هل حملت زيارة الأسد إلى موسكو بداية النهاية للحرب في سوريا؟
21 أكتوبر، 2015
خاص-ميكروسيريا
حملت الساعات القليلة الماضية أنباءً هامة، قد تضع بداية النهاية للملف السوري، بعد ما يقارب الخمس سنوات، من الصراع الدامي الذي أقدم عليه النظام إثر انتفاضة شعبية خرجت مطالبة بإسقاطه، إذ أعلن في موسكو صباح اليوم عن زيارة قصيرة قام بها رأس النظام السوري بشار الأسد إلى روسيا، التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالتزامن مع انطلاق مؤتمر خافت الأضواء في العاصمة النمساوية فيينا.
ورجحت مصادر إعلامية أن يكون اجتماع فيينا قد ضم كل الأطراف الدولية الفاعلة في الملف السوري، وأن السرية والغموض التي تحيط بالاجتماع تعطي مؤشراً عن ملامح التوصل إلى اتفاق دولي حول سوريا، يحقق مصالح الجميع، مؤكدة أن الأزمة السورية خرجت بالتأكيد من أيدي السوريين وتحولت إلى تصارع دولي حول سوريا.
في حين تناقلت وسائل الإعلام نقلاً عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، أن الأسد زار فعلاً يوم أمس، والتقى بوتين، وأن الأسد أكد أن العمليات العسكرية الروسية أسهمت في الحد من تمدد الإرهاب في سوريا.
ورأى بعض المحللين أن زيارة الأسد إلى موسكو هي بداية لفتح مسارات جديدة على طريق تسوية الأزمة السورية سياسياً، وأن الزيارة تعكس عمق التفاهمات التي تصل لحد التطابق بين الجانبين، في حين انصرف آخرون إلى القول بأن الزيارة ليست إلا محاولة روسية جديدة في إقناع الغرب بمدى جدية روسيا في محاربة الإرهاب، والتنسيق مع النظام السوري في ذلك.
ونقل الكاتب والمحلل السياسي صلاح الدين بلال، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، عما أسماه مصادر مقربة من مركز إسبار للدراسات والبحوث الذي يشرف على إدارته، أن اجتماع الأطراف الدولية في فيينا عشية أمس أسفر عن الخروج بمرتكزات أساسية ستكون مفتاح الحل في سوريا، خاصة وأن الأطراف الدولية جميعها أبدت التزامها بهذه المرتكزات.
وأعقب “بلال” أن زيارة الأسد إلى موسكو تشير إلى البحث الجدي في هذه النقاط، والمسارعة إلى تطبيقها، والتي تشتمل بشكل إساسي على بقاء الأسد في السلطة دون صلاحيات، مدة انتقالية تمد ستة شهور من تاريخ بدء العملية السياسية.
وكانت الأيام الماضية قد شهدت مجموعة من التصريحات الإعلامية لدبلوماسيين فاعلين في الأزمة السورية، تفيد بقرب التوصل إلى حل سياسي في سوريا، مع استمرار الأسد في السلطة مدة ست شهور، دون أن إيضاحات حول بنود الاتفاق وتفاصيله.
ونقلت وكالة الأنباء العالمية عن وزير الخارجية السعودي، ورئيس الوزراء التركي، ذلك ، مع تأكيدات كلا البلدين على أن رحيل الأسد في النهاية هو خط أحمر، غير قابل للتفاوض.
وفي منشور عنون بطريق الحل السياسي في سوريا، قال “صلاح الدين بلال”، أن بنود المبادرة تتضمن، تشكيل حكومة انتقالية من النظام و المعارضة بصلاحيات واسعة، وتشكيل لجنة وطنية من المختصين لإعادة كتابة الدستور و إعلان الانتخابات، والتحضير لإجراء انتخابات برلمانية و رئاسية تقرر مسار العملية السياسية القادمة للبلاد بمشاركة كل القوى و المكونات السورية، إضافة إلى تشكيل لجنة وطنية للمصالحة الوطنية.
وأشار “بلال” إلى أن المبادرة أكدت على انشاء مجلس عسكري مشترك يقوده ضابط متوافق عليه، لافتاً إلى أن العميد المنشق “مناف طلاس” هو الشخصية الأكثر ترشيحاً لهذا المنصب، وأن المبادرة نصت أيضاً على إعادة تشكيل الجيش و الامن و محاربة الارهاب و القوى المعارضة للحل السياسي.