تسريب غير دقيق لأسماء الوفد المفاوض يُربك المعارضة


download

معتصم الطويل:

كان من بين القضايا التي اتفقت عليها المعارضة السورية، بعد انتهاء مؤتمر الرياض، إخضاع الفريق المفاوض الممثل لها، لدورة تدريبية تفاوضية، من أجل الإطلاع على أهم أساسيات علم التفاوض، على أن تكون الأسماء في غاية السريّة منعاً لأي اختراق محتمل من طرف النظام، أو بعض الجهات القريبة منه.

لكن في الأمس، يبدو أن «الخطة» المتفقة عليها فشلت كما في باقي المرات السابقة، إذ تم تسريب قائمة ببعض الأسماء المختارة من أعضاء وفد التفاوض، قبل يومين من بدء الدورة في الرياض.

اللافت أن القائمة المسرّبة ضمت 29 اسم، أي ما يقارب نصف عدد القائمة الأصلية، أو على أقل تقدير منهم في القائمة الأساسية، ومنهم في قائمة الاحتياط أو ما تسمى البديل.

بعض الأسماء المسربة أكدت من خلال تواصل بعض الناشطين معهم، أنهم حقاً أعضاء بالوفد التفاوضي. السؤال المهم هنا: ألم يعي مسرب القائمة أنه تسبب بضرر بالغ لهيئة المفاوضات، خاصة وأن بعض الشخصيات الهامة في المعارضة أكدت أن «ستيفان ديمستورا» حين اجتماعه في الرياض مع الهيئة العليا للمفاوضات، طلب منهم عدة مرات أسماء وفد المفاوضات، لكن اللجنة التي تعاملت مع الموضوع بحرفية هذه المرة، لم ترفض طلبه فقط، وإنما باغتته بالسؤال التالي: هل لديك قائمة بأسماء وفد النظام، حتى تطلب منا قائمة وفد المعارضة، والذي جاء رده بالنفي والخجل معاً.

ولوحظ وجود تناقض في الاسماء التي وردت في التسريبات، وأفاد مصدر في المعارضة السورية ان الاسماء التي تم تسريبها غير دقيقة، وأما الاسماء بشكل عام فهي مطروحة للدورة التدريبية، ولا يوجد قرار بادراجها في الوفد المفاوض أو الوفد الاستشاري.

ناشطون وسياسيون في المعارضة السورية، طالبوا عقب تسريب الأسماء من الدكتور رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات، أن يقوم بالتحقيق فوراً بعد أن سماها البعض منهم بالمهزلة والمسخرة، واتخاذ إجراء سريع وحاسم بحق المسرّب وفضحه والتشهير به إعلاميّاً ليكون عبرة لغيره في المرات القادمة.

يذكر أن أربعة وعشرون فصيلاً ثورياً، أعلنوا أمس الجمعة، وقوفهم بجانب الهيئة العليا للتفاوض المنبثقة عن مؤتمر الرياض، ودعم موقفها في وجه أية ضغوط ترمي إلى فرض تنازلات محتملة عن ثوابت الثورة، وما أقره مؤتمر الرياض، مشيرة إلى أن ضغوطاً أممية ودولية تمارس على الهيئة لتقديم تنازلات.

أخبار سوريا ميكرو سيريا