هل ستكون معركة الرقة حدثاً تاريخياً وحاسما؟ وهل اقترب الموعد؟


قوات سورية الديموقراطيةباتت “قوات سورية الديموقراطية” على مسافة زمنية قصيرة من الدخول في “معركة الرقة” الحاسمة مع تنظيم داعش، خصوصاً بعدما حققت تقدماً ملحوظاً خلال الأيام الماضية، في ريف كوباني/عين العرب الجنوبي بغطاء جوي مركز من طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وتسعى هذه القوات إلى عزل التنظيم في الرقة عن ريف حلب الشرقي، وقطع طرق الوصل بين عناصره عبر قطع الطرق الواصلة بين ضفتي نهر الفرات.

ومنذ مطلع العام 2014، يفرض تنظيم داعش سيطرته على محافظة الرقة، بعدما قام بطرد جميع الفصائل الأخرى، بما فيها جبهة النصرة، واستطاع التوسع على حساب الأكراد في كوباني، قبل أن تشكل هذه المدينة منعطفاً هاماً، لتتم استعادتها وسط صخب إعلامي عالمي لم تشهده مثله منطقة أخرى في سورية، ولتبدأ مرحلة جديدة من التنسيق بين التحالف الدولي والفصائل المقاتلة على الأرض ضد داعش.

ففي معارك ريف الحسكة الجنوبي الأخيرة، لم تتكبد قوات سورية الديموقراطية عناءً يذكر في التقدم والسيطرة على بلدة الهول، بعدما أثخن الطيران الحربي لقوات التحالف في مقرات التنظيم، وأتاح طريق التقدم أمام القوات المناوئة لداعش، وسبقها معارك استعادة تل تمر في ريف الحسكة، وتل أبيض في محافظة الرقة، وصولاً حتى ريف حلب الشمالي، عندما قامت طائرات شحن أمريكية بإنزال كميات كبيرة من الأسلحة لقوات المعارضة السورية.

ورغم الادعاءات الروسية حول التنسيق مع قوات سورية الديموقراطية، إلا أن المتحدث الرسمي باسم هذه القوات نفى ذلك التنسيق، في حين لعب الغطاء الجوي الروسي دوراً مهماً في تقدم قوات النظام على حساب المعارضة المسلحة في ريف حلب الجنوبي، وعلى حساب داعش في منطقة كويرس بريف حلب الشرقي، وأظهرت دراسة أمريكية تراجع سيطرة التنظيم بما نسبته 14% عما كانت عليه العام الماضي.

وتعتبر مدينة الرقة، أهم معاقل التنظيم في سورية، ويحشد التنظيم قواته في محيطها تحسباً للمعركة المرتقبة، التي تحشد لها أيضاً قوات سورية الديموقراطية، التي تتألف من قوات عربية وكردية وسريانية، تتلقى دعمها الأول من التحالف الدولي، وقالت في بيانها التأسيسي أنها تسعى لمحاربة الإرهاب، والمشاركة في بناء نظام ديموقراطي تعددي في سورية.


المصدر : الإتحاد برس