حماية لحقوق الحيوان.. فيسبوك يحذف لوحة تنتقد حصار مضايا !!

بدعوى مخالفتها "لمواثيق حقوق الحيوان"، حذفت شبكة التواصل الاجتماعي الشهيرة فيسبوك، صورة لوحة فنية مؤثرة، تحاكي الحصار الخانق الذي تفرضه قوات نظام الأسد ومليشيات حزب الله الطائفية على بلدة مضايا، بريف دمشق الغربي، ما اضطر الأهالي إلى أكل الحشائش والحيوانات الأليفة.

وتظهر اللوحة الفنية التي رسمها الفنان السوري مصطفى يعقوب، وجبة طعام متخيّلة اشتملت على "قطة"، في استلهام لصورة نشرها نشطاء من مضايا لأحد السكان وهو يهم بذبح قطة بهدف أكلها، بعد أن أخذه الجوع كل مأخذ.

وقال يعقوب على صفحته على فيسبوك، قام "فيسبوك بحذف اللوحة التي رسمتها عن القطة الميتة التي يأكلها سوريون اليوم كوجبات في المناطق المحاصرة. قال مخالفة لحقوق الحيوان! لا تعليق."

الفيس بوك حذف اللوحة يلي عملتها عن القطة الميتة يلي ياكلوها السوريين اليوم كوجبات في المناطق المحاصرة. .قال مخالفة لحقوق الحيوان!عنجد لا تعليق... ‎Posted by Moustafa Jacoub on‎ 7 يناير، 2016
وعقب حذف فيسبوك للوحة، قام يعقوب برسم لوحة جديدة تظهر عدة قطط تقول: "أنقذوا مضايا فإنهم يأكلوننا من الجوع"، في سخرية مستحقة من تعاطي موقع فيسبوك الشبيه بالموقف الدولي في تعامله مع قضايا حقوق الإنسان المنتهكة ببحر من دماء وبارود وتجويع وبرد في سوريا منذ نحو 5 سنوات بلا انقطاع.    
يمكن هيك الرسالة توصل أكثر!#مضايا_تموت_جوعاً #Hunger_massacre_in_Madaya ‎Posted by Moustafa Jacoub on‎ 7 يناير، 2016
 

وقال الفنان مصطفى يعقوب، لـ"الخليج أونلاين": إن "الفيسبوك هو صورة وإسقاط رقمي عن العالم الذي نعيش فيه. محكوم بقوانين وحقوق ولكنها لا تطبق إلا بشكلها الصوري والسطحي. فهذه الحادثة اختصرت فعلاً كثيراً من الكلام الذي يمكن أن يُحكى عمّا يحدث للسوريين، إذ يجري دائماً إغفال لأصل الجريمة والاهتمام بقانون يحمي المستخدم من مشاهدة فعل الجريمة وقشورها.. ونحن مغلوبون على أمرنا لا نستطيع أن نفعل أو نغير شيئاً سوى الخضوع؛ لأننا مضطرون إلى أن نعيش في هذا العالم الذي هو ملكهم ومن تصميمهم، لذلك لا تعليق، سنبقى صامتين على أمل أن نصنع عالمنا الخاص يوماً".

وأطبق نظام الأسد ومليشيات حزب الله الطائفية الحصار على مضايا التي يوجد فيها نحو 40 ألف نسمة؛ نصفهم من أهالي الزبداني الذين حشرهم النظام فيها؛ بغية الضغط على الثوار لتسليم الزبداني التي لم تستطع قوات الأسد اجتياحها.

وتحاصر قوات الأسد منطقة وادي بردى بريف دمشق منذ أكثر من عامين، كما شددت الحصار على مضايا منذ 207 أيام، إلى حدّ بدأت تخرج فيه مؤخراً صور صادمة لأشخاص يموتون جوعاً، وسكان أحياء برزت عظامهم من شدة الجوع، وهو ما استدعى غضباً شعبياً واسعاً في سوريا والعالم العربي، نجح اليوم الخميس في استصدار قرار من الأمم المتحدة يطالب فيه نظام الأسد بفك حصاره عن البلدة، وهو ما خضع له النظام.

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، الخميس، تلقيهما موافقة نظام الأسد على إدخال مساعدات إنسانية في أقرب وقت إلى مضايا، إلى جانب بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين بمحافظة إدلب، لافتاً إلى أن "المساعدات لن تصل قبل يوم الأحد".