ناشطون سوريون يطالبون ديمستورا بإعادة الكيماوي لبشار الأسد لأنه أرحم!!


unnamed (2)

يوسف البستاني: ميكروسيريا

وجه ناشطون في الثورة السورية رسالة ساخرة من الحلول والمبادرات التي اقترحها المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا، للحل السياسي في سوريا، حيث طالبوه فيها بالسعي لاستصدار قرار أممي لإعادة الأسلحة الكيماوية لقوات النظام التي يقودها بشار الأسد لأن الموت فيها أرحم من الموت بالبراميل المتفجرة.

وقال مطلقو المبادرة لـ”ميكروسيريا”  إنهم سوريون، من داخل البلد وخارجه، لديهم مبادرة سياسية دولية يمكن أن تكون مدخلا إلى إنهاء الأزمة السورية، واصفين مبادرتهم بالبسيطة والواقعية، وتتلخص بالعمل على استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بإعادة الأسلحة الكيماوية للنظام، لاستخدامها ضد خصومه، مقابل أن يمتنع عن استخدام البراميل المتفجرة، التي قد تحول أجساد ضحاياها إلى أشلاء.

فالسلاح الكمياوي، برأيهم، يقتل دون آلام رهيبة يعانيها المصابون، ودون مناظر رهيبة، فلا رؤوس مبتورة ولا أذرع مقطوعة ولا بطون مفتوحة ولا أرجل مرمية بعيدا عن أجساد أصحابها ولا أشلاء مختلطة بالدم والتراب، ولا دماء تغطي الأجساد المحطمة وتلوث الجدران والأراضي.

وتابع الناشطون الساخرون بأن استخدام بشار الأسد للأسلحة الكيماوية كفيل بأن يضع حداً سريعاً للأزمة في سوريا، من خلال قضائه على جميع معارضيه، وبالتالي توقف آلة الحرب في البلاد.

وهذا النص الكامل للمبادرة المقترحة على المبعوث الأممي من قبل بعض ناشطي الثورة في سوريا:

السيد ستيفان ديمستورا المحترم

نحن سوريون، من داخل بلدنا وخارجه، نود أن نحيطكم علما بأننا بلورنا مبادرة سياسية دولية يمكن أن تكون مدخلا إلى إنهاء الأزمة السورية التي لا شك في أنها تؤرق ضميركم وضمير العالم المتحضر منذ أربع سنوات ونصف.

مبادرتنا بسيطة وواقعية في آن، ويمكن تلخيصها في عبارة واحدة: السارين مقابل البراميل! وما نأمله منكم، السيد المبعوث الدولي، هو أن تعملوا على استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بإعادة الأسلحة الكيماوية إلى السلطات السورية برئاسة السيد بشار الأسد، وأن يقضي القرار الأممي بأن السيد بشار يستخدم أسلحة الدمار الشامل هذه حصرا في مواجهة خصومه والمتمردين على حكمه، مقابل أن يمتنع عن استخدام البراميل المتفجرة.

وتعلمون، السيد المبعوث، أن سياسيي أميركا وروسيا اتفقوا في أيلول من عام 2013 على أن يسلم السيد بشار الأسد ترسانته من الأسلحة الكيماوية مقابل ألا يتعرض لعقاب على استخدامها، منتهكا خطا أحمر أميركيا. تعلمون أيضا أن السيد بشار كان قد استخدم شيئا من أسلحته تلك، متسببا بقتل نحو 1500 من محكوميه في غوطة دمشق فجر يوم 21 آب 2013. ومنذ ذلك الاتفاق الأميركي الروسي، اضطر السيد بشار إلى التوسع في استخدام البراميل المتفجرة وسلاح الطيران، الأمر الذي تسبب بدمار مهول في مدن وأحياء وبلدات سورية كثيرة، فضلا عن عشرات الضحايا كل يوم. وبناء على تجربة عامين نرى أن سحب السلاح الكيماوي من يد السيد بشار كان خطأ دوليا كبيرا، وأن الرجوع عنه فضيلة.

السيد ديمستورا، نؤكد لكم أن من شأن صدور قرار أممي يستجيب لهذه المبادرة أن يشكل انعطافا مهما في الأزمة السورية.

فأولا، إن السلاح الكمياوي لا يدمر الأبنية السكنية والمرافق العامة، والأحياء والبلدات، ولا يعيد مدنا بكاملها إلى عصر ما قبل الزجاج، وهو بذلك اقتصادي ومستقبلي، يقلل من تكاليف إعادة البناء، ويرتب أعباء أقل على الأجيال القادمة التي لا شك لدينا أنها تشغل موقعا متقدما من اهتمامكم الشخصي واهتمامات الهيئات الأممية التي تمثلون.

