أنباء عن إعادة هيكلة (حركة أحرار الشام) عسكرياً ونداءات بإعادة الأمير السابق


9

عبدالله العمري : القدس العربي 

نفى مصدر خاص بـ «القدس العربي» صحة ما أعلنته «حركة أحرار الشام» عن انسحابها رسمياً من التوقيع على بيان مؤتمر الرياض، وأكد أن لبيب نحاس ممثل الحركة في المؤتمر قد وقع بشكل رسمي على البيان.
وكانت الحركة قد أعلنت في بيان رسمي صدر باسمها في 10 كانون الأول/ ديسمبر من العام الجاري، انسحابها «من المؤتمر والاعتراض على مخرجاته»، حسب البيان لأسباب ذكر منها «عدم التأكيد على هوية الشعب السوري المسلم، وإعطاء دور أساسي لمحسوبين على النظام»، وهو ما تراه الحركة «اختراقاً واضحاً وصريحاً للعمل الثوري»، بحسب البيان الذي انتقد ما عبر عنه بعدم إعطاء «الثقل الحقيقي للفصائل الثورية في نسبة التمثيل وحجم المشاركة».
وذكر المصدر، وهو نائب قائد أحد الفصائل المسلحة التي تربطها علاقات تنسيق جيدة مع الحركة تحتفظ «القدس العربي» باسمه وصفته بناء على رغبته، أن توقيت البيان جاء في ظرف حرج جداً تمر به الحركة بعد أن «أبدت قيادات ميدانية معتبرة اعتراضها الشديد على توقيع بيان يتضمن بنوداً تتعارض مع ثوابت الحركة»، كما يقول المصدر نقلاً عن أحد قيادات الحركة في ريف حماة.
لكن بيان الانسحاب «أشاع أجواء من الهدوء في صفوف الحركة خاصة بعد حملة دعاية مكثفة قادتها قيادات مؤيدة لبيان مؤتمر الرياض تؤكد على أن الحركة لم توقع على البيان وأن ما تتدولته وسائل الاعلام إنما هو محاولة لتشويه صورة الحركة في أوساط المقاتلين»، حسبما قاله المصدر.
وتحدث موضحاً ما أسماها «استراتيجية إشاعة أخبار معينة تتم ترجمتها إلى أفعال بعد مراقبة ردود الفعل، وما يتم إشاعته الآن هو نداءات بعزل الأمير أبو يحيى الحموي وإعادة أبو جابر إلى القيادة»، بحسب المصدر الذي أشار إلى تطورات في صفوف الحركة بعد مشاركتهم في مؤتمر الرياض، وما سبق ذلك من «تعيين الحموي خلفاً لأبي هاشم المعروف بحكمته وقدرته على قيادة الحركة، على العكس من أبي يحيى الحموي المعروف بعدم الحزم في اتخاذ القرارات وهو ما أضعف بنية الحركة والذي بدأ يُظن داخل الحركة بأن تعيينه كان لتجاوز المرحلة الراهنة بما فيها سياسة الحركة الخارجية ثم يتم عزله».
وأكد المصدر أن «الخلافات حول السياسة الخارجية للحركة على أشدها خصوصاً بعد عزل سراج الدين خلوصي وهو في المكتب الخارجي، ويحمل الفكر السلفي».
«وفي أول رد فعل على التوقيع على مؤتمر الرياض انشق العشرات من عناصر حركة أحرار الشام في ريفي إدلب وحماة وتوجهوا إلى مناطق الدولة الإسلامية، وأعلنوا بيعتهم، وجل المنشقين هم من لواء عبد الله العزام العامل في ريف حماة، وعلى إثرها استنفرت الحركة كوادر مختصة لمتابعة العناصر ورصد الطرق التي من المحتمل أن يسلكها المنشقون القاصدون مناطق سيطرة تنظيم الدولة»، كما قال المصدر.

وختم حديثه «القادة في حركة أحرار الشام بصدد تفكيك الألوية الكبرى ذات التوجه السلفي كلواء الإيمان الذي يعتبر أكبر كتلة سلفية في الحركة حيث تم سحب قادته، إضافة لقادة عسكريين وكوادر وإداريين إلى القوة المركزية المزمع تشكيلها ويجري العمل على ذلك بشكل مكثف والهدف منها إعادة هيكلة الجسد العسكري للحركة حيث تم توزيع أكثر من 300 عنصر من لواء الإيمان وحده، وتم سحب قادته القدامى إلى القوة المركزية التي ستكون نواتها من 5000 مقاتل بتمويل ودعم من جهات إقليمية والمراد لها أن تكون قوة عالية الامكانيات العسكرية حيث يتم إغراء المقاتلين في بقية القواطع العسكرية بالمال، وتم تحديد راتب العنصر فيها 150 دولارا، بينما كان يتقاضى في موقعه السابق 50 دولارا فقط، إضافة إلى توفير الدعم الصحي والإغاثي، أما الهدف الرئيسي من تشكيل هذه القوة ونواتها خمسة آلاف مقاتل من أجل إضعاف قوة الألوية العسكرية المنضوية تحت راية الحركة والتي ربما تنشق عن الحركة، ومن المعلوم أن أحرار الشام مشكلة من تجمع عدة ألوية لذلك فالقوة المركزية هي لتفادي خطر تمرد قادة الألوية بسحب العناصر لهذا التشكيل الجديد والذي سيكون على شاكلة الحرس الجمهوري في جيش النظام»، على حد قول المصدر.

أخبار سوريا ميكرو سيريا