من حاكم مطلق لسورية ولبنان إلى مجرد ورقة مقايضة

30 تشرين الأول (أكتوبر)، 2015
3 minutes

نصر اليوسف

هنا في موسكو يوجد معهد مرموق لا يدرس فيه إلا أبناء النخبة ـ إنه “معهد العلاقات الدولية” التابع لوزارة الخارجية الروسية.
في الأول من أيلول/ سبتمبر من كل عام، تبتدئ الدراسة في هذا المعهد بمحاضرة موسعة يلقيها وزير الخارجية شخصياً.
وهنا في موسكو أيضا توجد قناة تلفزيونية فيدرالية واحــــــــــــدة فقط تتمتع بنوع من الاستقلالية هي قناة (روس بيزنيس كونسالتينغ RBC) وإذاعة رديفة لها هي إذاعة (بيزنيس إف إم).
وهنا في روسيا أيضا “لقب” “بروفيسور” لا يحصل عليه إلا عدد محدود جداً من حملة درجة “دكتوراه دولة”.
هذه المقدمة، ليست دعاية للمعهد، ولا للقناة، ولا للإذاعة، ولا للمنظومة التعليمية والعلمية في روسيا، بل للدلالة على أهمية ما يلي.
اليوم، طلب مراسل إذاعة (بيزنيس إف إم) ـ يوري أبروسيموف، من البرفيسور في معهد العلاقات الدولية ـ فاليري سولوفيّ أن يعلق للمستمعين على اجتماع فـيـيـنـا ويفسر ما جاء في صحيفة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal) من أنّ “الولايات المتحدة مستعدة لمنح بشار الأسد إمكانية المشاركة في الحياة السياسية إبان المرحلة الانتقالية، وأن روسيا مستعدة لإعادة النظر في موقفها الداعم لبشار الأسد”.
لست في وارد ترجمة المقابلة كاملة، وسأكتفي بترجمة أحد الأسئلة وإجابة البروفيسور الصريحة عليه:
ـ على مَ يساوم الطرفان خلال المفاوضات على مصير الاسد؟
ـ من الواضح أن روسيا تريد مقابل ذلك أن تعود إلى نادي “الدول الثماني الكبرى” وأن يتم رفع العقوبات المفروضة عليها،،،،،،
يا عبيد بشار!
يا من وضعتم مصير وطنكم كله مقابل مصير هذا المعتوه المجرم،
هذه هي القيمة الحقيقية لمعبودكم في المزادات الدولية؛
ـ إيران أعلنت أنها مستعدة للتخلي عنه مقابل الحصول على ضمانات باسترداد كل ما أنفقته خلال حكم الأب والإبن،
ـ وروسيا مستعدة لبيعه مقابل الحصول على تنازلات تخدم مصلحتها فقط،
ـ وهو مستعد للاستقالة مقابل ضمانات له ولأخية ولـ120 شخصا فقط بعدم الملاحقة الجنائية….
الآن،،،
علقوا كما تشاؤون!
سـبـّـوني واشتموني كما يحلو لكم!
فهذه هي الحقيقة المرة التي لا تريدون أن تفهموها وتتصرفوا بناء عليها.