ثانيا، إن السلاح الكمياوي يقتل دون آلام رهيبة يعاينها المصابون، ودون مناظر رهيبة، فلا رؤوس مبتورة ولا أذرع مقطوعة ولا بطون مفتوحة ولا أرجل مرمية بعيدا عن أجساد أصحابها ولا أشلاء مختلطة بالدم والتراب، ولا دماء تغطي الأجساد المحطمة وتلوث الجدران والأراضي. وهذا يصون كرامة الجسد الإنساني الذي هو، وأنتم معلمو الإنسانية، مكون جوهري للكرامة الإنسانية. ثم إن في ذلك ما يحمي المشاعر المرهفة للرأي العام العالمي الذي أرهقته وقضت مضجعه صور الموت الفظيع القادمة من بلد السوريين.

ثالثا، إذا أعطي السيد بشار تفويضا كافيا، وليكن مثلا حتى 21 آب 2016، فربما تحقق قواته تقدما على حساب المتمردين وتنهي الأزمة وتعيد الاستقرار العزيز إلى هذه المنطقة الاستراتيجية المهمة من العالم. صحيح أن ذلك ربما يتسبب بقتل مئات ألوف السوريين، لكنهم ميتون في كل حال، إن لم يكن البراميل فاختناقا في الشاحنات المغلقة أو غرقا في البحر. ثم أن الاستقرار يستحق الضحايا والتضحيات مثلما سبق للسيدة مادلين أولبرايت قبل 17 عاما أن رأت، بكل صحو العقل والسياسة، أن حصار نظام صدام يستحق موت نصف مليون طفل عراقي. نحن، في مبادرتنا هنا، نستند بقوة إلى هذا السابقة العظيمة، المرتبطة بدورها بسابقة النفط مقابل الغذاء التي أقرها مجلس الأمن قبل نحو عقدين. وتعلمون بلا ريب أن السياسة الواقعية تقضي بوجوب اختصار الزمن هو الأمر المهم في الأزمات الخطيرة.   

رابعا، تعبيرا عن الحس الإنساني، لا شك أنكم، ومجلس الأمن، تتفهمون أن يحاول السوريون المضروبون بالسارين أن ينقذوا أكثر ما يمكن من المصابين. ونطمئنكم أن كلفة ذلك متواضعة، وأن التدرب على الإسعاف ومعالجة المصابين سهل نسبيا، وأنه يمكن بتسهيلات محدودة إقامة ورش تصنع كمامات واقية معقولة. ندعوكم لذلك إلى تضمين مشروع قرار مجلس الأمن تسهيل وصول الأتروبين ولأدرينالين وبعض المواد اللازمة لصنع الكمامات إلى المناطق المقصوفة. ولعل مما يمكن أن يشجع المجلس على ذلك أن العمليات الجراحية التي تتسبب بها البراميل والصواريخ الفراغية تحتاج إلى أدوية ومعدات كثيرة، وإلى كهرباء وأطباء جراحين، وأن كل عملية تستغرق ساعات، وقد لا تكلل بالنجاح، وأن الجرحى ينتظرون كثيرا، ويكثر أن يموتوا وهم ينتظرون دورهم في التدخل الجراحي.

لذلك ندعو أن يلح القرار على هذا البند الفرعي، وأن يعطيه اسمه خاصا للبرهان على أهميته: الأتروبين مقابل السارين!

صدقاً، السيد المبعوث، إن البراميل سلاح تدمير أكثر شمولا من السارين، وإننا نطلب السارين مقابل البراميل كي نرى دمارا أقل في بلدنا. وهذا هو دافعنا أصلا وراء هذه المبادرة. ونحن نثق أن مجلس الأمن قادر، كدأبه دوماً، على المزج الذكي بين الواقعية السياسية والحس الإنساني، بين تقصير مدة الصراع وإن بكلفة بشرية عالية مؤسفة وبين إنقاذ بعض المصابين وتخفيف الآلام البشرية.       

السيد ديمستورا المحترم نقترح عليكم، كجزء لا يتجزأ من المبادرة، ومن باب العدالة والتوازن، أن يتضمن قرار مجلس الأمن إيفاد خبراء من الشركات الألمانية المختصة من أجل تحسين فاعلية السارين المستخدم، وأن تجري الاستفادة من العلاقات الأميركية الإيرانية المتحسنة لتطوير مستوى المنصات والصواريخ المستخدمة من حيث الإصابة والفاعلية، ويمكن للبلدين الاتفاق على تخصيص قسم من الأموال الإيرانية المفرج عنها لهذا الغرض، بما يمثل خطوة إضافية نحو تحمل طهران مسؤولياتها الدولية، وتقدما في انخراطها في مجتمع الأمم المسؤولة.  

نقترح أيضا أن تكون كل الولايات المتحدة وروسيا وإيران كفلاء لهذه المبادرة، لكون الأولى أبرز أصدقاء الشعب السوري وأقواهم، ولما هو معلوم من أن روسيا وإيران وسيطين نزيهين في أية محادثات تخص الأزمة السورية. ومن شأن مشاركة إسرائيل في كفالة تنفيذ المبادرة أن تعزز بقوة فرص نجاحها وتطابقها مع الشرعية الدولية. وليس هناك من يجهل دور الدول الأربعة في رعاية السلم والاستقرار الدولي.

أخبار سوريا ميكرو سيريا