تغريدة على تويتر تتسبب بقيام أنصار رئيس النظام السوري، باتهام النائب اللبناني والزعيم الدرزي وليد جنبلاط بالعمل على تنفيذ “مخطط إرهابي” في مدينة السويداء السورية، والتي تعد معقلا للطائفة الدرزية في سوريا، والتي شهدت أخيراً اغتيال الشيخ الدرزي المعارض للنظام السوري، وحيد البلعوس، يوم الجمعة الماضي، بالإضافة إلى مقتل عشرات الأشخاص في التفجيرين اللذين قضى البلعوس في واحد منهما.

وكان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، قد نشر تغريدة بتاريخ 31 أغسطس الماضي، ليس فيها أي كلمة مكتوبة، بل كانت التغريدة عبارة عن رسوم ورموز وصور وأشكال، هي موجودة أصلاً ضمن كل أنظمة التواصل الاجتماعي المكتوب، تعبيراً عن حالة الشخص الذي يقوم بالتغريد أو المحادثة أو كتابة الرسالة، وسوى ذلك.

ومصدر الاتهام الذي وجه إلى جنبلاط، هو من طريق ضابط أمني سابق عمل في إدارة المخابرات العامة، وكان سفيراً للنظام السوري لدى الأردن، اللواء بهجت سليمان، الذي أبعده الأردن عن أرضه، باعتباره شخصاً غير مرغوب فيه. فقام ابن اللواء بالتعليق على تلك التغريدة القديمة، خصوصاً أنه عجز عن تفسير محتواها الترفيهي الطريف، فاعتبر وجود أقنعة ورموز وصور في تغريدة جنبلاط بأنها: “رموز متفق عليها مع عملائه في السويداء لبدء تنفيذ المخطط”.

يكاد الجاني أن يقول خذوني .. حتى شارلوك هولمز لايمتلك هذه المخيلة
ما يعني، “تستظرف” مصادر، بأن الاتهام موجه إلى مئات الملايين من الناس، بالاشتراك في التفجير، لأنهم سبق لهم ونشروا ذات الصور والرموز. بل هناك مخاوف من أن يكون “لتوم آند جيري أو سكوبي دو” يد في إعطاء التعليمات “للبدء بالمؤامرة” كما عبّر ظرفاء يسخرون من “مدى انهيار نظام الأسد الذي بات مرعوباً حتى من أفلام الكرتون ورموز التراسل البصرية”.

الاتهام أثار سخرية شديدة، خصوصاً أن أنصار النظام السوري لهم “سوابق” في “هرطقات جنائية” كما قال معلق. فيعلم مشاهدو قناة “العربية” أنه قد تم اتهام نشرتها الخاصة بالطقس والمناخ، سابقاً “بأنها إرشاد للمسلحين في المناطق السورية” حيث ضحك السوريون “وانقلبوا على أعقابهم” من شدة الضحك على “هذا الحس الأمني الذي لم يتخيله حتى شارلوك هولمز” في عز شهرته الخيالية.

وألمح معارض سوري إلى أن لجوء النظام إلى اتهام نشرات الطقس وتغريدات لزعماء محليين، قد يتحول “اتهاماً حتى إلى أغاني الأطفال وأفلام الكرتون والدراجات الهوائية والبالونات وأراجيح العيد”. منهياً سخريته من الأسد: “هم على حق. فالجميع بات يكره بشاراً، حتى دمى الأطفال وبقايا الآيس كريم على ثيابهم”!

وأكدت مصادر سورية معارضة أن اغتيال الشيخ البلعوس، أحد أشرس معارضي الأسد في معقل الطائفة الدرزية محافظة السويداء، لا يخدم إلا سياسة النظام السوري، الذي “تخلّص بهذا الاغتيال من معارض كبير يمتلك مصداقية كبيرة في الطائفة الدرزية والشارع السوري”. وأن ما تبقى من “أنصار للأسد” في محافظة السويداء “سينقلبون عليه بعدما أدركوا أن رئيس النظام لم يوفر، عن قصد، حتى أبسط أساليب الحماية للشيخ الدرزي الذي قضى في التفجير”.

هذا إذا لم يقم هو نفسه – أي الأسد- “بإعطاء الأوامر المباشرة لقتل معارضه الدرزي الشرس” كما قتل هو “وأبوه أي معارض لنظامهما” سواء في سوريا أو لبنان. كما ختمت تصريحات سورية معارضة، ليل أمس. وأن أنباء القبض على المتهم بالتفجير “غريبة غرابة اتهام نشرة الطقس” وأنه حتى لو صح ذلك الخبر “فهذا لا يبرئ النظام الذي تهاون عن عمد بحماية معارض شرس له”. لأن “سحب الحماية” لا يختلف، جوهرياً، عن “القيام بالتفجير” كما أكدت مصادر متابعة مختلفة.