قيادي عراقي: محادثات سرية بين إسرائيل ونظام الأسد برعاية روسيا ومباركة إيرانية

قيادي عراقي: إسرائيل لعبت دوراً مهماً في تشجيع موسكو على التدخل العسكري لأنها لا تريد سقوط نظام الأسد
باسل محمد: السياسة كشف قيادي عراقي لـ”السياسة”، أمس، أن مساعدين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظموا لقاءات سرية بين سياسيين وعسكريين من النظام السوري وبين وفد سياسي – عسكري إسرائيلي في موسكو، قبل انطلاق الحملة الجوية الروسية في سورية في 30 سبتمبر الماضي. وقال قيادي رفيع في تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ان المحادثات السورية – الإسرائيلية برعاية روسية تركزت على نقطتين رئيسيتين: الأولى تتعلق بوقف أنشطة «حزب الله” اللبناني وإيران في الداخل السوري، خاصة لجهة تدفق السلاح إلى مقاتلي الحزب في لبنان عبر سورية، والثانية مرتبطة بعدم شن إسرائيل أي غارات تستهدف قوات جيش النظام السوري ومخازن أسلحته في أي منطقة داخل سورية. وبحسب المصدر، تعهدت موسكو بحث أي ملف ترى إسرائيل أنه يهدد أمنها، سواء في سورية أو لبنان، كما وعدت بالتعاون مع حليفها بشار الأسد لتبديد المخاوف الاسرائيلية سيما المرتبطة بأنشطة «حزب الله” و”الحرس الثوري الإيراني” في منطقة القنيطرة المطلة على مرتفعات الجولان المحتل. وأكد القيادي الشيعي أن إسرائيل وروسيا والنظام السوري تقاطعوا عند القلق بشأن خطر تنظيم «داعش” على أمن المنطقة، وهي نقطة حاول الوفد السوري أن يشرحها بعمق للجانب الاسرائيلي، موضحاً أن نظام الأسد يريد تعاوناً حقيقياً مع تل أبيب بدعم روسي للتركيز على هزيمة التنظيم في سورية. وفي دليل جديد على زيف الشعارات التي يرفعها ما يسمى «محور المقاومة والممانعة”، كشف القيادي أن الجهات الإيرانية باركت اللقاء السوري – الإسرائيلي في موسكو وأن تنسيقاً إيرانياً – سورياً جرى قبل انعقاده، مشيراً إلى أن الحكومة الروسية عرضت تطمينات على الإسرائيليين بشأن القوة العسكرية الإيرانية ومنظومة الصواريخ بعيدة المدى والملف النووي المقلق للدولة العبرية، ما يمهد لرعاية موسكو مفاوضات بين إيران وإسرائيل في المستقبل القريب، توازياً مع مفاوضات سلام بين نظام الأسد وإسرائيل في مرحلة ما بعد «داعش”. ورجح القيادي أن تكون الحكومة الروسية حصلت على ضمانات سياسية من اسرائيل والنظامين السوري والإيراني بأن موضوع التدخل العسكري الروسي ضد «داعش” في سورية والموقف الإسرائيلي الإيجابي منه، يجب أن يترجما في إطار صفقة واحدة تشمل التخلص من «داعش” والانتقال إلى تسوية كل المشكلات بين إيران وسورية من جهة واسرائيل من جهة ثانية. وبحسب معلومات القيادي العراقي، فإن الدولة العبرية لعبت دوراً مهماً في تشجيع موسكو على التدخل العسكري لأنها لا تريد سقوط نظام الأسد، وهو ما يفسر الأجواء الهادئة والايجابية للمحادثات السورية – الإسرائيلية في موسكو. ويستند موقف طهران ودمشق و”حزب الله” اللبناني، المرحب بالدور الاسرائيلي، بحسب القيادي العراقي، على أن بقاء الأسد في السلطة له الأولوية، وأن بقية الملفات، مثل ملف المقاومة في لبنان ومزارع شبعا والجولان، ستبحث على نار هادئة بعد التخلص من تنظيم «داعش”. وخلص القيادي إلى أن مرحلة ما بعد «داعش” ستكون مرحلة بداية نهاية الصراع السوري – الإيراني مع إسرائيل، وبالتالي فإن التوجه السياسي العام على أعلى المستويات في دمشق وطهران، هو مساندة هذه المحصلة، شرط أن تكون إسرائيل متعاونة للقضاء على «الإرهابيين” في سورية.