النظام السوري إلى أين..
30 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2015
الاتحاد برس – كليم الشهابي
بعد تشكيل الهيئة التفاوضية العليا المنبثقة عن مؤتمر الرياض والتي إنتقلت بعد التوافق عليها إلى مرحلة متقدمة من مسار الحل التفاوضي السلمي بين المعارضة والنظام بدت الخطوات الفعلية أكثر إيجابية من حيث سعي الدول للإسراع بتنفيذ أولى خطوات المفاوضات للوصول لحل سلمي جزئي على اقل تقدير من حيث الجغرافية العسكرية السورية بمعزل عما قد يحدث في شمال سوريا وشرقها من دول إصدقاء سوريا ودول متحالفة مع النظام السوري من توجيه ضربات نحو التشكيلات الإسلامية المتشددة والمعتدلة التي لاتتوافق رؤيتها المستقبلية مع رؤية الدول التي لها مصالح في سورية.
وبعد تحديد تاريخ 22-1-2015 كموعد مبدأي للبدء بجلسات الحوار بين النظام والمعارضة إنتقل النظام لمرحلة أخرى من التصعيد لها دلالات عدة أهمها علم النظام بوجود خطوط عريضة تم التوافق عليها داخل الغرف المغلقة قد تطيح بالنظام او رموزه مستقبلا” من المشهد السوري ما أجبر النظام على التصعيد على عدة أطراف أمنيا” من خلال إغتيال زهران علوش قائد جيش الإسلام وعسكريا” من خلال التقدم الواضح على كافة الأراضي السورية وإستخدام سياسة الأرض المحروقة في سبيل ذلك إضافة” للعمل السياسي الذي قد عمل النظام من خلال أجهزته الأمنية على تقويضه عبر إعتقال عضو الهيئة العليا للتفاوض أحمد العسراوي أثناء سفره للبنان,من ناحية أخرى قد تبدو إتفاقيات إقليمية يبدو فيها الروس الطرف الأقوى من خلال فرض أنفسهم كحاكم أقوى بالقرارين السياسي والعسكري في سوريا من خلال التخلص من زهران علوش وتوجيه رسالة قوية لقوى أصدقاء سورية بضرورة تخفيض سقف المطالبات برحيل النظام السوري وكان هذا عبر إعتقال أحمد العسراوي ضاربين بعرض الحائط أي حصانة او شرعية دولية لأفراد الهيئة ما يشكل شرخا” في مواقف القوى الإقليمية من جهة ومن جهة اخرى يبدو أن نقاط إتفاق واضحة قد تم الاتفاق عليها عبر دول أصدقاء سوريا والقوى المتحالفة مع النظام أبرزها العمل على القضاء على القوات الإسلامية المتشددة وتقويض القوى العسكرية التي لاتسير بالشكل المطلوب الذي تريده هذه الدول على حساب قوى جديدة تم فرضها كلاعب أساسي مرحلي ضمن الجغرافية العسكرية السورية والتي تحقق أجندات خارجية واضحة أهمها قوات سوريا الديموقراطية وجيش سوريا الجديد وجيش الثوار وهذه التشكيلات هي تشكيلات مرحلية متعددة الولاءات وتعتبر كنقطة توافق بين القوى الإقليمية مع النظام للتداخلات التي قد حدثت ضمن عناصر تشكيل هذه القوى وأهدافها وخط سيرها العسكري.
في المقابل فإن إنقسامات واضحة سياسيا” قد رافقت تصعيد النظام والقوى المتحالفة معه من خلال الإنقسام حول الرؤى في لمشهد السوري وظهر هذا جليَا” من خلال تصريحات لؤي حسين التي خاطب فيها ديميستورا وأكد ان تصريحات رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للتفاوض حول إستهداف زهران علوش لاتمثل رأي الهيئة العليا كونهم لم يعقدوا إجتماعا” ولم يتفقوا عليها وكون لؤي حسين له رؤية مغايرة لقضية الجيش الحر في سوريا ما يمثل صفعة قوية للتوافق الخاص بالمعارضة السورية ضمن الهيئة العليا للتفاوض وهذا مايبرر ربما عدم وجود رؤية واضحة للموعد الدقيق لعقد المفاوضات مع وفد النظام الذي من المرشح أن تكون بثينة شعبان على رأسه في فيينا.
بمحصلة الأحداث في سوريا الحالية هل النظام يريد حلا” تفاوضيا” قد يخسر من خلاله نقاط عديدة ويبقى شريك مؤقت بينما يتم الإنتهاء من وجود القوى المتشددة أم انه يريد أن يكون عنصر أساسي من خلال التصعيد وفرض نفسه كلاعب اقوى داخل سورية؟؟ وهذا ما ظهر جليِا” خلال الشهر الجاري من العام.