هام وبالصور: وقفات تضامنية سورية وعربية وعالمية لأجل مأساة مضايا


3 13b

المصدر – يمنى الدمشقي

نظم عدد من الناشطين والمقيمين في ألمانيا من السوريين وقفات احتجاجية صامتة للتضامن مع بلدة مضايا داعين الأمم المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بأن تأخذ دورها مع ما تتعرض له البلدة من تجويع ممنهج، رافضين الموقف السلبي للأمم المتحدة في هذه القضية الإنسانية.

92

وعمت الوقفات مدن عدة في ألمانيا كمدينة سابروكن في ولاية زارلاند، ومدينة هايدلبيرغ في ولاية بادن فوتمبيرغ، إلا أن أبرز هذه الوقفات كان في العاصمة الألمانية برلين، في ساحة ألكسندر بلاتز حيث استمرت الوقفة ما يزيد عن ثلاثة ساعات اعتصم فيها المتضامنون بشكل صامت، رافضين سياسة التجويع كسلاح حرب وشارك بهذه الوقفة الموسيقار العراقي العالمي “نصير شما”.

وأكد المنظمون للوقفة بما فيهم منظمة أوروبا، وتيار المستقبل الكردي أن هذه الوقفة غير تابعة لأي تنظيم سياسي رافضين بذلك أي بيان يخرج وينسب تلك الوقفة إليه.

وجاء في نص البيان الذي نشره تيار المستقبل الكردي “إننا في تيار المستقبل الكُردي ندعو كل السوريين كُرداً، عرباً، أشورياً وتركماناً إلى المشاركة في الاعتصام التضامني مع بلدة مضايا في العاصمة الألمانية برلين في تاريخ09 كانون الثاني، كما ننوه إلى أننا وبمشاركة نشطاء من الداخل قمنا بإعداد تقارير عن الوضع الانساني وعن المعاناة التي يعيشها أهل مضايا وقمنا بتسليمها إلى أكثر من جهة دولية ومنظمات دولية معنية بحقوق الانسان، ويأتي اعتصامنا هذا كدعم معنوي لأهلنا في مضايا ولنؤكد لهم أننا معهم ومأساتهم هي مأساتنا. لأنه في الوقت الذي تُحلق فيه الطائرات الروسية لترمي قنابلها، فمن غير اللائق أن لا تحلق طيارات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ولو لرمي المواد الغذائية على الاقل! يجب على العالم أن يكف عن أعتياد موتنا.”

ويقول “بسام” أحد المشاركين في الاعتصام في حديث خاص “الاعتصام كان في مكان مزدحم جداً في برلين، ولفت انظار المارة بشكل كبير، حيث بادر المعتصمون لرفع لافتات عدة تتحدث عن مضايا وعن الموت جوعاً فيها وتؤكد أن الإرهاب الحقيقي هو تجويع الناس،وكان هناك بعض المشاهد التي لفتت أنظار الناس بشكل كبير، حيث وضع قفص في قلب الاعتصام وبداخله خبز وحوله مجموعة من السوريين الذي خلعوا قمصانهم وبدوا كأنهم عارين في إشارة منهم إلى أن الناس لا تموت فقط من قلة الطعام بل من البرد والحصار، وبدى هؤلاء المعتصمون يحاولن الاقتراب من أرغفة الخبز، وسرعان ما أعلن الألمان تأييدهم لنا وبدأوا بتوزيع منشورات أيضاً ترفض ما يحدث في مضايا، كتب عليها أعداد المحاصرين في هذه المدن والبلدات وبأن بشار الأسد يقتل الناس من الجوع ولا بد من إيجاد حل لوقف هذه الكارثة في سوريا”

وحضر الاعتصام عدد من الصحفيين الأجانب ونقلوا جانباً مما حدث على وسائل الإعلام الألمانية.
وفي مدينة اسطنبول التركية تظاهر عدد من السوريين والعرب تأييداً لمضايا والمعضمية والمدن المحاصرة في سوريا، ودعوا إلى مظاهرة كبيرة يوم غد أمام السفارة الروسية في اسطنبول ومثلها في منطقة الفاتح.

ومن بين المشاركين الصحفية المغربية “فاطمة سلام” التي قالت في حديث خاص للاتحاد برس “تأخرنا كثيرا كإنسانية حتى نبدي التضامن مع مضايا، يموت فيها الناس جوعا منذ أشهر، وسبقتها حالات تجويع كثيرة، ليست أولها ولا آخرها تلك التي في مخيم اليرموك، لذا أي تضامن نبديه الآن هو أقل بكثير من الذي يجب أن يكون، هو أضعف الإيمان أمام الظلم الذي يمارس على الشعب السوري، والذي ثقلت به ضمائرنا أيضا، مضايا عرت الإنسانية وأمهرت فشل لحمتها أمام التدمير البشري، كصحافية، كتبت أخبارا عن مضايا، وتناقلت أيض كمهتمة صورا وتعليقات عنها، لكن أبدا لا يكفي هذا ولا يرضي، وفي الوقت الذي ننوء فيه للبعد الجغرافي والسياسي عن تغطية الفظائع بمضايا، أشيد بالمواطنين الذين قاموا بمهمة الصحافي داخل البلدة ونقلوا لنا من الداخل صور حرب التجويع، أما في المغرب، نحن شعب نعتبر القضية الفلسطينية أولوية عندنا، وننتمي لها وتنتمي لنا كلية، وهو ما باتت تتشاطره معها القضية السورية، كذلك اليمن وليبيا والعراق، نخن جزء من هذا الحسد العربي وروحه، وأكيد نبكي ونتألم لأجلنا جميعا ونتضامن، لكن يظل الممكن أقل بكثير من المتمنى”

وفي وسط الموت الذي يعيشونه تضامن أهالي غوطة دمشق وكفرنبل والمعضمية وسرمدا والوعر مع أهالي مضايا، رافعين عدة شعارات تندد بتخاذل المجتمع الدولي عن نصرة المناطق الجائعة.


المصدر : الإتحاد برس