعاية النظام. منظومة يتبعها الفاشيون في اقتصاديات الحروب .