‘باحث روسي: اتهامات موسكو لأنقرة هدفها إخفاء العلاقة التجارية بين (داعش) و(بشار الأسد)’

15 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2015

4 minutes

قال أندريه بيونتكوفسكي، الخبير والباحث في “معهد تحليل الأنظمة” بأكاديمية العلوم الروسية، إن حكومة بلاده تهدف من توجيه الاتهامات إلى تركيا بـ”شراء نفط تنظيم داعش”، إلى إخفاء العلاقة التجارية بين النظام السوري والتنظيم.
وفنّد بيونتكوفسكي، في تصريح لمراسل الأناضول، اليوم السبت، في العاصمة الروسية موسكو، اتهامات وزارة الدفاع الروسية، التي زعمت “أن شاحنات تنقل نفط داعش إلى تركيا”، مبيناً أن حكومة إقليم شمال العراق، نفت ذلك الادعاء وقالت إن “الشاحنات تابعة لها”.
وأكد بيونتكوفسكي، أن النظام السوري هو المشتري الرئيسي للنفط من تنظيم “داعش”، وأن بعض الشركات الروسية مشتركة في هذه العملية التجارية، مشيراً أن الخارجية الروسية، تعمل على التغطية على هذه العلاقة التجارية بغطاء دبلوماسي.
ولفت الباحث، أن الصحفي الروسي “أليكسي فينيديكتوف” كشف في 21 تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي، وقبل الولايات المتحدة الأمريكية، أن النظام السوري هو المشتري الرئيسي لنفط داعش، وأكد أنه أجرى بحثًا حول هذا الموضوع وكتب مقالات بهذا الخصوص، إلا أن الإعلام الروسي لم يبدِ اهتماما لكتاباته.
واستذكر بيونتكوفسكي، أن الخارجية الروسية، أدانت استهداف فرنسا مصادر نفط داعش في سوريا قبل هجمات باريس، بذريعة أنها تتعارض مع القوانين الدولية.
وحول أهداف التدخل الروسي في سوريا، قال بيونتكوفسكي، إن “هدف روسيا واضح جدًا وهو إنقاذ الأسد من السقوط بذريعة مكافحة داعش”.
وأضاف أن موسكو “تريد القضاء على كل الفصائل المعارضة لنظام الأسد، ومن ثم ترك العالم أمام خيارين، وهما الأسد أو داعش”.
وأكد بيونتكوفسكي، أن الضربات الجوية الروسية في سوريا، تستهدف المعارضة بشكل أساسي، وعناصر داعش بشكل جزئي، قائلاً، “هذا يعني أننا (روسيا) لم نتدخل في سوريا من أجل مكافحة داعش، وهنا تظهر لنا مجريات المصالح المشتركة للثلاثي، (بشار) الأسد و(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين و(تنظيم) وداعش، وشراكتهم لا تقتصر على البعد السياسي فحسب، إنما تمتد لتتضمن تجارة النفط كذلك”.
وأضاف بيونتكوفسكي، “هذه الحالة تضع روسيا في موقف حرج أمام الرأي العام العالمي، لماذا نرسل جنودنا وضباطنا إلى سوريا؟ أمن أجل إقامة صفقات النفط مع داعش؟”.
كما أفاد، أن قرار بوتين التدخل في سوريا ودعمه لنظام الأسد، يعود إلى أسباب شخصية له، علاوة عن أهداف سياسية ومصالح القاعدة العسكرية الروسية في مدينة طرطوس الساحلية (غرب)، مضيفًا، “يعتقد بوتين أن المستهدف الرئيسي من سياسيات الغرب في الشرق الأوسط هي روسيا، وأنه بعد سقوط القذافي وتكراره مع الأسد، فإن المستهدف التالي سيكون هو”.
وتطرق بيونتكوفسكي، إلى الاقتصاد الروسي، لافتاً أن بوتين يدرك أنه لن تحدث تطورات إيجابية في اقتصاد البلاد في المستقبل القريب، مضيفًا بالقول “بوتين يرغب فقط بتزعم السلطة مدى حياته”.
جدير بالذكر أنّ موسكو بدأت تكيل الاتهامات إلى تركيا، مدعية أنها “تشتري النفط من تنظيم داعش”، عقب حادثة إسقاط المقاتلات التركية للطائرة الروسية التي انتهكت المجال الجوي التركي في 24 تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي، فيما نفت أنقرة تلك الاتهامات التي لم تحظ بصدىً في المحافل الدولية، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مشاركته في أعمال قمة الأمم المتحدة للمناخ بباريس نهاية تشرين ثاني/نوفمبر المنصرم، إن “المصادر التي نشتري منها النفط والغاز الطبيعي معروفة لدى الجميع، وهي مصادر مشروعة ومعلنة”