on
“متضامن مع مضايا” هاشتاغ ينشره أتباع حزب الله للسخرية من مأساة المحاصرين في مضايا
المصدر – يمنى الدمشقي
خرجت يوم أمس مظاهرة لناشطين وحقوقيين لبنانيين أمام نقطة المصنع للتنديد بالحصار الذي يفرضه حزب الله على بلدة مضايا ملوحين بأرغفة الخبز وأرفقوا حملتهم بصور الأطفال الذين قضوا نتيجة الجوع في مضايا، واستمرت المظاهرة ساعتين كاملتين، في حين لجأ ناشطون لبنانيون إلى طباعة بوسترات وصور منددة باعتداءات حزب الله المتكررة على البلدات السورية معلنين عبر صفحاتهم الاجتماعية أنهم يرفضون هذه السلوكيات ويطالبون حزب الله بالانسحاب من مضايا.
على الجهة الأخرى نشر الصحفي “جهاد زهري” مصور قناة الجديد صوراً متعددة على صفحته الشخصية على الفيسبوك صورة له وهو أمام ثلاجة ممتلئة بأصناف الفواكه واللحام وأرفق الصورة بعبارة ” من قلب البراد متضامن مع مضايا” ولم يكتفِ جهاد زهري بهذه الصورة، بل تتالت بعدها صور الموائد والولائم التي تسخر من مأساة المحاصرين في مضايا حيث نشر “يا أخي إذا أهل مضايا ماعم يلاقوا خبز .. ياكلوا كورن فليكس”! وتناول جهاد في معرض سخريته الإعلامية اللبنانية ديمة صادق التي أعلنت تضامنها مع المحاصرين في مضايا مطالباً إياها بالتوقف عن لبس الفراء والجلود وشراء “خروف” لإطعام الأهالي!
في حين نشر الإعلامي “شربل خليل” صورة لعدد من الأفارقة التي تبدو أجسادهم نحيلة جداً وهزيلة، وأرفق الصورة بعبارة “هؤلاء هم رئيس بلدة مضايا وأعضاء المجلس البلدي في آخر صورة لهم”
وتوالت النداءات من مؤيدي حزب الله لنشر صور الطعام فأحدهم نشر صورة اللحوم المشوية، وآخر الحلويات مرفقاً بجانبها عبارة نتضامن مع الشيشان في مضايا في إشارة منه إلى عدم وجود سوريين في مضايا بل هم مهاجرين! وأخرى انبرت للدفاع عن موقف حزب الله وصموده في وجه كل من يحاول تشويه سمعته.
إلا أن هذه التصرفات دعت مجموعة من الناشطين اللبنانين إلى إصدار بيان جاء فيه “ندين بالمطلق منطق توازن الموت ونهج الحصار خصوصاً حينما يأخذ هذا البعد المأساوي بفرض الحظر على الغذاء والماء والدواء لتحقيق غايات سياسية، حيث يعتبر ذلك تجاوز لكل القيم الإنسانية ومواثيق حقوق الإنسان، ونحن كلبنانيون نرفض أن يشارك حزب الله في عمليات القتل والحصار ضد أهلنا في سوريا تحت حجة القضاء على الإرهاب، ونطالب بالانسحاب الفوري لجميع المسلحين اللبنانيين من مضايا والزبداني ونعتبر أن ما يجري هو محاولة لتغيير ديمغرافية المنطقة تدمر وحدة الشعبين السوري واللبناني كما أننا ندعو إلى الحل السياسي لوحدة سوريا وشعبها وانسحاب كل القوى المتدخلة بالشأن السوري”
كما استنكر العديد منهم ما وصفوه بأقذر هاشتاغ أطلق حيث نشر المحامي اللبناني نبيل الحلبي “لا أعلم ما هو نوع المسحوق الذي جُبِلَت به هذه الكائنات الحقيرة .
لكنّي أستطيع أن أسمع جواب أهل مضايا عليهم , و هم يقولون :
” … أيها الناكرون .. هل نسيتم أننا قد علفنا بطونكم بأكثر من هذه الموائد التي تضعون صورِها حين طلبتم اللجوء إلينا .. و حشونا جيوبكم حينها ببعض مالنا قبل أن تعودوا إلى بلدكم , كي لا تتكبدوا عناء و مصاريف السفر “!
وكتبت هدى محمد “مخيف ! أقسم بالله مخيف ، مخيف الحد يلي عم يوصلولو البشر ؟ شو في شي بالدنيا بخليك تشمت كرماله بمدنيين و صغار عم يموتو من الجوع؟ شوفي طائفة، دين، بلد بتستاهل تعمل هيك مشانها؟”
ونشر الصحفي السوري أيمن طرابلسي “أي حقد ذاك الذي تحملوه بين صدوركم يا من أطلقتم وسم#متضامن_مع_مضايا .. يلتطقون صورا مع الطعام بهدف السخرية ممن يموتون جوعا.. من استقبلكم واحتضنكم وفتح لكم باب بيته ذات يوم تردون دينه بالسخرية من موته والتلذذ بتجويعه.. من أي طين خلقتم؟
بينما أعلنت الصحفية اللبنانية هنا نخال تضامنا الكامل مع مضايا ونشرت “منطق من يبرر إجرامه وحصاره وبشاعته بإجرام غيره أو عدوه منطق عصي على الفهم.. ليس بمنطق أصلاً.. يزبهل.. ويوقف شعر الرأس”
واكتفى آخرون بتغيير صور صفحاتهم الشخصية على الفيسبوك إلى رموز تعبيرية عن مجاعة مضايا، بينما بقي المعنيون الحقيقون بالمأساة في مضايا غائبون عن هذا المشهد، غارقون في حصارهم، يصارعون الجوع والبرد والموت في سبيل الحفاظ على بقايا رمق لهم في هذه الحياة.
المصدر : الإتحاد برس