تفاهمات طفيفة وخلافات وبين واشنطن وموسكو حول تدخل الأخيرة في سوريا


اسطنبول – ميكروسيريا

توقع وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر، أن الولايات المتحدة قد تتوصل إلى اتفاق قريباً مع الجيش الروسي بشأن بروتوكولات السلامة في الأجواء السورية، مع سعي البلدين لتفادي الاشتباكات العارضة في الوقت الذي يشنان فيه ضربات جوية هناك.

وقال كارتر في مؤتمر صحفي في بوسطن “محادثاتنا هناك احترافية للغاية، وإيجابية جداً وأتوقع أن تفضي إلى اتفاق قريبا جداً”، مؤكداً أن الجولة التالية من المحادثات بين الجيشين الأمريكي والروسي ستعقد اليوم الأربعاء.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت إنها ستعقد مؤتمرا عبر دوائر الفيديو مع مسؤولين عسكريين أمريكيين في 14 من أكتوبر تشرين الأول لبحث الطلعات الجوية فوق سوريا.

وعلى الرغم من هذا التفاهم بين وزارتي الدفاع الروسيو وأميركية، حذر الجيش الأمريكي من أن طائرات أمريكية وروسية اقتربت من بعضها فوق سوريا، حتى باتت في نطاق التعرف البصري، مضيفاً أن الحادث يسلط الضوء على الحاجة إلى بروتوكولات للسلامة الجوية مع تنفيذ البلدين ضربات جوية في سوريا.

وقال الكولونيل ستيف وارين المتحدث باسم الحملة العسكرية التي يقودها الجيش الأمريكي، في بيان لوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، إن الطائرات كانت على بعد أميال من بعضها بعضاً يوم السبت، وهو نفس اليوم الذي عقد فيه الجيشان الأمريكي والروسي محادثات بشأن بورتوكولات السلامة، لافتاً إلى أن طواقم الطائرات من البلدين تصرفوا باحترافية.

وشن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش” 11 ضربة جوية ضد التنظيم في العراق وثلاث ضربات في سوريا، استهدفت مواقع في العراق قرب الرمادي، ودمرت ستة مبان تابعة لتنظيم “داعش”، ونقطتين للقيادة والتحكم وخمسة مواقع قتالية، كما نفذت الضربات الجوية الأخرى قرب الموصل وبيجي وسنجار وتلعفر، إضافة إلى ضربتين في سوريا نفذتا قرب البوكمال ودير الزور واستهدفتا نقاط تجميع للنفط الخام. اما الضربة الثالثة فكانت قرب الحول ودمرت موقعا قتاليا ومركبتين.

وفي ذات الوقت نقلت وزارة انترفاكس الروسية للأنباء عن ممثل لوزارة الدفاع قوله إن السلاح الجوي الروسي نفذ 88 طلعة جوية في سوريا وأصاب 86 هدفا لتنظيم “داعش”، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، مشيراً إلى أن الاهداف كانت في الرقة وحماة وادلب واللاذقية وحلب

وفي هذا السياق عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن عدم رضاه عن اقتصار النقاش مع الأميركيين على الجوانب العسكرية في سوريا لتفادي الصدام، وأعرب عن استعداده لإرسال “وفد كبير برئاسة مدفيديف مهمته تقريب وجهات النظر والبحث عن تسوية في سوريا”.

غير أن بوتين وجّه انتقاداً شديداً للغربيين بسبب موقفهم من سوريا، وقال: “الآن، غالباً ما نسمع أننا نقصف الأهداف الخطأ وليس داعش، على الرغم من أن واشنطن رفضت طلب موسكو مناقشة لائحة بالأهداف التي يجب ضربها في سوريا”. وأضاف “اعتقد أن بعض شركائنا مصاب بتشوش ذهني. ليس لديهم أي فهم واضح عما يجري حقيقة وما هي الأهداف التي يسعون الى تحقيقها”.

وعلى الرغم من استمرار النقاشات العسكرية بين كل من روسيا والولايات المتحدة، إلا أن الخلافات السياسية تعرقل أي إتفاق بينهما، خاصة في ظل تمسك روسيا بدعم نظام الأسد الذي تعتبره واشنطن مجرم حرب.