لاستخدامهم كدروع بشرية… النظام يجبر أهالي قريةٍ في السويداء على العودة لمنازلهم


unnamed (2)

ميكروسيريا

عملت قوات النظام منذ عام 2013، على تهجير أهلي القرى التي تسيطر عليها في الجنوب السوري، وخاصة القرى ذات الموقع الاستراتيجي، ولكن في الآونة الأخيرة اتبعت سياسة جديدة ترغم الأهالي فيها على العودة إلى قراهم، لتستخدمهم كدروع بشرية في حربها مع الثوار.

فعلى عكس ما تنتهجه قوات النظام في تهجير أهالي القرى الاستراتيجية التي تسيطر عليها، فقد حاولت هذه القوات إجبار أهالي قرية “الدارة” في ريف السويداء الغربي، والمتاخمة لجبهات القتال في درعا، على العودة إلى منازلهم تحت التهديد بمصادرة ممتلكات من يرفض العودة.

وأكد أحد أهالي البلدة لـ “ميكروسيريا”، أنه عندما سيطر الثوار على اللواء (52)، قامت قوات النظام المنسحبة من اللواء بالتمركز في بلدة “الدارة” في ريف محافظة السويداء الغربي، وهجّرت أهالي القرية الذين ينقسمون بين “بدو” و”مسيحية”، وعملت على جعل البلدة ثكنة عسكرية، وكانت وضعت منذ بداية الأحداث حواجز على مداخل ومخارج البلدة، كونها تؤمن خط الإمداد الوحيد للواء (52)، ولموقعها الاستراتيجي بين اللواء ومطار “الثعلة العسكري”، وبعد سيطرة الثوار على اللواء وهجومهم على مطار “الثعلة”، زادت قوات النظام والميلشيات من التحصينات في بلدة “الدارة”، وطالبت الأهالي بالعودة، وأخبرتهم أنها ستقوم بتسوية أوضاعهم، وإن كل شخص يرفض العودة ستقوم بمصادرة ممتلكاته، وعلى إثره عاد عدد من الأهالي إلى القرية بالفعل.

وأضاف بأن قوات النظام تريد تكرار تجربة عاصفة الجنوب، من خلال استخدام الأهالي كدروع بشرية، وذلك بعد نجاح تجربته في مركز محافظة درعا، وذلك تحسباً لأي هجوم محتمل من قبل الثوار على البلدة، وأن التجارب أثبتت أن البلدات الخالية من المدنيين، تكون أهدافاً أسهل للثوار، مقارنة مع البلدات الخالية من السكان.

وأكد المصدر بأن البلدات التي تقوم قوات النظام بطرد الأهالي منها، تزداد فيها نسبة انتساب الشباب لفصائل الجيش الحر، وهناك عامل لا يمكن تجاهله أيضاً، وهو التوتر في محافظة السويداء بين النظام وأهالي السويداء، فالنظام يريد استقطاب الأهالي وخاصة “البدو” منهم، استعداداً لأي تطور محتمل بالمحافظة، والتي تشهد توتراً بعد اغتيال الشيخ “وحيد البلعوس” واختفاء رئيس اللجنة الأمنية “شبلي جنود “، كل ذلك دفع النظام إلى إجبار الأهالي على العودة إلى قراهم الواقعة تحت سيطرته.

حالات معاكسة تماماً نشهدها في ريف درعا، ففي منتصف العام 2013، بعد سيطرة قوات النظام على بلدة “خربة غزالة”، ذات الموقع الاستراتيجي على طريق (دمشق-الأردن)، عملت على تهجير أهالي البلدة ومنعتهم من العودة إليها بشكل قطعي، رغم محاولات الأهالي المتكررة للتوسط لدى أجهزة النظام الأمنية، وكانت الأجهزة تشترط على الأهالي الانخراط في اللجان الشعبية مقابل العودة إلى منازلهم.

ولم يتوقف الحال عند بلدة “خربة غزالة”، بل تعداها ليشمل بلدة “نامر” الواقعة على الأوتوستراد والقريبة من مدينة “إزرع” أهم قلاع النظام في حوران، وبلدة “قرفا” مسقط رأس اللواء “رستم غزالي”، والمعقل الرئيس لمليشيا حزب الله اللبناني، وبعدها قامت قوات النظام بتهجير أهالي بلدة “المليحة الغربية” القريبة من اللواء (52) بهدف تأمين الحماية للواء، ومنعت الأهالي من العودة حتى تاريخ سيطرة الثوار على البلدة مطلع شهر حزيران-يونيو الماضي، كما شمل التهجير بلدة “رخم” ذات الأغلبية المسيحية، والقريبة أيضاً من اللواء (52).

أخبار سوريا ميكرو سيريا