شاب إدلبي يولّد الكهرباء من الرياح بأدوات منزلية بسيطة


شاب إدلبي يولّد الكهرباء من الرياح بأدوات منزلية بسيطة (2)

إدلب – عبد الرزاق الصبيح:

استطاع ابن إدلب وبما توافر بين يديه من إمكانيات ومعدّات إنجاز مشروعه الصغير وتوليد الكهرباء من أدوات منزلية بسيطة، لينير منزله ويساعد العشرات من أبناء بلده بإنارة منازلهم، في ظل الغلاء الفاحش في أسعار المحروقات والكهرباء.

يقول إنه تمكن بعد مثابرة وعمل مضنٍ استمر لعشرين يوماً مستعيناً بأدوات متوفرة في منزله، استطاع الشاب “سامي القرجي” تأمين الكهرباء، واستطاع إنارة منزله وتشغيل أدواته الكهربائية.

فبعد دخول فصل الشتاء وغلاء أسعار المحروقات، بدأ “سامي” البحث عن مصادر جديدة للطاقة الكهربائية، فقرر الاستفادة من طاقة الرياح، فقام بالاستفادة من (القثاطر) البلاستيكية المتوفرة في منزله ليحولّها إلى شفرات للمروحة، كما استفاد من غسالة منزله المعطّلة حيث أخذ السيور البلاستيكية ودائرة الحركة، واستطاع تأمين محرك من أجل إكمال مشروعه الصغير.

وقام بتعديل ملفات المحرك لتلائم الغرض المطلوب منها، وتم مضاعفة سرعة الحركة التي تنتجها المروحة عن طريق (بكرات ووسيور) الغسالة المنزلية.

أصدقاء “سامي” وجيرانه كانوا ينظرون إليه بسخرية، ولطالما طلبوا منه عدم إكمال مشروعه، لأنه لا جدوى منه، وعاجلاً أم آجلاً سوف يملّ من العمل به، وإن عذابه سوف يذهب سدى. كما كانوا يقولون.

وكان أكثرهم سخرية مهندس ميكانيك أحد أصدقاءه المقربين، والذي كان يحثّه على ترك العمل في هذه المراوح.

تم تطبيق المروحة التي كانت تتألف من ثلاث شفرات من القثاطل البلاستيكية، واستعان “سامي” بصدر معدني كانت تضعه والدته على التنور، ليجعله ذيلاً من الجهة الخلفية للمراوح، وتم رفع المراوح على قاعدة معدنية بارتفاع ستة أمتار، كما تم تطبيق منظم شحن لضبط الكهرباء وهو عبارة عن (ديودات ومكثفات وترانزستورات)، وبعد إيصال سلك من جهاز موصول بالمراوح، ومنه إلى (مدّخرات) ليتم شحنها ومن ثم عن طريق مبدلة (رافع جهد) يتم الحصول على الكهرباء.

بدأ “سامي” تجربته صباحاً، وكان الجيران والأصدقاء ينتظرون الإنجاز، وكان سامي قد وضع عشرة مصابيح كهربائية على امتداد سطح بيته حتى يستطيع أهل الحي والأصدقاء مشاهدتها وهي تضيء.

وما هي إلاّ دقائق بسيطة، وبعد لحظة من صعود “سامي” إلى السطح وغيابه قليلاً وإذا بتصفيق الجيران والأصدقاء يرتفع، (لقد نجح سامي لقد نجح سامي).

ويقول “سامي القرجي” لـ “ ”: كانت تلك أجمل لحظات حياتي، وكان شعوري لا يوصف، لقد نجحت، وعن طريق أدوات بسيطة في منزلي استطعت الحصول على الكهرباء، لم تتجاوز التكاليف 30 دولاراً، وأستطيع أن أقدم هذا الإنجاز لكثير من السوريين.

ويضيف “إن قدرة المروحة القصوى هي 150 واطاً وهي قدرة المحرك، ولو تمت مضاعفة قدرة هذا المحرك لاستطعنا الحصول على كمية كهرباء أكبر، كون القدرة الميكانيكية التي تعطيها المروحة تدير محركاً ذو استطاعة أكبر من المحرك المستخدم”.

لم يكن هم سامي، كما يقول، أن ينير منزله ويتباهى فيه أمام جيرانه الذين يقبعون تحت الظلام في ريف إدلب، وإنما كان جلّ همه إيصال مشروعه لكل بيت يحتاجه، فقد استطاع تقديم المساعدة لأكثر من خمسين من جيرانه وأصدقائه وكثير من القرى المجاورة، حيث قام بتصنيع مرواح أنتجت الكهرباء لأكثر من خمسين منزلاً وبتكلفة بسيطة.

وكان نجاح “سامي” في مشروعه هذا دافعاً له للتفكير بعمل آخر وبفكرة جديدة وأوسع، فيعمل الآن على الاستفادة من الجاذبيّة الأرضية في توليد الكهرباء بالتعاون مع بعض أصدقائه، وبعد تجارب كثيرة استطاع الحصول على معلومات مفيدة له في هذا المجال، فلعلّه قريباً يستطيع أن يحقق حلمه الجديد.

أخبار سوريا ميكرو سيريا