تفجيرات باريس.. جواز سفر وباكيت حمراء طويلة وقطرميز مكدوس


90

ميكروسيريا – آدم ملحم

اجتاحت موجة عارمة من السخرية مواقع التواصل الاجتماعي عبر منشورات كتبها مئات الناشطين السوريين، عقب إعلان السلطات الفرنسية العثور على جواز سفر سوري، بجانب جثة أحد منفذي العملية الانتحارية، التي ضربت وسط باريس يوم أمس الأول وراح ضحيتها ما يزيد عن مئة وثلاثين قتيلاً ، وعشرات الجرحى.

ووصف الناشطون الخبر بالمدعاة إلى السخرية، مستذكرين الأساليب التي كان يلجأ إليها النظام السوري عند وقوع تفجيرات في المدن السورية، من حيث الزج بأوراق ثبوتية جانب جثث الضحايا أو علامات أخرى تدل عليهم، في وقت تعلو فيه الأصوات متسائلة عن الجدوى الحقيقية التي سيحصل عليها منفذ التفجير من حمله لجواز سفره.

ولاتخفي مئات الأصوات التي أعقبت التفجير قلقها، حيال تأثير هذه الهجمات على مستقبل اللاجئين السوريين في أوروبا، خاصة وأن قضية العثور على الجواز السوري تبدو وكأنها ألصقت بالعملية إلصاقاً لاستثمار الواقعة في الحد من تدفق آلاف السوريين إلى القارة الأوروبية على مارأى العديد من المحليين، في حين انصرف آخرون إلى التأكيد أن الموضوع لايعدو كونه تسريبات أولية عن التحقيق وأن وجود السوريين على الأراضي الأوروبية هو وجود أقرته القوانين الناظمة للمعاهدات والاتفاقيات الدولية، وأن هذه المعاهدات لايمكن خرقها بسهولة.

وانتشرت حملة تضامنية واسعة على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، بوضع العلم الفرنسي كخلفية للصورة الشخصية، الأمر الذي أثار سجالات جديدة بين السوريين، فمنهم من رأى في الخطوة تضامناً مع الضحايا الفرنسيين، ومن رآها مزاودة لاطائل منها خاصة وأن ماحصل في باريس يحصل يومياً في سوريا منذ مايقارب خمسة أعوام.

كما انطلقت في مدينة دوما بريف دمشق مظاهرة شعبية رفع المتظاهرون خلالها لافتات مزينة بعبارات التضامن مع الشعب الفرنسي، ووجهوا رسالة تعزية له، مؤكدين من خلالها أن دوما التي تتعرض للإبادة الجماعية، تقف إلى جانب الفرنسيين في آلامهم، وتطلب منهم مد يد العون للقضاء على الإرهاب في العالم وعلى رأسه نظام الأسد.

وعقب انتشار خبر العثور على الجواز السوري ،احتدم السجال الساخر، إذ راح الناشطون يعددون الكثير من الأشياء التي يشتهر بها السوريين والتي من الممكن أن يكشف مجرى التحقيق عن وجودها بقرب جثث ضحايا آخرين، ك “مصاصة المتة” و”علبة دخان الحمراء الطويلة” و”مطربان المكدوس” و”بونات السكر والشاي”.

وتساءل الناشطون في تعليقاتهم عن الجهة التي أصدرت الجواز، واصفين إياها بالجهة المتقنة للعمل فالجواز السوري مصنع وفق أفضل معايير الجودة فهو لايتلف ولايفنى مهما كانت شدة الانفجار، في حين طالب آخرون بتفصيلات أكثر دقة عن الجهة التي أصدرت الجواز مشيرين إلى أنه ربما يكون جواز مزور صادر عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في صفقة الجوازات المشبوهة التي عرف بها الائتلاف سابقاً.

بموازة ذلك كانت تعليقات المواليين لنظام الأسد أقرب ماتكون إلى الشماتة، إذ رأى هؤلاء أن مايحدث في أوروبا يندرج في إطار “بضاعتهم ردت إليهم” في إشارة إلى أن الإرهاب في سورية مستورد من أوروبا متناسين في ذلك دور الميليشيات التي استقدمها النظام في حربه ضد شعبه، والدور الحقيقي للنظام في تكوين داعش.

وعرض الناشطون مقطع فيديو لمفتي النظام بدر الدين حسون وهو يتوعد أوروبا بمزيد من العلميات الجهادية رداً على مايصفه بالتدخل العسكري الأوروبي في سورية، في إشارة ساخرة إلى هول الفاجعة التي يعيشها السوريين، كما نشروا صوراً لوزير داخلية النظام السوري يدعو فيها المواطنين السوريين إلى العودة إلى حضن الوطن، ويحذر من السفر إلى باريس.

هذا وماتزال التحقيقات سارية حول الكشف عن مصير منفذي العملية، وسط قلق أوروبي عام من وصول داعش إلى الأراضي الاوروبية، وحملات شعبية في مختلف العواصم الأوروبية مع ضحايا الحادث المؤسف.