السوريون .. هل انتهى شهر عسلهم في تركيا ؟
29 ديسمبر، 2015
لم تكن تنتهي محنة المهاجرين حتى بدأ الأنصار يتململون من وجودهم والذي كان آخرها فرض تأشيرة دخول على السوريين الذين يعبرون إلى تركيا والتي يعتبرونها شباكهم الوحيد الذي يتنفسون منه هوائهم رغم ما يجود به أحياناً من غبار
فلطالما تغنى السوريون بعدالة زعيم العدالة وتباهوا بوقوف جارهم إلى جانب المظلومين بل وتعدو ذلك إلى تبرير أخطائه بحقهم
فكانت بداية التبريرات بأنه قد أغلق المعابر لمصلحتهم حيث أن ذلك سيساهم بفوزه بالإنتخابات والتي ستنعكس إيجاباً عليهم
ثم بقتل بعض القادمين عبر طرق التهريب والأسلاك الشائكة بقولهم هذا قانون دولة وهو مضطر لذلك لعدم السماح بتسلل العناصر الأجنبية وإلى ما هنالك من تبريرات كانت تلقى بعض الآذان الصاغية
لكن ما شاهدته اليوم وعلى أحد أهم القنوات السورية المعارضة التي استضافت أحد الصحفيين الأتراك والمحسوب على حكومة العدالة والتنمية والذي بدا غير قادر على الدفاع عن القرار الجديد حيث بدا مرتبك وغير قادر على الكذب أو الدفاع عن باطل مما إضطر المذيعة أن تنهي الموضوع دون أن تحرجه وتحاججه بأمور تبدو بديهية
لكن ما يدعو للسخرية أن بعض النشطاء السوريين أخذو يجملون القرار بقولهم أنه في النهاية سيصب في المصلحة العامة.
(خطوة إولى من خمسة خطوات ستتخذها تركيا للحد من المهاجرين لأوربا)
نعم فالكثير من السوريون كانو ينتظرون قرارات جديدة بعد فوز العدالة والتنمية و بالكثير من التفاؤل لكن ما لم يكن يتوقعوه هو أن تكون هذه القرارات الجديدة بغير صالحهم وهم الذين كان فرحهم بفوز العدالة أعظم من فرح أنصار هذا الحزب نفسه
وهم اليوم بين متسائل عن سبب إصدار مثل هكذا قرارات هل هو فرمان خارج عن أمر السلطان أم هو صفقة وقعها قبل فوزه وحان وقت تنفيذها والهدف منها هو الحد من الهجرة الغير شرعية والتي تتم في معظمها بقدوم السوريون عبر المطارات من لبنان ودول الخليج العربي والتي قال الإتحاد الاوربي أن شهد إنخفاضاُ بنسبة 50% بعدد المهاجرين في الاشهر التي تلت فوزه بالإنتخابات
و كانت تقارير صحفية ألمانية قد نقلت عن أوغلو خلال القمة المشتركة مع الاتحاد الأوروبي مؤخراً، أن تركيا ستفرض على السوريين الراغبين بدخول أراضيها اعتباراً من 8 يناير/ كانون الثاني المقبل، تأشيرة دخول، رغبة منها بإيقاف تدفق اللاجئين المتجه إلى أراضيها ثم إلى أوروبا
واعتبرت هذه التقارير أن الخطوة التركية هذه هي إجراء واحد من الإجراءات الخمسة التي ستتخذها الحكومة التركية للتعامل مع تدفق اللاجئين، بحسب ورقة عمل تم تداولها خلال المباحثات مع الاتحاد الأوروبي حول أزمة اللاجئين.
و القرار كما صدر عن وزارة الخارجية التركية في يوم الاثنين يقضي بفرض تأشيرة دخول على السوريين الراغبين بدخول تركيا وذلك إعتباراً من الثامن من شهر يناير 201
وبحسب القرار، سيكون بالإمكان الحصول على هذه التأشيرات من السفارات والقنصليات العامة التابعة للجمهورية التركية.
وأوضحت أنه سيستمر العمل بالإعفاء من الحصول على تأشيرة الدخول إلى تركيا للمواطنين السوريين القادمين إلى الأراضي التركية عبر المراكز الحدودية البرية الموجودة على الحدود السورية ويشار هنا إلى أن المراكز الحدودية البرية بين البلدين مغلقة منذ 10 أشهر، ويتم الدخول عبرها بشكل جزئي عن طريق تسجل جوازات السفر وانتظار الموافقة في عملية تستغرق أسابيع وربما شهور حيث يسمح بدخول فقط الحالات الإنسانية والتجار
و يبقى المواطن السوري في النهاية هو جندي رقعة الشطرنج في بيدق المنطقة حيث الجميع يضحي به حتى أقرب المقربين بدءاً بالمستشارة الألمانية التي لقبوها بالأم ميركل وحتى السلطان الملقب بالسلطان زعيم الأنصار .
قتيبة ياسين .