ترقب بلبنان لتداعيات ترشيح عون للرئاسة


تعددت أوصاف الإعلام اللبناني لتبني رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ترشيح خصمه السياسي زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون رئيسا، إذ وصفها البعض بالزلزال والمعجزة وآخرون اعتبروا أن جعجع قلب الطاولة على الجميع.

ودعا جعجع أمس -في مؤتمر صحفي مشترك مع عون- شركاءه في قوى 14 آذار و”ثورة الأرز” لتبني ترشيح عون. وقال إن حزبه والتيار الحر يؤكدان الإيمان بلبنان والالتزام بوثيقة الوفاق الوطني وباتفاق الطائف واحترام أحكام الدستور دون انتقائية.

من جهته، قال عون إنه “يجب الخروج من الماضي حتى نتمكن من بناء المستقبل، ويجب ألا ننساه كي لا نكرره”، موضحا أن “الحقبة السوداء أصبحت في ذاكرتنا فقط”.

وكان عون يشير في وصفه “الحقبة السوداء” إلى “حرب إلغاء” عسكرية جرت بين الرجلين في عامي 1989 و1990، و”حروب إلغاء” سياسية منذ اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري عام 2005.

وتأتي خطوة جعجع بعد المبادرة التي تسربت الشهر الماضي في الإعلام بأن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ينوي طرح اسم سليمان فرنجية مرشحا للرئاسة.

في هذا الموضوع، توقعت مصادر لصحيفة “الأنباء” الكويتية أن يعلن الحريري ترشيح فرنجية رسميا في 14 فبراير/شباط (الذكرى السنوية لاغتيال والده).

بدوره أكد فرنجية -بحسب الإعلام اللبناني- مواصلة ترشحه للرئاسة، ونقل الإعلام عن مصادر في “تيار المردة” الذي يتزعمه فرنجية أنه يحظى بتأييد سبعين نائبا في البرلمان (من أصل 128) مما يمنحه أفضلية على عون.

ردود فعل

وفي ردود فعل الأحزاب اللبنانية، نقلت صحيفة “الجمهورية” أن الحريري استدعى قيادات تياره إلى الرياض (مقر إقامته) لبحث خطوة جعجع، على أن يصدر موقف التيار بعد اجتماع كتلته النيابية اليوم.

بينما وصف عضو كتلة “المستقبل النيابية” أحمد فتفت، تبني جعجع ترشيح عون بأنه “يشكل خطرا كبيرا ويكرس الوصاية الإيرانية على لبنان، وأن مصلحة لبنان في عدم ترشيح عون”.

وذكرت صحيفة الجمهورية أيضا أن “حزب الله يصف خطوة جعجع بالإيجابية في اتجاه إنجاز الاستحقاق الرئاسي”، أما صحيفة النهار فنقلت عن أوساط الحزب أن “خطوة جعجع خلطت الأوراق على الساحة وربما عودة للمربع الأول، ورجحت أن يصدر موقف الحزب من كتلته النيابية الخميس المقبل”.

من جانبها، نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن “مصادر قريبة” من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، أن الأخير يرى “في اتفاق الموارنة خطرا أكبر من اختلافهم”.

أما رئيس مجلس النواب وزعيم “حركة أمل” نبيه بري، فتؤكد مصادر مقربة منه لصحيفة الأخبار أنه “مستمر في تأييد فرنجية، وأن حزب الله لن يغير رأينا في دعمه”.

وفي السياق، علمت صحيفة “النهار” اللبنانية أن موقف حزب الكتائب سيعلن غدا الأربعاء بعد سلسلة اتصالات ولقاءات داخلية.

ولم يعرف بعد ما إذا كان ترشيح جعجع لعون سيؤمن النصاب القانوني في البرلمان لعقد جلسة انتخاب رئيس تتطلب حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب (86 من أصل 128).

وعقد البرلمان اللبناني 34 جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان في 25 مايو/أيار 2014، ولم يتمكن من توفير النصاب القانوني.

وكانت قوى 14 آذار أعلنت بعد انتهاء ولاية سليمان دعمها ترشيح جعجع، بينما رشحت قوى 8 آذار عون.

المصدر: الجزيرة نت