‘بيان حزب الشعب الديموقراطي في سورية: لا للاحتلال الروسي.. لا للعودة لتسويق الأسد’

29 سبتمبر، 2015

بيان

من حزب الشعب الديموقراطي في سورية

لا للاحتلال الروسي.. لا للعودة لتسويق الأسد

لم تتغيّر السياسة الروسية تجاه الثورة السورية منذ بدايتها في آذار 2011 حتى الآن، ومازالت هذه السياسة تتبنى موقف الأسد وقواته وتغض الطرف عن ماترتكبه من قتل وتدمير وتهجير، بل ساهمت بمد هذه القوات بالسلاح والذخيرة والعتاد والخبراء بالإضافة للدعم السياسي والإعلامي والاقتصادي.

كأن ” احتلال ” الأسد وزبانيته لبلادنا٬ ليس كافياً٬ بعد أن قتل مئات الآلاف وشرّد الملايين٬ كما كان يحصل في غزوات المغول  القديمة لأرضنا!

وكأن ” الاحتلال ” الإيراني لبلادنا أيضاً٬ ليس كافياً بدوره٬ بعد أن استجلب معه كل أشكال الميليشيات الطائفية بشراستها وحقدها٬ وعاث في بلادنا قتلاً وفساداً٬ ثم عمل على التهجير والإحلال والتغيير الديموغرافي!

ليجيء ” احتلال ” جديد من الشمال٬ من روسيا٬ بقواته وطائراته ومدرعاته وصواريخه٬ ليحطَّ الرحال في أرضنا٬ ويشرع بتأسيس قواعد جديدة له إضافة إلى تلك القديمة٬ ويتمركز خصوصاً في منطقة الساحل العزيزة على قلب كل سوري، ليعزز بذلك من مخاوف شعبنا من التقسيم٬ ومن تكريس الطائفية إلى دركٍ لا قيامة منه ولا خروج.

لقد جاء هذا التطور الكبير إنقاذاً للنظام الحليف وخوفاً عليه من الانهيار والهزيمة٬ في وقت تثبت فيه قوى الثورة أنها قادرة٬ وهي تحت الحصار وقطع الدعم٬ على تحقيق النجاحات على الأرض٬ بعزيمة غير مسبوقة وتصميم على النصر.

وجاء أيضاً لإقامة رأس جسر دائم لروسيا في شرق المتوسط٬ في إطار صراعاتها وأزماتها مع العالم٬ من أوكرانيا إلى غير مكان.

ومع الاندفاعة الراهنة نحو إيجاد حل سياسي لما يسمونه ” الأزمة السورية “٬ وتطورات خطة المبعوث الدولي الجديدة٬ التي لاح في الأفق توجُّهٌ دولي وإقليمي يتنازع الحصص والنفوذ٬ أرادت حكومة بوتين أن تفرض أمراً واقعاً يضاعف من حصتها في الحلِّ ومردودها السياسي والاستراتيجي. وربما أرادت أن تقول أيضاً أنها ” المعلم وصاحبة القرار في سورية ” وليس إيران بالنسبة للنظام السوري٬ حفاظاً عليه أو وراثة لتركته٬ التي يحسبون أنّ ليس من صاحب لها ولا رقيب عليها.

إنّ حزبنا – حزب الشعب الديموقراطي – إذ يقف بكل قوة أمام هذا الاحتلال الجديد ويدعو إلى مقاومته بكل الوسائل٬ يلاحظ تهاون من يسمون أنفسهم ” أصدقاء سورية “٬ بل تراجعهم أيضاً عن أطروحاتهم٬ حيث يتسابقون في هذه الأيام إلى تطمين الأسد بأنّ له دوراً في الحل أو في المرحلة الانتقالية التي ستنجم عن الخطط التي يروِّج لها السيد دي ميستورا وفريقه٬ والتي تتعارض في الجوهر مع بيان جنيف 1 وكذلك مع قرار مجلس الأمن رقم 2118 الذي تبنّاه٬ وأكد على أنّ الحل السياسي يبدأ بتشكيل هيئة الحكم الانتقالي  ” كاملة الصلاحيات “٬ والتي لا تفسير لها إلا بأنّ الأسد لا وجود له إلى جوارها.

إننا نستنكر كل المحاولات الجارية لإعادة تسويق بشار الأسد وزمرته القاتلة٬ ونطالب بحقنا من التضامن والدعم٬ ذاك الذي يفرضه القانون الإنساني الدولي٬ بما في ذلك رفع الغطاء عن منع كشف الأدلة على جرائم النظام ضد الإنسانية٬ وفتح الطريق لتقديم المجرمين إلى العدالة الدولية.

وفي حين نستنكر الحشد الروسي في بلادنا، وانتهاكه المباشر لسيادتها الوطنية٬ وغير المباشر لوحدة أراضيها٬ فإننا نتوجه إلى شعبنا وثوارنا٬ ليعلنوها غضبة متجددة ومزدوجة على الاستبداد المجرم ومقاومة شعبية في وجه القوة الروسية الغاشمة وإرهاب ” داعش ” وكل قوة أجنبية أخرى على أرض سورية.

الخلود لشهدائنا

الحرية لأسرانا

وعاشت سورية حرة أبيَّة

  28 أيلول 2015

الهيئة القيادية المؤقتة لحزب الشعب الديموقراطي في سورية

أخبار سوريا ميكرو سيريا