الساحل ممنوع على الشيعة.. والتاريخ يتكرر بين الفرنسيين والروس ! /


دأب الشيعة والإيرانيون خصوصًا على إنشاء موطئ قدم في الساحل السوري منذ عهد حافظ الأسد، إلا أنهم فشلوا في ذلك رغم محاولة جميل الأسد إنشاء مقامات ومزارات شيعية، وجميع السوريين يدركون من هي جمعية المرتضى التي أنشأها شقيق الأسد الأب، وحاول نشر التشيع بين العلويين، إلا أن خططه لم يُكتب لها النجاح، فمعظم العلويين يحبون المشروبات الروحية، خصوصًا في أعياد الميلاد ومناسباتهم الخاصة، كما أنهم اعتادوا على رؤية الفتيات الجميلات من بنات الطائفة نفسها يلبسن القصير في الصيف وفساتين السهرة في الأعراس والاحتفالات، ولن يكون هذا متوفرًا في الديانة الشيعية.

لم يكن حزب الله اللبناني أوفر حظًّا بعد تدخله في وقت قريب لحماية العلويين، ويقتصر وجوده فقط بإنشاء مكاتب خاصة تعمل على تجنيد الشبان العلويين ضمن ما يُسمى حزب الله السوري في محاولة لاستنساخ تجربة الحزب في لبنان والعراق ولم يلقَ آذانًا صاغية بين مَن حاولوا حمايتهم في الأمس القريب.

ما أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء العمليات العسكرية الروسية في سوريا حتى بدأت الفتيات العلويات يضعن صور بوتين على قمصانهن، وانتشرت صور الأسد وبوتين على واجهات السيارات الخلفية، تارة يكتبون (قادة العالم)، وتارة أخرى (عرين الأسود) وافتتح الشبان العلويون مقاهي ومحلات تحمل أسماء روسية وكان آخرها بن القهوة (بن بوتين).

حب العلويين للأجنبي الجديد يشبه إلى حد كبير حبهم للمستعمر الفرنسي في منتصف القرن الماضي، يؤكد أبناء اللاذقية أن العيون الشقراء والشعر الجميل ليس لهم فيه أيّ دخل؛ فمعظم جمالهم يأتي من الفرنسيين؛ حيث فتحوا لهم بيوتهم في الجبال وأسكنوهم في قلوبهم قبل منازلهم في الماضي، وللآن هناك نسبة كبيرة منهم لا ترى في الفرنسيين أنهم كانوا مستعمرين، ولعل حاكم مصرف سوريا المركزي، أديب ميالة، صاحب الزوجة الفرنسية أكبر دليل وشاهد من العصر الحديث على هذه الصلة، كما أن العديد من الأطباء العلويين تتلمذوا في جامعات فرنسية وسمى العديد منهم أبناءهم بأسماء فرنسية كـ”جوليان”، وهو اسم شائع في مناطقه الساحلية.

ما قبل ثورة آذار (مارس) العام 2011 كان حلم كل شاب وفتاة التوجه إلى فرنسا، لكن تحولت وجهة هذا الحلم إلى روسيا، لكن الأسد حقق الحلم المنشود لكل فتاة علوية بأن تقابل جنديًّا روسيًّا فلم يعد هناك مشكلة؛ فالأشقر الروسي بات متوفرًا وبكل سهولة في الجامعات والأسواق، لكن في غير أوقات العمل، وأكبر دليل مرئي على ذلك التسجيل الذي بثه ناشطون؛ حيث الضابط الروسي يثني على دور الميليشيات العلوية المؤيدة في دخول مدينة سلمى مؤخرًا، وكان رد الضابط العلوي بتقديم فتاة بعد الانتهاء من المعركة.

العلويون يرون في كل ضيف أجنبي شريكًا، لأنه يقدم لهم كل أنواع الحماية من أكثرية مضطهدة منذ بداية عهد الأسد الأب، أما الإيرانيون فيريدون أن يجعلوا منهم وقودًا في حربهم المقدسة وخدامًا لـ”المهدي المنتظر” كما يفعلون في الشيعة العراقيين؛ لذلك لا يجدون مانعًا من الارتباط بالفرنسيين سابقًا والروس في الوقت الحالي، ولا مشكلة إذا كان الرابط غير أخلاقي؛ فالمهم هو بقاؤهم في سدة الحكم.

سليم العمر   الدرر الشامية 

 

مقال طائفي  ينقله  موقع  سوريتي  ولا  يتبناه