كاثي يونج تكتب: احتواء المهاجرين



كاثي يونج

جدل بشأن معاملة المهاجرين القادمين من سوريا والمناطق الأخرى التي تمزقها الحروب في الشرق الأوسط، ظهر بوجه قبيح بعد تقارير عن «موجة كبيرة» من الاعتداءات الجنسية على نساء في ألمانيا خلال الاحتفال برأس السنة. ورغم أن التفاصيل تفتقر للوضوح، فإن الهجمات التي تمت فيها محاصرة النساء قرب محطة قطار في مدينة كولونيا والتحرش بهن، ارتكبها فيما يبدو حشد من الرجال ينتمون إلى شمال أفريقيا والشرق الأوسط، ومنهم مهاجرون جدد. وهذا يجيز للبعض إصدار تحذيرات عن غزو الغرب من أجانب خطرين، بل يلفت الانتباه إلى دعوة دونالد ترامب إلى إغلاق حدودنا أمام المسلمين!

ومما زاد طين الخواطر المضطربة بلة، أن رئيسة بلدية كولونيا هنريتا ريكر نصحت النساء بتبني «معايير سلوك» للحماية. وبينما لا تلوم نصائح الأمان الضحية، وبعض نصائح رئيسة البلدية معقولة، فإن معايير السلوك هذه تبدو كما لو أنها انزلاق إلى عصر الحريم.

ولا يقل عن هذا إزعاجاً رد فعل بعض التقدميين الذين يصرون على عدم إلقاء اللائمة على «المقموعين»، بل يريدون لفت الانتباه إلى الصورة الكاريكاتورية الصحيحة سياسياً! ونشرت مجلة «فايس» على الإنترنت مقالا لناشطتين نسويتين ألمانيتين أكدتا فيه أن المهاجرين ليسوا المشكلة، لأن «ثقافة ألمانيا في الاغتصاب عميقة الجذور في تكويننا النفسي الجمعي»، وذكرتا تعرضهما للتحرش من غرباء مخمورين وإلقاء العلب الفارغة عليهما عمداً في احتفالات أكتوبر في بفاريا.

وفي صحيفة الجارديان أشار كاتب العمود «جابي هينسليف» إلى أن الشبان المهاجرين المحرومين من الجنس ربما انفجروا في صورة من الاستياء ضد النساء الشابات اللائي اعتبروهن مترفات. وأشار آخرون إلى أنه يجب لوم كل الرجال بدلا من لوم المهاجرين فقط. كما يعتقد المعلق فرانسيس كوبولا أن الهجمات ربما تم تدبيرها بطريقة ما من قوى مناهضة للمهاجرين.

والحقيقة أن مجتمعات كثيرة ذات تقاليد ذكورية تنظر للنساء في الأماكن العامة باعتبارهن هدفاً مباحاً. والثقافة تلعب دوراً في هذا.

كاثي يونج: صحفية أميركية

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تربيون نيوز سيرفس

المصدر: الإتحاد

أخبار سوريا ميكرو سيريا