هل بدأت النصرة بملاحقة رموز الثورة الأوائل؟ الساروت والكرمان.. من التالي؟


2898798580زادت في الفترة الأخير التصرفات المستفزة للرأي العام السوري، من قبل جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، بعدما أقدمت على اختطاف المستشار السياسي لمجلس ثوار حلب، أبو ماجد كرمان، وملاحقة منشد المظاهرات السلمية في حمص وقائد كتيبة شهداء البياضة، عبد الباسط الساروت، وغيرهم.

إضافة إلى ذلك قامت جبهة النصرة بفرض قوانينها في المناطق التي تسيطر عليها عسكرياً، ما دفع الأهالي إلى تنظيم احتجاجات ضد قبضتها الحديدية، ولعل حادثة اعتدائها على مركز مزايا النسائي في مدينة كفرنبل، وما تبع ذلك من موجة غضب عارمة، وتعرضهم بالضرب للناشط الإعلامي المعروف، هادي العبد الله؛ كما شهدت مدن “سلقين ومعرة النعمان وسراقب” ومدن وبلدات أخرى في محافظة إدلب، وفي محافظات سورية عدة، مواجهات ضد ممارسات “جبهة النصرة”.

وقال مراقبون إن “جبهة النصرة” بدأت -على ما يبدو- في الالتحاق بركب تنظيم داعش، وذلك بفرض رؤيتها للمعارك والأولويات، وذلك بعد دخولها في معارك ومواجهات جانبية مع فصائل ثورية، لمجرد وجود حاجز أو دورية على طريق ما، وما حدث بين “النصرة” وحركة نور الدين الزنكي قبل أسابيع قليلة خير دليل على ذلك، وصدر -في ذلك الوقت- عن حركة الزنكي بيانان بلغتين مختلفتين، لجأت الحركة في الأخير إلى لغة الود والمصالحة تجنباً لمزيد من المواجهات مع “جبهة النصرة”.

ولكن عملية اعتقال “أبو ماجد كرمان” المستشار السياسي لمجلس ثوار حلب، وأحد رموز المدينة في الثورة السورية، بمراحلها السلمية والمسلحة، كان لها صدى واسع وما زال، وسيتردد دائماً إذا لم يكن “أبو ماجد” مذنباً بالفعل، خصوصاً وأنه اختطف وأخفي بدايةً ولم يتم الإعلان عن احتجازه، إلا بعد أن تدد نبأ الاختطاف وسمعه القاصي والداني، فما كان من “مجلس ثوار حلب” إلا المطالبة من حركة نور الدين الزنكي وتجمع فاستقم، بضرورة حماية مبادئ الثورة والثوار، الذين هم وقودها الذي يجب الحفاظ عليهم لبقاء جذوتها مشتعلة.

وفي قصة ملاحقة عبد الباسط الساروت قصة أخرى، على الرغم من خروج عبد الباسط في تسجيل مصور قبل نحو ثلاثة أشهر، وإعلان براءته من تنظيم داعش، ونفيه نبأ مبايعته، إلا أن “النصرة” أعادت تكرار نفس الذريعة في محاربته ومطاردة عناصر كتيبته، بل والتصريح بأنها “اغتنمت أسلحةً وذخائر” منهم؛ عبد الباسط وكل ما يمثله من وجه مدينة حمص التي أطلق عليها لقب “عاصمة الثورة”، عندما احتضنت الحراك الثوري السلمي باكراً، وأنشد وخرج بوجهه المعروف (حارس مرمى نادي الكرامة ومنتخب شباب سوريا)، ثم انضمامه إلى العمل المسلح، وتشييعه لأربعة من إخوته، إضافة لعدد كبير من أقاربه، وكل ذلك لم يشفع له، وما زالت جبهة النصرة تدعي أن لديها الأدلة على مبايعته لداعش.

والغريب في موضوع جبهة النصرة وكيلها الاتهامات لهذا وذاك، وأولها موالاة أو مبايعة “تنظيم داعش”، هو سلوكها الطريق نفسه، ومحاولتها فرض سيطرتها على المناطق المحررة.