في الغوطة.. ماذا فعل أحد قادة الدفاع المدني لما رأى ساق ابنه مبتورة؟
26 آب (أغسطس - أوت)، 2015
ما أن انتهى من عمله حتى وقعت مجزرةٌ أخرى في سقبا، وما إن وصل إلى هناك وبدأ عمله المعتاد؛ فوجئ بطفله بين المصابين
غداف راجح: سراج برس
هناك.. حيث يكتب الألم فصولاً جديدة على أرض السوريين، يحدث ما لا أذنٌ سمعت ولا عينٌ رأت ولا خطر على قلب بشر، يحدث أن يترك الأب ابنه مضرجاً بدمائه لينقل مصاباً آخر إلى المشفى، وهو الذي فقد قبل ذلك طفلاً آخر بقصف طائرات الأسد.
يروي ناشطون من غوطة دمشق إحدى القصص التي دارت على ذلك التراب، فبعد أن عاد أبو هيثم وهو أحد قادة فرق الدفاع المدني السوري في ريف دمشق إلى منزله بعد أكثر من 18 ساعة عمل متواصل في إخلاء العالقين تحت الأنقاض؛ وإنقاذ الجرحى ودفن الشهداء بعد القصف الوحشي على مدينة دوما، وما إن وصل إلى منزله في مدينة حمورية بالغوطة الشرقية؛ حتى سبقته طائرات إلى مدينة كفر بطنا ليبدأ من جديد عمليات إسعاف الجرحى ونقل الشهداء وإخلاء المصابين من تحت الأنقاض.
وما أن انتهى من عمله حتى وقعت مجزرةٌ أخرى في سقبا، وما إن وصل إلى هناك وبدأ عمله المعتاد؛ فوجئ بطفله بين المصابين وقد بترت ساقه، وهنا يروي الشهود الحديث الذي أدلى به أبو هيثم وهو يشاهد ابنه بين المصابين حيث قال لأحد زملائه: “اسعفولي ابني وأنا لح وصل الشهداء وبجي لعندكم”، وانطلق في عمله تاركاً طفله ينزف بين أيدي المسعفين.
ويؤكد ناشطون من الغوطة الشرقية أنّ أبو هيثم فقد طفله الصغير خلال مجزرة في كفربطنا منذ حوالي شهرين بعد أن استهدف طيران الأسد السوق الشعبي في المدينة والتي راح ضحيتها العشرات من المدنيين.
على أرض الشام يحدث أن يدفع الفقراء المحاصرون ثمن حريّة شعبٍ بأكمله خرج على استبداد مجموعة من اللصوص الصعاليك الذي تسللوا في عتمة التاريخ ليصلوا لحكم حاضرة الأمويين منذ قرابة نص قرن من الزمن، وبانتظار الفرج يواصل السوريون دفع دمائهم ثمناً للحرية.