تفاصيل تنشر لأول مرة عن أخطر عصابات وادي بردى
19 أكتوبر، 2015
أعلنت مجموعة عسكرية تطلق على نفسها اسم “صليل الصوارم” قبل أيام أنها ألقت القبض على خليةٍ متغلغلة بين الثوار في منطقة وادي بردى بريف دمشق، بهدف تنفيذ أعمال القتل والاغتصاب والابتزاز وحتى التجارة بالمخدرات وتفجير المفخخات وسط المناطق الثائرة، وتحت اسم الثورة.
ونشرت مجموعة “صليل الصوارم” اعترافات عناصر هذه الخلية عبر أشرطة مصورة نشرتها على صفحتها الخاصة في موقع “فيسبوك” اعترفت خلالها بارتكابها أفظع الجرائم والتجاوزات.
وللتحقق من هذا الموضوع أجرى مراسل “ ” اتصالاً هاتفياً مع أحد أبرز الناشطين الإعلاميين في وادي بردى وتمنى عليه عدم ذكر اسمه، قال إن لديهم شكوك أن هذه الخلية اعتقلها عناصر يتبعون تنظيم “داعش”، وبغض النظر عن الجهة التي اعتقلتهم، فقد ثبت لأهالي المنطقة تورّط هذه الخلية بجرائم كثيرة.
وأضاف الناشط أن مجموعة “صليل الصوارم” اعتقلت بداية الأمر أحد أعضاء الخلية ويدعى ماهر عطايا أثناء هروبه إلى لبنان، واعترف على العديد من الجرائم الكبيرة في الوادي والتي سجلت ضد مجهولين وعمليات خطف وقتل وتفجير واغتيال كبيرة.
وقال إن “هذه العصابة انكشفت وانفضحت، ويعتبر أفرادها من أقذر البشر من قبل الثورة وعليهم عدة قضايا ملاحقين بها من قبل الثورة مثل تجارة السلاح وتجارة اللحوم الفاسدة والشروع بالقتل”.
قبل الثورة كانوا مجرمين
ورئيس العصابة اسمه ياسر العمري ومعاونه محمد عطايا شقيق ماهر سجنا معاً في صيدنايا قبل الثورة بحوالي عشرة سنوات ويوجد شخص يعمل معهم وقام بقتل كثير من الأبرياء، وهو من وادي بردى ويلقب بـ “الكوري”.
وبحسب المصدر ذاته فإن تهمة ياسر كانت حينها بيع وتجارة لحوم فاسدة وتهمة محمد عطايا شروع بالقتل عندما نشب شجار بينه وبين ابن جيرانهم وطعنه ثمانية سكاكين في ساحة البلدة وسجن على إثرها في سجن صيدنايا.
امتطوا الثورة لإكمال جرائمهم
وعندما بدأت الثورة السورية ظهر عناصر هذه الخلية على أنهم من ألد اعداء النظام ولكن لم يثوروا ضد الظلم ولتحقيق الحرية التي طالب بها أغلب الشعب، بل ثاروا لمصالحهم الشخصية فالحرية عندهم أن يقتلوا من يريدون وأن يتاجروا بما يريدون مهما كانت هذه السلعة خطيرة ومضرة لأهالي المنطقة، وهذا أمر معروف لجميع أهالي المنطقة بحسب الناشط.
تاجر أفراد هذه الخلية بالمخدرات بكافة أنواعها وأدخلوا العملة المزورة للمنطقة وبدأوا بالتجارة بها وتاجروا بالسلاح والذخيرة وبدأوا بأعمال الخطف وقبض الدية مقابل المخطوفين وخطف الناس التي معها مبالغ مادية جيدة وقتلهم وسرقة المبالغ التي بحوزتهم، ناهيك عن عشرات الحالات من الاعتداء على الفتيات ومنهم القاصر وبعد الانتهاء من الاغتصاب يتم قتلهم ودفنهم.
ويقومون أيضا بتجارة السلاح وعندما يأتي أحد الأشخاص الذي يريد شراء سلاحه لكتيبة أو لواء من الثوار يقومون بقتلهم وسرقة المال الذي بحوزتهم.
