مهنة في زمن الحرب… بيع مخلفات القصف يلقى رواجاً في ريف حماة

20 يناير، 2016

خالد عبد الرحمن:

غدت ظاهرة جمع القذائف التي تقصفها حواجز قوات النظام على مدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي، مهنة يُقبل عليها بعض من تبقى في المدينة، حيث تدرّ عليهم مردوداً لا بأس به، في مدينة انعدمت فيها سبل الحياة والعمل، جراء القصف الكثيف واليومي على المدينة.

وتتعرض المدينة لقصفٍ يوميٍّ بالبراميل المتفجرة التي تلقيها الطائرات المروحية، والصواريخ الفراغية التي تلقيها طائرات النظام الحربية، إضافة إلى القصف بالمدافع والرشاشات الثقيلة من الحواجز المحيطة بالمدينة.

إلا أن صوت الحياة لدى من تبقى في المدينة كان أعلى من أصوات الموت الذي تنشره قوات النظام، ويأبى أولئك إلا أن يستمروا في دورة حياتهم، مدخلين بعض التعديلات على وسائل عيشهم ومصادر رزقهم.

وقال الناشط في تجمع شباب اللطامنة وابن المدينة فياض الصطوف لـ “ ” إن بعض الشباب المقيم في المدينة يعتاش على القذائف والصواريخ والبراميل والألغام التي لم تنفجر، وذلك بعد غياب تام لأي عمل في المدينة التي هي جبهة حرب منذ سنة ونصف تقريباً، وتشهد قصفاً مستمراً من الحواجز على طرفها الجنوبي وغيرها من الحواجز، عدا عن قصف طيران النظام وفي الفترة الأخيرة الطيران الروسي.

وأضاف بأن العمل بدأ منذ حوالي العام ونصف، ونتيجة عدم وجود الدعم بقذائف مدفع (الفوزديكا)، تم اللجوء إلى إعادة تصنيع وتعديل مخلفات قصف النظام في ورشات أعدت لهذا الغرض، حيث تقوم الورشات بتعديل قذائف (الفوزديكا) وقذائف مدفع (٥٧) ليعاد تصنيعها واستخدامها في المعارك.

وأردف بأنه يتم استخراج مادة المتفجرات (تي ان تي) من البراميل والألغام والصواريخ الروسية ليتم بيعها، حيث يبلغ سعر الكيلو الواحد منها حوالي ٥ آلاف ليرة سورية، في حين تتراوح أسعار باقي القذائف من ألف ليرة إلى مئة ثلاثة آلاف ليرة سورية، حسب النوع وكمية المواد المتفجرة التي تحويها.

ومن جانبه أفاد ناصر أحد المقاتلين في صفوف الجيش الحر، وأحد العاملين في هذه المهنة لـ “ ” بأن عدد العاملين في المهنة أكثر من ١٠٠ شخص في المدينة، والتي باتت مصدر رزق لهم، إلا أنها لا تخلو من المخاطر، فقد تعرض عشرات الأشخاص للإصابة وبترت أحد أطرافهم جراء انفجار قذائف من المخلفات.

وأضاف ناصر الذي بدأ العمل بهذه المهنة قبل سنة “عندما بدأنا بهذا العمل كنا نسمع أن أُناساً يعملون في هذا المجال، فكنا نذهب إليهم نشاهد طريقة التفكيك التي يقومون بها، أما اليوم بات لدينا خبرة كافية في التفكيك وتقدير قيمتها المادية، ووفرت هذه الخبرة علينا مبالغ مالية كبيرة كانت تذهب للورشة التي تقوم بتفكيكها”.

وأشار إلى أن العمل يحتاج جهداً في البحث في الأراضي الزراعية وبين المنازل، ومن ثم جهد في تفكيك ما نجد من ألغام وبراميل وصواريخ بمعدات بسيطة متوفرة لديهم، منوهاً إلى أن مقدار العمل يتناسب طرداً مع ارتفاع وانخفاض وتيرة القصف على المدينة.

وبات من المشاهد المألوفة جداً في مدينة اللطامنة انتشار العشرات من الشبان في الأراضي الزراعية وحول المنازل، باحثين عن متفجرات ألقيت عليهم بهدف قتلهم، فقد وجدوا في جمعها مهنةً تؤمن لهم لقمة عيشهم.

أخبار سوريا ميكرو سيريا