أكثر من ألف سوري يوقعون على بيان يستنكر الصمت الدولي عن المجازر التي يرتكبها النظام

ميكروسيريا

أصدرت مجموعة من السوريين المستقلين بياناً يدين الجرائم التي يرتكبها النظام السوري ويدين الصمت الدولي الذي يمنح هذا النظام المجرم غطاء لارتكاب مزيد من جرائم الإبادة، كالتي حدثت في دوما يوم الأحد السادس عشر من آب، وفي سوق الخضار في إدلب فضلاً عن الحصار المريع لريف دمشق والزبداني، حيث يصعد النظام قصفه للشعب السوري، وقد تضاعفت أعداد الشهداء والقتلى والجرحى والمعوقين والنازحين والمشردين ، ولم يقدم المجتمع الدولي أي حل عملي لإيقاف هذا العدوان غير المسبوق تاريخياً حيث يقوم جيش البلاد بهدمها وتدميرها وقتل الشعب الذي تأسس الجيش للدفاع عنه أصلاً .

وقد وقع على البيان أكثر من ألف سوري من رجال السياسة والفكر والثقافة والأدب والفن والتعليم ومن قيادات الحراك الشعبي المدني، ومن المواطنين السوريين عامة .

فيما يلي نص البيان:    

نحن السوريين المفجوعين الموقعين على هذا البيان نعلن رفضنا واستغرابنا للصمت العربي والدولي إزاء المجازر اليومية التي ترتكب ضد شعبنا وبخاصة ما حدث اليوم والأمس في دوما والزبداني وإدلب ودرعا وفي كل المناطق التي يقتل فيها مواطنون سوريون مدنيون ببراميل الحقد وصواريخ الإبادة، ويستخدم فيها النظام السوري المجرم أسلحة محرمة دولياً ، وقد فهم أو أراد أن يفهم أن هذا الصمت موافقة عربية وإسلامية ، وإجازة دولية على إذلال الشعب السوري وإنهاكه بفواجع لم تعرف لها البشرية مثيلاً حيث لم يحدث أن قام جيش وطني بإبادة شعبه كما يحدث في سورية منذ خمس سنوات وإلى اليوم ، وقد تجاوز عدد الشهداء والقتلى والمعتقلين والمفقودين مليون إنسان جلّهم نساء وأطفال ، فضلاً عن مئات الآلاف من الجرحى و المعوقين ، وعن ملايين النازحين و اللاجئين والمشردين في أصقاع الأرض.

 إننا نطلب من معارضتنا الوطنية العسكرية والسياسية أن تتوحد جهودها لمقاومة هذا الطغيان بكل ما تملك من وسائل ، ونطلب منها بإصرار مقاطعة وتعليق المشاركة في كل المؤتمرات واللقاءات الدولية التي بتنا نراها غير مجدية لأنها تدور في حلقات مفرغة ، ما لم تواكبها مواقف عملية حازمة تعلن رفض هذا الإجرام الممنهج، وتعمل بجد لإيقافه ،ونحن نحمل إيران وحزب الله وروسيا مسؤولية المشاركة المتعمدة و المعلنة في قتل شعبنا وإبادته ، كما نحمل أصدقاء سورية وكل الهيئات العربية والدولية وبخاصة الجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة والمنظمات الإسلامية مسؤولية أخلاقية وإنسانية وندعوهم للعمل بجدية أكبر لإيقاف نزيف الدم المراق ظلماً وعدواناً ، ونحن ندرك أن العالم لايعجز عن إيقاف مجرم يقتل شعباً يفترض أنه شعبه على مدى خمس سنين متباهياً بانتصاره ، إلا أن يكون ثمة من يريدون أن يروا سورية مدمرة وخارجة من التاريخ ، وأن يروا طوفان الدم يغرقها ، متجاهلين أن هذا الطوفان سيمتد ويغرق الجميع ، وهم يرون أن صمتهم على مدى السنتين الأولين، أنجب إرهاباً بات يقلق العالم كله ، وإن كان أحد يريد مكافحة الإرهاب حقاً فليبدأ بمكافحة الإرهاب الذي يمارسه النظام الذي دفع الشعب إلى السلاح ليدافع عن نفسه أمام جبروت ما سمي بالحل الأمني بعد أن صبر طويلاً في ثورته السلمية ، إن النظام السوري هو الذي تسبب في إثارة العنف المضاد حتى أوصل بعضه إلى التطرف الإرهابي كي يحول الأنظار عن إرهابه ، فظهر تنظيم داعش الإجرامي الذي ارتكب جرائم كبرى ضد شعبنا. إننا ندعو الإنسانية كلها إلى موقف يجنبها العار الذي يلحق بالصامتين المتفرجين على دماء الأطفال السوريين وعلى أشلاء شعب لم يفعل شيئاً يلام عليه ، فقد طلب الحرية والكرامة ولم يتوقع أن يصمت العالم أمام فاجعته ، وأن يمنح قاتله إجازة دولية بقتله.

وندعو كل شرفاء العالم للتظاهر في كل العواصم والمدن للمطالبة بإيقاف هذه المجازر وإحالة هؤلاء المجرمين إلى المحاكم ، ولمساعدة السوريين على العودة آمنين إلى وطنهم ، وبناء دولة الحرية والكرامة . أما آن لشلال الدم أن يتوقف ؟ أما آن للضمائر أن تصحو وأن تهتز أمام عذابات شعب يباد على مرأى البشرية كلها ؟ أنقول أنقذونا من المجرمين الذين استباحوا كل قيم الإنسانية أم نقول أنقذونا من صمتكم الذي يقتلنا ؟؟

الموقعون