في البداية، كانوا بنظر الجميع أنهم من قادة الثورة فجمع ياسر حوله أصحاب النهي والأمر في وادي بردى من قادة الفصائل كجبهة النصرة وغيرهم واستخدمهم لمصالحه الشخصية دون علمهم، وشكلوا عدة كتائب تابعة لتشكيلات مختلفة وقبضوا مبالغ مادية مقابل ذلك ولم تشهد لهم معركة بوجودهم فيها ولم يشاركوا بشيء ضد قوات النظام.
واحتكروا أيضاً موارد الدخل الرئيسة مثل العمل بالحديد والاسمنت حيث فتح ياسر مشروع قاطعة لبيع الحديد والاسمنت ومواد البناء، وشريكه علي درة العمري استثمر فرن خبز عين الفيجة وبدأ بتجارته بالطحين والمازوت المخصصان لأهالي المنطقة.
وافتتح ياسر أيضاً محلاً لصرافة وتحويل العملات وله عدة غايات من هذا المحل وأهمها أن يعرف كل شخص يأتيه الدعم وعن طريق من ثم ليقوم إما بخطفه أو مراقبته.
ادعى انتماءه للنصرة
قبل حوالي عام ونصف استجلب ياسر عناصر من جبهة النصرة من منطقة القلمون ودربهم على يديه وأظهر لهم حسن النوايا، فاستغل السمعة التي لحقته عن علاقته بجبهة النصرة وبدأ يخطف ويقتل كل من يقف عثرة في طريقة أو من له عندهم ثأر شخصي بحجج واهية، ودائماً يكون الجواب أن النصرة من خطفت الجميع وقتلتهم بتهمة عمالتهم للنظام.
أكثر من عشرين شخصاً بينهم نساء فقط من قرية عين الفيجة خطفهم ياسر ومجموعته تحت عباءة النصرة وتم قتلهم وفيهم البعض من عائلة ياسر من آل العمري.
اكتشاف الخلية
وفي رمضان الماضي تعرضت هذه العصابة لسيارة تقل شبان من حي دمّر في دمشق كانوا في طريقهم من عين الفيجة لقرية بسيمة، وفتحوا النار عليهم وقتلوا شابين من ركاب السيارة، ولكن أحد الشبان أخرج مسدسه وفتح النار على المجموعة التي استهدفتهم أيضاً، فأصاب اثنين من المجموعة أحدهما ماهر عطايا والثاني فهد العمري، مما أدى لفضح أمرهما وكانت هذه بداية نهاية هذه المجموعة.
بعد التيقن من أن مجموعة ياسر وراء هذا العمل ووجود أكثر من خمسة أدلة على ذلك قُتل الذراع الأيمن لقائد المجموعة ياسر وهو فؤاد العمري الملقب بالكوري.
وبعد قصف قرية عين الفيجة بالبراميل المتفجرة قبل حوالي الشهر، وعند ذهاب ياسر لمحله (محل صرافة العملة وتحويلها) في ساحة عين الفيجة تم إطلاق النار عليه من قبل مجهولين حيث أصيب ومات على إثر إصابته بنفس اليوم، وبعدها جميع هذه العصابة قل نشاطهم بشكل رهيب واختبأ البعض منهم وأطلقوا الشائعات على أنفسهم أنهم سافروا خارج سوريا.
بعد فترة وجيزة سمع أهاب المنطقة أن تنظيم “الدولة” في وادي بردى ألقى القبض على ماهر عطايا وهو هارب إلى لبنان اما بالنسبة لمحمد عطايا نائب قائد العصابة والعقل المدبر مازال إلى الآن مختبئاً في المنطقة، والجميع يبحث عنه وإذا تم إلقاء القبض عليه سوف تنكشف الكثير من الملابسات حوله جرائم مخفية ومجهولة الى الان.
وقبل أيام نشرت مجموعة “صليل الصوارم” اعترافات ماهر ببعض العمليات التي شارك بها مع هذه العصبة أو التي حضرها ومنهم تفجير سيارة عين الفيجة المفخخة وقتل بعض الناس من دوما ومن الهامة ومن عين الفيجة وقتل بعض البنات وفي نهاية الشريك قام عناصر المجموعة بقتل ماهر ذبحاً وقاموا بفصل رأسه عن جسده.