on
حصار المعضمية ينهي حياة طفل بعد 7 ساعات من ولادته
وليد الأشقر:
بعد زواج دام ثمانية أعوام دون أطفال، رزق الله زوجين في مدينة معضمية الشام قرب دمشق بطفلٍ طال انتظاره، لكن قدره كان أن يعيش ساعات فقط ليرحل عن هذه الدنيا، لأن قوات بشار الأسد تحاصر مدينته، ومسؤولو الأمم المتحدة لم يستجيبوا لنداءات المستشفى لإخراجه من الحصار إلى حواضن مستشفيات العاصمة.
الطفل الذي ولد اليوم في مستشفى مدينة المعضمية المحاصرة كان وزنه قليلاً جداً، وطوله لا يتجاوز طول كف الإنسان، كان بحاجة لرعاية خاصة لم تستطع فرق الأطباء في المعضمية المحاصرة تقديمها، فمات بعد سبع ساعات من ولادته.
مستشفى الغوطة التخصصي حمل منظمة الأمم المتحدة وباقي المنظمات مسؤولية عدم الاستجابة السريعة للنداءات التي أطلقوها من قلب الحصار، للتواسط لدى النظام وإخراج الطفل، كما حدث في حالة سابقة عندما ولدت امرأة ثلاثة توائم، وخرجت من المعضمية إلى مستشفيات العاصمة لرعاية توائمها الثلاثة.
وذكرت صفحة مستشفى الغوطة على فيسبوك أن ذنب هذا الطفل الوحيد أنه لم يولد مع ثلاث توائم، فمنذ عدة أشهر كان المعبر الإنساني الوحيد مغلق في حصار فرضته قوات النظام، وبعد جهد من الكادر الطبي آنذاك ورغم قلة الإمكانيات تمكنوا من عمل جراحة قيصرية لأم حامل بثلاث توائم، حيث تم العمل بنجاح وعندها ناشدوا المنظمات الدولية في المساعدة بإخراج التوائم الثلاثة، جاءت الأمم المتحدة على رأسهم برفقة ثلاث قنوات تلفزيونية عالمية لتغطية حدث إجلاء التوائم الثلاث من المدينة المحاصرة.
وأضافت: أما اليوم بعد مناشدة الأمم المتحدة وتلك المنظمات لإخراج الطفل صاحب الساعة من العمر لإجلائه من المدينة وضرورة نقله إلى العاصمة دمشق للمحافظة على حياته لم يلبينا أحد ذلك لأن الطفل ليس بأخٍ لتوائم ثلاث أصحاب الشهرة الإعلامية وخروجه من المدينة لن يقوم بالدعاية الإعلانية لمنظمات تتبجح في خدمة الإنسان.
وكان الائتلاف الوطني حذر قبل يومين من عملية إبادة جماعية تواجه سكان المدينة المحاصرة، حيث أرسل نظام بشار الأسد تهديدات لسكان معضمية الشام بريف دمشق من أجل إخلاء المدينة وتسليم الثوار سلاحهم، وإلا سيقوم بعملية إبادة جماعية لهم، من أجل إكمال مشروعه في التهجير القسري والتغيير الديمغرافي لمحيط العاصمة.
ويرزح 45 ألف مدني نصفهم من النساء والأطفال في مدينة المعضمية تحت حصار خانق منذ عام 2013، من قبل قوات الأسد التي تمنع دخول أي مواد غذائية، أو طبية بشكل كامل، كما قامت برفع السواتر الترابية حول المدينة وذلك بالتزامن مع قصفها بالبراميل المتفجرة، والأسلحة الثقيلة في خرق للهدنة الموقعة مع أهالي المدينة برعاية من فريق المبعوث الأممي إلى سورية في دمشق.
واورد موقع الائتلاف الرسمي بيانا صدر، يوم الخميس، عن قسم حقوق الإنسان باللجنة القانونية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، طالبت اللجنة، الجامعة العربية، والأمم المتحدة، والمبعوث الأممي الخاص بسورية بتحمل مسؤولياتهم، والتحرك الفوري والعاجل لإنقاذ أرواح المدنيين الأبرياء من هذه المجزرة الوشيكة.
وطالبت اللجنة مجلس الأمن إلى السعي الجاد والتحرك إلى وقف عدوان قوات النظام على المدينة ومنعها من تهديها، وقتل الأبرياء فيها، وذلك التزاماً بمسؤوليته في حماية المدنيين وتطبيقاً لقراراته رقم 2139 و 2165 و 2254 المتضمنة الطلب من نظام الأسد أن تضع حداً لجميع الهجمات ضد المدنيين، وترفع الحصار المفروض من قبلها وتفسح المجال لعبور المساعدات الإنسانية، وتوقف القصف على مناطق المدنيين.
وأهابت بجميع منظمات حقوق الإنسان الدولية التحرك، والضغط على المجتمع الدولي للتحرك لوقف هذه المجزرة الوشيكة، والتي تمثل جريمة إبادة جماعية بحق المدنيين في معضمية الشام، محملة المسؤولية كاملة لبشار الأسد وماهر الأسد عن هذه المجازر على اعتبار أن القوات التي تحاصر المدينة تتبع لإمرتهما المباشرة وهي قوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة.