#صدد المسيحية تواجه #داعش بالروس والسوتورو ونسور الزوبعة

تشهد بلدة صدد المسيحية في ريف حمص الشرقي، حركة مدنيين خفيفة فيما تكثر المظاهر العسكرية في شوارعها حيث تتجول بانتظام سيارات مزودة برشاشات، بعد وصول تنظيم “داعش” إلى مقربة منها وسيطرته على بلدة مهين المجاورة مطلع الشهر الجاري.

وتحسباُ لهجوم محتمل من التنظيم، وصل عشرات المقاتلين المسيحيين السريان إلى البلدة بشكل تدريجي في الايام الاخيرة، قادمين من محافظة الحسكة. وينضوي هؤلاء المقاتلون في صفوف قوات “السوتورو” وهي كلمة باللغة السريانية تعني الحماية.

وبحسب وكالة فرانس برس فإن عناصر السوتورو البالغ عددهم نحو 250 عنصراَ ينتشرون داخل البلدة، بالإضافة الى مقاتلين محليين الى جانب مقاتلي “نسور الزوبعة” الجناح العسكري للحزب القومي السوري الاجتماعي المقرب من النظام.

وقتل ستة من عناصر الحزب قبل نحو ثلاثة أسابيع جراء تفجير من تنظيم الدولة الاسلامية بسيارة مفخخة على حاجز للحزب يبعد ثلاثة كيلومتلرات عن البلدة من جهة الشرق.

ونقلت الوكالة عن أحد مقاتلي السوتورو ويدعى بديع (26 عاما) وهو يتولى مع اصدقائه التناوب على الحراسة، نقلت قوله “جئنا إلى صدد لنقف إلى جانب الجيش وندعمه في محاربة داعش، نحن هنا لحماية كل السوريين بشكل عام، ولحماية إخوتنا المسيحيين خصوصا”.

ويتخوّف بديع وأصدقاؤه من دخول تنظيم الدولة الإسلامية الى البلدة. ويقول “الدواعش سيرتكبون المجازر، يريدون أن ينتقموا منا لأننا وقفنا مع الدولة والجيش”.

وينتشر عناصر الجيش النظامي على أطراف البلدة وفي محيطها، حيث للقوات الروسية أيضا مواقع خاصة بها، وفق مصادر محلية.

ويتخذ العسكريون الروس من مطار قريب مقرا لهم. ويقر مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس بان “هناك دعما من قوات الحلفاء الروس عن طريق تواجد استشاريين على مرابض المدفعية”.

وبحسب المصدر ذاته، فإن قصف مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في بلدة مهين ومحيطها يتم “بإشراف مباشر من قبل المستشارين الروس”.

ويقول أحد سكان صدد بعد ان يعرض صورة التقطها الى جانب عناصر روس “رأينا الروس في البلدة والتقط عدد من الاهالي صورا تذكارية معهم”.

معظم الأهالي نزحوا

وإثر تحوّل البلدة إلى منطقة عسكرية، يقول رئيس بلدية صدد سليمان خليل لوكالة فرانس برس “نزح العديد من العائلات عن البلدة، لا سيما النساء والأطفال، وبقي فيها الشباب والرجال للدفاع عنها”، موضحا ان بعض العائلات “توجهت إلى القرى المسيحية في ريف حمص الشرقي مثل فيروزة ويزدل، وبعضها الاخر إلى دمشق”.

وكان نحو 12 ألف شخص ينتمون الى طائفتي السريان الارثوذكس والسريان الكاثوليك يقطنون في هذه البلدة التي يعتز سكانها بان اسمها ورد في كتاب العهد القديم (التوراة). وتقع البلدة في ريف حمص الجنوبي الشرقي على بعد حوالي 18 كيلومترا عن مدينة حمص.

وشكلت البلدة في شهر تشرين الاول 2013 مسرحا لمعارك بين قوات النظام والفصائل المقاتلة التي تبادلت السيطرة عليها وقتل المئات من سكانها جراء المواجهات قبل ان تتمكن قوات النظام من استعادتها. ولا تزال اثار تلك المعارك بارزة في الشوارع وجدران المنازل.

أخبار سوريا ميكرو سيريا