اللاجئون السوريون بين صعوبة العيش في لبنان ومخاطر ركوب البحر

تحول لجوء بعض السوريين في لبنان إلى نعمة، سواء بفتح أبواب السفارات الأوروبية لهم ومنحهم تأشيرات الهجرة الشرعية، أو بركوب أمواج البحر أملاً بتعويضهم ما خسروه في بلادهم، في حين فاقمت نقمة اللجوء من مأساة البعض الآخر.

وقال عبيدة عبد الساتر أحد اللاجئين السوريين في منطقة عكار اللبنانية، إن “نجله الأكبر حسام ركب مغامرة الأمواج، وصولاً إلى السويد، وفور وصوله مع عشرات العائلات تسلمتهم السلطات السويدية وأمنت لهم المساكن اللائقة، ويخضع لدورات لتعّلم اللغة السويدية، لمتابعة دراسته في هندسة الكهرباء على نفقة البلد المضيف، مضيفاً أن “نجله يخطط لسحب أشقائه الثلاثة ليلتحقوا به، ويعيشوا حياة كريمة يطمح لها كّل إنسان”.

وعزا مدير المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان المحامي نبيل الحلبي، طفرة الهجرة غير الشرعية للسوريين إلى “ضيق سبل العيش الكريم لهم في لبنان، بعد تخفيض المنظمة العالمية للأغذية مساعداتها للاجئين، حتى أن اللاجئين يعتبرون لبنان معتقل كبير بعدما وضعت الحكومة اللبنانية شروطا قاسية عليهم، وهذا ما يدفعهم إلى المخاطرة والهجرة غير الشرعية عبر موانئ الموت”.

وفي المقابل، بدأ آخرون بالسعي إلى إنشاء مؤسسات منتجة لهم في لبنان، لتأمين حياة كريمة، فقد اختار محمد عبد الساتر، البقاء في لبنان، حيث أسس مصنعاً متواضعاً للألبان والأجبان، وقال محمد إنه “يكفي ما حّل بنا، سأبقى قريباً من بلدي، وأملنا قريب في أن يزول كابوس القتل والدمار ونعود إلى بلدنا ونبني بيوتنا من جديد”.

من جانبه قال عبد السلام، الذي يملك فرناً لـ “المناقيش”، إنه “لا يمانع في السفر إلى أي دولة أوروبية، إذا كان ذلك ممكنا بطريقة شرعية، لكن أن يجازف بعائلته وأطفاله إلى المجهول فهذا الأمر لن يحصل”، معتبراً أن “المفاضلة بين القبول بعيش قاسٍ في لبنان أو المجازفة ومحاولة الفرار إلى دول أخرى مقاربة غير موفقة، وأنا لن أدفع بأولادي للموت في البحار”.

ويذكر أن عدد اللاجئين السوريين الذين دخلوا لبنان منذ بداية الثورة السورية، تجاوز 1 مليون  و100 ألف لاجئ، بحسب إحصائية صادرة عن مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

أخبار سوريا ميكرو سيريا